الجمعة 11 يناير 1991

فى الوقت الذى تتصاعد فيه الجهود الدولية لاقناع العراق بقبول نداء السلام العالمى وفى الوقت الذى يبدأ فيه بيريز دى كولار السكرتير العام للأمم المتحدة نهمة سلام حاسمة باسم المجتمع الدولى غدا السبت أعلن الرئيس العراقى صدام حسين من جديد رفضه لاية حلول وسط او مفاوضات بشأن انسحاب القوات العراقية من الكويت ، وقال انه يرفض مختلف الضغوط الرامية الى اقناع العراق بالانسحاب غير المشروط من الكويت.

وفى الوقت ذاته نفى العراق نفيا قاطعا ما تناقلته بعض وسائل الاعلام الغربية عن اعتزام صدام حسين اعلان مبادرة جديدة بعد الخامس عشر من يناير يؤكد فيها قبول العراق من حيث المبدأ فكرة الانسحاب من الكويت.

فقد اعلن الرئيس العراقى فى خطاب القاه امام مايسمى بالمؤتمر الشعبى الاسلامى وشاركت فيه وفود من تزكيا وباكستان وبعض دول اوربا انه يستبعد كلية التوصل الى تسوية فى الخليج دون حل المشكلة الغلسطينية.وكرر الرئيس العراقى تصريحاته السابقة بأنه عبأ 60 فرقة عسكرية تضم 700 الف مقاتل، واضاف اذا اراد الامريكيون حل المشكلة فان عليهم وضع القضية الفلسطينية فى المقدمة، وهدد بانه سيستخدم جميع الاسلحة التى فى حوزته فى حالة اندلاع الحرب , وبأنه سيلجأ للاسلحة الكيماوية وغيرها من الاسلحة المحرمة دوليا , وقال ان لديه اسلحة تكنولوجية متقدمة.

وقد ادت التصريحات المتشدده عن الرئيس العراقى و كبار المسؤلين العراقيين الاخرين حول رفض فكرة الانسحاب من الكويت الى تضائل الآمال فى نجاح مهمة السكرتير العام للأمم المتحدة فى الخروج بنتائج ايجابية ملموسة خلال مباحثاته التى سيجريها غدا مع الرئيس العراقى.

وكان ديكولار قد اعلن لدى وصوله الى جنيف بعد ظهر امس قادما من ياريس ان فكرة انتشار قوات سلام تابعة للأمم المتحدة غى منطقة الخليج ستكون من بين المقترحات التي يمكن ان يعرضها على الرئيس العراقى خلال اجتمتعه به.وانه فى حالة اعلان العراق عن موافقته على سحب قواته من الكويت فانه سيقترح على مجلس الامن ارسال مجموعة من المراقبين وربما قوة سلام دولية تابعة للأمم المتحدة الى المنطقة.
هذا وقد اعلنت وزارة الدفاع الامريكية ان القوات الامريكية تتدفق على المنطقة بمعدل 500 جندى يوميا وان القوات المتحالفة ضد العراق قد ارتفع عددها الى 615 الف جندى، واكد العسكريون مجددا ان الهجوم على العراق سيبدا بضربة جوية قاصمة تشترك فيها 1300 طائرة

وستكون اقوى واسرع ضربة جوية فى تاريخ الحروب، وان طائرات القوات المتحالفة قادرة على قصف العراق بأكثر من 450 طنا من المتفجرات يوميا , وان هذه الضربة الجوية ستيسر للقوات المتحالفة التقدم الى الكويت بالقوات البرية لتحريرها.

وكان وزير الدفاع الامريكى تشينى قد صرح امس ان القوات الامريكية مستعدة لدخول العراق عند الضرورة لطرد قواته من الكويت.

وفى لندن كشف النقاب عن جانب من مضمون الرسالة التى وحهها بوش الى الرئيس العراقى صدام حسين ورفض وزير خارجيته تسلمها , ومن ابرز النقاط التى وردت فى هذه الرسالة مايلى :

اولا :
يجب ان نكون مسؤولين امام التاريخ وامام شعوبنا عن اى عمل نقوم به يؤدى الى ويلات الحرