الاثنين 21 يناير 1991

دخلت حرب الخليج حرب تحرير الكويت يومها الخامس بقصف جوى مركز وعنيف على مختلف المواقع العسكرية العراقية فى العراق والكويت ، وادى القصف الى الحاق اضرار بالغة فى هذه المواقع كما تحولت مرافق المدينة الى انقاض بتاثير القصف الذى تشترك فيه مئات الطائرات من دول التحالف ، وبلغ عدد طلعات القوات الجوية للتحالف 8333 طلعة منذ يوم الخميس الماضى وواصلت قوات التحالف تحصيناتها على مقربة من حدود الكويت المحتلة.

وتأكد ان جميع الصواريخ التى اطلقها العراق على السعودية كان نصينها الفشل ، حيت تم تدميرها جميعا فى الجو بصواريخ باتريوت.

هذا واعرب الرئيس الامريكى عن قضبه للاعمال التى يمارسا الرئيس العراقى صدام حسين ازاء اسرى الحرب الامريكيين بعرضهم على شاشات التلفزيون وهم يرددون مايملى عليهم ، وقال ان المعارك ستستمر بغض النظر عما يحدث فى بغداد ودعى الى حسن معاملة الاسرى طبقا لاتفاقية جنيف، وكان راديو بغداد قد اذاع بيانا جاء فيه ان 20 اسيرا قد وقعوا فى ايدى الجيش العراقى وانهم نقلوا الى مواقع استراتيجية واقتصادية وذلك لاستخدامهم كدروع بشرية لحماية المنشآت العراقية من القصف، وفى نفس هذا اليوم استسلم عدد من الجنود العراقيون فى الكويت المحتلة للقوات المصرية في منطقة حفر الباطن فى السعودية.

الثلاثاء 22 يناير 1991

فى اليوم السادس لحرب الخليج اطلق العراق ست صواريخ سكود على الرياض والظهران فى السعودية خلال 12 ساعة وتم تدمير اثنين بواسطة صاروخ باتريوت وكان احد الصواريخ التى اطلقت على الظهران يستهدف القاعدة العسكرية الرئيسية للقوات الامريكية فى الخليج، الاأنه سقط قرب احد حقول البترول الرئيسية عند بلدة الهفوف.كما وقع حطام احد الصواريخ فى شارع بالرياض.

وفى مساء هذا اليوم اطلق العراق صاروخين على تل ابيب حيث سقط احدها فى وسط المدينة وأدى الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح مائة شحص وهدم ثلاثين منزلا.

وتتعرض المواقع العسكرية فى البصرة والمناطق المحيطة بها فى جنوب العراق لقصف جوى مستمر وبمنتهى العنف مما جعل مبانى مدينة خوروم شهر الايرانية والتى تبعد عن البصرة 40 كيلو تهتز، كما تواصل ا لقوات المتحالفة طلعاتها الجوية انطلاقا من قاعدة (انسليك) التركية لتشن هجمات على اهداف عسكرية فى شمال العراق، ورغم تقدم القوات البرية للتحالف تجاه الحدود الكويتية فان المسؤولين الامريكيين صرحوا بان الهجوم البرى قد لايمكن حدوثه قبل عدة اسابيع.

وقد اعلنت وزارة الدفاع الفرنسية ان الطائرات الفرنسية شنت هجوما فجر اليوم على قاعدة بحرية تقع جنوب مدينة الكويت.

وقالت وزارة البحرية الامريكية ان خطر الالغام البحرية فى اعالى الخليج قد تلاشى، وان عمليات رصد وتدمير الالغام مستمرة.

واعلن الرئيس المصرى اليوم فى تصريحات للصحفيين انه لابد ان ينسحب العراق من الكويت لانه بدون الانسحاب لن نستطيع ابدا ان نقنع المجتمع الدولى بوقف الحرب ، وانه ليس من الممكن الآن اعلان مبادرة جديدة لوقف اطلاق النار لانه ليس هناك من يستمع لهذا الكلام ولا من يقبله كما ان وقف اطلاق النار وبقاء القوات العراقية فى الكويت مخالف لقرارت مجلس الامن الدولى.

واعلن متحدث عسكرى امريكى ان هناك دلائل واضحة على ان العراق بدأ فى نسف وتدمير المنشآت البترولية الكويتية وقال متحدث ان الصور الفوتوقرافية التى التقطت من الجو توضح اندلاع حريق فى آبار ومخازن البترول فى حقل بترول الوفرة ، ولم يتم بعد تقييم مدى التدمير الذى لحق بهذه المرافق.

وكان العراق قد ذكر انه قام بتلغيم الحقول البترولية فى الكويت المحتلة بعد غزوها فى الثانى من اغسطس الماضى وهدد بنسف هذه الحقول واشعالها فى حالة تعرضه للهجوم من قبل قوات التحالف الدولى.

الاربعاء 23 يناير 1991

فى اليوم السابع لحرب الخليج واصلت القوات المتحالفة قصفها للمواقع العسكرية مع التركيز على الاهداف المحيطة بالبصرة وعلى منصات صواريخ (سكود)ومنشآت ومواقع الاسلحة الكيماوية والبيولوجية، وقال الجنرال كولن باول رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة ان القوات الجوية لدول التحالف دمرت تماما مفاعلين نويين و66 مطارا حربيا عراقيا ولم يعد للعراق سوى ست مطارات.. وقال ان الولايات المتحدة وحلفائها يحققون سيادة جوية مطلقة فوق العراق منذ اندلاع القتال، الاان وزير الدفاع الامريكى ديك تشينى قال :

ان العراق لدية شبكة دفاع جوى حديثة ومعقدة وحذر من زيادة التفائل وقال ان العمليات قد تستقرق وقتا طويلا.

وقد اطلق العراق صاروخ من طراز (سكود) على حفر الباطن وتصدى له صاروخ من طراز باتريوت وفجره فى الجو دون حدوث اى اضرار، كما صدت صواريخ باتريوت ثلاث صواريخ من طراز سكود موجهة الى الرياض والظهران واسرائيل.

واعلنت وزارة الدفاع الامريكية ان مناوشات وتبادل لاطلاق النار قد جرى بين القوات المتحالفة والقوات العراقية عبر الحدود الكويتية السعودية تم على اثرها اسر 6 جنود عراقيين كما اصيب جنديان امريكيان.

الخميس 24 يناير 1991

فى اليوم الثامن لحرب الخليج وفى تصريحات جديدة للرئيس حسنى مبارك جاء فيها ان تقاعس بعض الدول العربية وصمتها على ما قام به صدام حيس ادى الى مايحدث الان ، واضاف لو كانت جميع الدول العربية قد وقفت الى جانب الحق والشرعية منذ اللحظة الاولى للعدوان ربما لم يكن الرئيس العراقى يتمادى كما حصل، هذا وقد قررت القيادة المركزية لقوات الحلف زيادة عدد قارارتها الجوية على المواقع العراقية فى العراق والكويت المحتلة بمقدار الف طلعة يوميا ليصبح متوسط عدد الطلعات اليومية 3000 طلعة كل يوم للاستفادة من عامل تحسن الظروف الجوية ، بينما وسعت فرنسا وكندا من نطاق اشتركهما فى الحرب الجوية ليشمل اهداف فى عمق الاراضى العراقية ، كما اطلقت البحرية اربعة صواريخ على اهداف فى جنوب العراق.

وقال مصدر عسكرى امريكى ان الهدف الرئيسى للحملة الامريكية حاليا هو القوات البرية العراقية فى حنوب العراق والكويت لارغامها على الخزوج من مخابئها فى منطقة الحدود الكويتية السعودية وقطع خطوط الامداد والتموين التي تربط هذه القوات بمراكز التموين في العراق.

هذا وقد احتلت القوات الامريكية المشتركة جزيرة ( جاروه ) الكويتية والتى تقع الى الجنوب الشرقى من الكويت، كما اعلن متحدث سعودى انه تم اسقاط طائرتين عراقيتين من طراز ميراخ فى اشتباك جوى مع طيار سعودى فوق الخليج بواسطة طائرة من طراز أف 15، وتعتبر هذه هى المحاولة الاولى للطائرات العراقية مهاحمة القوات البحرية، وقد هربت طائرة عراقية ثالثة وقد اعلنت اليابان بأنها رفعت مساهنتها فى تمويل حرب الخليج الى 11 مليار دولار.

وقد تم تدمير خمسة صواريخ من طراز (سكود) فوق منطقة حفر الباطن، واعلن تورجوت اوزال بان تركيا ستدخل الحرب اذا تعرضت لاعتداء من العراق ، وسنهاجم اذا هوجمنا.

الجمعة 25 يناير 1991

فى اليوم التاسع لحرب الخليج كثفت القوات الجوية التابعة للتحالف الدولى قصفها المركز على الاهداف العراقية وخاصة قوات الحرس الجمهورى العراقى وخطوط الامداد والتموين ، كما بدات غواصات منتشرة فى البحر الابيض المتزسط والبحر الاحمر اطلاق صواريخ كروز على اهداف فى عمق الاراضى العراقية ، وهذه هى المرة الاولى التى تشترك فيها الغواصات فى عمليات قتال فعلية.

واوضح الجنرال نورمان شوارزكوف قائد القوات الامريكية فى السعودية ان حرب تحرير الكويت كان بالامكان كسبها خلال يومين فقط وبسرعة وسهولة لولا ان القوات الحليفة لم تراعى الحرص الشديد على عدم ضرب المدنيين.

وكان العراق قد اطلق سبعة صوايخ مساء اليوم على تل ابيب وحيفا كما اطلق صاروخين على الظهران والدمام وقد نتج عن ذلك قتل مواطن سعودى واصابة 30 آخرين ، كما ادى القصف الصاروخى على تل ابيب وحيفا الى مقتل شخص واحد واصابة 40 آخرين.

وفى تطور خطير للحرب قام العراق بضخ كميات هائلة من البترول فى مياه الخليج من محطة الضخ فى ميناء الاحمدى فى الشويخ وقد ذكر ان البقعة البتزولية التى تزداد انتشارا قد تعوق العمليات العسكرية ولكن البيت الابيض أكد انها لن تؤثر على سير العمليات وقد بلغ طول البقعة حتى الان 16 كيلو متر، وقالت المصادر الامريكية ان هذا العمل سيؤدى الى كارثة بيئية كبرى، واعلن الرئيس الامريكى بوش ان اقدام العراق على اغراق مياه الخليج بالبترول هو من اعمال الارهاب ضد البشرية وانه سوف يبدأ فى بحث عملية وكيفية تطهير مياه الخليج.

وقد رفض مجلس الامن طلبا تقدمت به دول المغرب العربى وبتاييد من اليمن والسودان لعقد جلسة للمجلس من اجل بحث حرب الخليج والدعوة الى وقف العمليات العسكرية بشكل مؤقت واستئناف الجهود الدبلوماسية لحل الازمة سلميا.

السبت 26 يناير 1991

فى اليوم العاشر لحرب الخليج ، دخلت الحرب مرحلة خطيرة من التدمير الشامل لموارد المنطقة بعد ان أكد خبراء عسكريون فى لندن ان النيران بدأن تشتعل فى بقعة البترول الضخمة التى ضخها العراق فى مياه الخليج مما يهدد المنطقة بكارئة بيئية مروعة، وقد بعث هذا التطور الخطير القلق فى كل ارجاء العالم وخاصة فى دول التحالف التى ترى ان الرئيس العراقى يهدف الى نصب مصيدة بترولية متفجرة لقوات التحالف فى الخليج.

ولكن قوات التحالف واصلت هجوماتها الجوية المكثفة ضد اهداف عراقية فى الكويت المحتلة وفى اعماق العراق ، وسط تأكيدات من جانب المسؤولين العسكريين من قوات التحالف بأن ضخ البترول من قبل القوات العراقية فى الخليج لن يؤثر فى سير العمليات.

كما ان القوات العراقية اطلقت صاروخا من طراز سكود على مدينة الظهران وقد تصدى له صاروخا من طراز باتريوت ودمره فوق المدينة.

من جانبها اكدت طهران لجوء 7 طائرات حربية عراقية اليها بعد هبوطها اضطراريا، واعلنت مصادرعسكرية فى لندن ان النيران بدات تشتعل فى جزء من بقعة البترول العائمه والهائلة فى الخليج ، كما اندلعت النيران فى منصتين عائمتين ورصيف لشحن البترول وفى جزيرة فيلكا امام الساحل الكويتى.

وقد بدأت مشاورات عاجلة بين جميع الاطراف المعنية لبحت سبل توقف التدفق الغزير للبترول ، كما شكلت الولايات المتحدة فريقا من الخبراء لمكافحة بقعة البترول التى وصفها الخبراء بأنها تشكل كارثة بيئية لايمكن تصورها، كما اعلنت الدول الخليجية حالة التاهب لمواحهة آثار ونتائج الكارثة البيئية بعد ان اتسع حجم البقعة البترولية حيث تنتشر الآن على طول 50 كيلو متر وعرض 11 كيلو متر بينما لاتزال ملايين البراميل من البترول تتدفق حتى الآن من حقل الاحمدى فى مياه الخليج، وقد وصف الامريكيون هذه العملية بانها عملية ارهاب بيئية موجهة ضد المجتمع الدولى وتهدف الى القضاء على الحياة البحرية فى الخليج وعلى مياه الشرب المستمدة من تحلية مياه الخليج التى تعتمد عليها مدن الخليج الاانها لن تؤثر على سير العمليات العسكرية، وبالنسبه الى الطائرات التى التجأت الى ايران فقط اعلنت ايران انها ستحتجز اى طائرة تهبط فى اراضيها حتى تنتهى الحرب، وقد اعلنت قوات التحالف فى السعودية ان الطائرات الامريكية من طراز أف 15 اسقطت ثلاث مقاتلات عراقية من طراز ميج 23 فى اشتباك جرى فوق الاراضى الكويتية الاانها سقطت فى العراق.

هذا وأعلنت حكومة الكويت عن مساهمة اضافية مقدارها 13.5 بليون دولار لتمويل العمليات الحربة التى تشنها قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق لتحرير الكويت وهذا المبلغ هو اضافة للمبلغ السابق ومقداره 5 مليار دولار، كما تعهدت المملكة العربية السعودية بتقديم مبلغ 13 مليار دولار لنفس الغرض، وكانت اليابان قد تعهدت بتقديم مبلغ

6 مليار دولار والمانيا مليار 600 مليون دولار.

الاحد 27 يناير 1991

فى اليوم الحادى عشر من حرب الخليج بدأت اعداد من طائرات سلاح الجو العراقى فى اللجوء الى ايران وبلغ عدد الطائرات العراقية التى التجأت الى ايران حتى مساء امس 24 طائرة، وقد وجهت ايران احتجاجا عنيفا للعراق بسبب انتهاك هذه الطائرات مجالها الجوى، وفى الوقت ذاته يستمر العراق فى شن الحرب البيئية فى الخليج بمواصلة ضخ بترول الكويت فى الخليج وسط ادانة العالم للرئيس العراقى بسبب هذا العمل ، بينما وجهت ايران نداءا الى العالم لانقاذ المنطقة من التلوث البترولى.

وارسلت الولايات المتجدة فريقا من خبراء مكافحة التلوث الى السعودية وتستعد كل من المانيا واليابان وبريطانيا للمشاركة فى المكافحة، وقد بلغ طول البقعة الزيتية حتى الان 60 كيلو متر وعرضها 13 كيلو متر ومازالت النيران مشتعلة فى أجزاء منها، بينما يتصاعد الدخان الاسود كسحابة كثيفة تغطى سماء المنطقة و بماوصف انه اسوء كارثة بيئية فى التاريخ الانسانى.

وقد صعدت العراق دعوتها من اجل شن هجمات على مصالح الدول المتحالفة ضده وصدر مرسوم من مجلس قيادة الثورة يقضى باعتبار اى شخص يقتل اثناء تنفيذ هذه الهجمات يعتبر شهيد ام المعارك ويعطى اسرته الحق فى معاش تقاعدى، وكان صدام حسين قد اصدر نداء يدعو لمناصرة النظام العراقى فى كافة انحاء العالم وشن هجمات ضد مصالح الدول المتحالفة .

واعلن جمس بيكر وزير الخارجية الامريكى ان كل من الكويت والمملكة العربية السعودية قد دفع مبلغ 13.5مليار دولار وباضافة هذا المبلغ الى المبلغ الذى دفعته اليابان يصبح المبلغ الاجملى 36 مليار دولار ، سيستخدم فى سد النفقات الامريكية فى عملية (عاصفة الصحراء).

الاثنين 28 يناير 1991

فى اليوم الثانى عشر لحرب الخليج واصلت طائرات التحالف قصفها للمواقع العراقية فيما أكد عسكريون غربيون ان القصف الجوى سيستمر بعض الوقت قبل ان يبدأ الهجوم البرى ، بحيث تكون الضربات الجوية حققت انهاكا كبيرا للقوات العراقية، وقال مستشار الرئيس الفرنسى انه يتوقع الهجوم فى منتصف شهر فبراير القادم، وقال ان القوات المتحالفة تخطط لانهاء الحرب قبل شهر رمضان الذى يصادف منتصف شهر مارس القادم.

وذكرت مصادر رسمية فى الظهران ان العمليات العسكرية التى قامت بها دول التحالف نجحت بشكل كبير فى خفض تدفق البترول فى مياه الخليج الا انها لم توقفه تماما وان البترول يتدفق الآن بشكل متقطع وليس بانتظام واشارت الى انه ربما يكون البترول المتدفق حاليا هومجرد لبقايا في الانابيب تتسرب منها.

واعلن مسؤول بريطانى فى لندن ان عدد الطائرات العراقية التى لجأت الى ايران بلغ الآن 73 طائرة.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان المنشآت العسكرية العراقية الرئيسية ومنها منصات صواريخ سكود والمطارات الحربية وشبكات الاتصال ظلت سليمة بعد اثنى عشر يوما من غارات طائرات التحالف على المواقع العراقية فى العراق والكويت وقد تعرضت 8 منصات فقط لصوايخ سكود للتدمير التام من بين 30 منصة ثابتة ، وان 56% من المطارات الحربية مازالت تعمل وان هناك مابين 8000 الى 9000 بطارية مدفعية مضادة للطائرات مازالت تعمل ، وان صدام استطاع الحفاظ على خطوط اتصالاته من خلال استخدام مواقع قيادة متحركة مزودة بأجهزة استشعار عن بعد كجزء من نظام اتصال متطور.الا ان المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية قال اننا لن نناقش خسائر الجانب العراقى بصفة دورية لان ذلك يفيد العراقيين فى مجال الاهداف الثابتة التي ستوجه اليها ضرباتنا.

وأعلن الرئيس بوش ان الهدف من الحرب الدائرة ليس تدمير العراق بل رد العدوان الذى قام به صدام ضد الكويت وتحريرها من الاحتلال.

الثلاثاء 29 يناير 1991

فى اليوم الثالث عشر لحرب الخليج واصلت القوات الجوية لدول التحالف غاراتها على قوات الحرس الجمهورى واهداف اخرى بمدينة البصرة وكركوك وذلك فى2600 طلعة قامت بها خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة، وفى ذات الوقت حذرت قوات التحالف من انها ستتصدى لاى محاولة من جانب الطائرات العراقية التى هبطت فى ايران للاشتراك فى المعارك وانها تراقب تحركات هذه الطائرات عن كثب.

واكد متحدث عسكرى امريكى ان تدفق النفط من ميناء الاحمدى قد توقف، كما اعلن متحدث عسكرى امريكى فى السعودية ان طائرات التحالف اسقطت طائرة عراقية اخرى من طراز ميج 23 ودمرت منصتى اطلاق صوايخ سلك وورم المضادة للاهداف.

وقالت وكالة الانباء الايرانية ان القوات الجوية للحلفاء اشعلت النيران فى مصنع للبتروكيماويات فى ميناء البصرة وان دخان النيران المشتعلة تغطى سماء خرم شهر الايرانية على بعد 40 كيلو من الحدود.
كما اعلن المسئولون العسكريون الامريكيون ان عدد الطائرات العراقية التى هبطت فى ايران مئة طائرة واعترفوا بانهم لايعرفون الدوافع العراقية والايرانية من وراء ذلك التحرك، الا ان البيت الابيض اكد ثقته بالتاكيدات التى قدمتها ايران بأنها ستقف على الحياد ازاء الصراع فى الخليج.

وفى حديث لاول مرة للرئيس العراقى ل سى أن أن الامريكية منذ بدأ الحرب قال انه سيستخدم فى هذه الحرب جميع الوسائل التى تستخدمها دول التحالف ضده ، وانه لايعرف متى ستبدأ الحرب البرية ولكن عندما تبدأ سوف يفوز الجندى العراقى باعجاب العالم لقدرته الفائقة فى القتال، وعندما سئل عما اذا كان لديه شك فى فوز العراق فى هذه الحرب رد قائلا (ولاواحد فى المليون). وردا على سؤال حول الطائرات العراقية التى هبطت فى ايران قال ان كلا البلدين يؤمن بان هذه الحرب هى حرب بين الايمان والالحاد، وقال انه يحترم القوانين الايرانبة وسيلتزم باى قرار تتخذه الحكومة الايرانية بشأن هذه الطائرات ، واكد ان التفوق الجوى لدول التحالف قد فشل وان العراق قد نجح فى تحقيق التوازن وذلك باستخدام اسلحته التقليدية فقط وانه يدعو الله الا يضطر الى استخدام الاسلحة الاخرى غير التقليدية.

الاربعاء 30 يناير 1991

فى اليوم الرابع عشر من حرب الخليج نشبت مساء هذا اليوم اكبر معركة برية حتى الآن بين القوات البرية العراقية المدرعة وبين قوات التحالف الدولى حول مدينة الخفجى السعودية وقد قتل فى هذه المعركة 12 من مشاة البحرية الامريكية ، وهى المرة الاولى التى يعلن فيها قتلى من القوات الامريكية فى معركة برية.

وكانت العراق قد دفعت بقوة تقدر بثلاث كتائب قوامها 1500 جندى تعززهم 80 دبابة وعربة مصفحة باقتحام خطوط القتال على الحدود الكويتية السعودية وتوغلت الى عمق 20 كيلو متر فى عمق الاراضى السعودية ودخلت الخفجى وقصفت مدينتين اخريين.

وقالت وزارة الخارجية الامريكية فى بيان لها أن الهجوم العراقى كان ثلاثى الشعب ، وان الطائرات الحربية المخصصة لقتال الدبابات وطائرات الهليوكبتر المسلحة والمدفعية والمدفعية المضادة للدبابات اشتبكت مع القوة المهاجمة والحقت بها خسائر جسيمة من الافراد والعتاد واعترفت الوزارة بوقوع خسائر طفيفة بين القوات الامريكية وفى العتاد.

ووصف مصدر وثيق الصلة بالبنتاجون بأنه هجوم (لجس النبض) وانه سيكون من المبالغة وصفه بانه هجوم كبير يؤذن ببدأ الحرب البرية ، بل انه مجرد عملية لاستطلاع مواطن القوة والضعف فى دفاعات التحالف من جانب القوات العراقية، وان المعركة اسفرت عن هزيمة للقوات العراقية ووصف متحدث باسم مشاة البحرية عملية الهجوم بقوله ان الدبابات العراقية اقتربت من المواقع السعودية وهى تصوب مدافعها الى الاتجاه المضاد مما حمل جنود القوات السعودية على الاعتقاد بأنها تعتزم الاستسلام الا انها بعد دقائق معدودة التحمت مع القوات السعودية فى قتال، وفى هذا الوقت بدات مدفعية مشاة البحرية المتواجدة خلف القوات السعودية تطلق دفعات متتالية من قذائفها لتعزيز القوات السعودية.

واصدر وزيرا خارجية الولايات المتحدة والاتحاد السفييتى بيانا مشتركا فى ختام مباحثاتهما أكدا فيه ان العمليات العسكرية يمكن ان تتوقف فى العراق اذا التزم صدان حسين التزاما لارجعة فيه بالانسحاب من الكويت ، وان يعقب هذا التعهد اجراءات ملموسة وخطوات محددة لتنفيذ كل قررات الامم النتحدة.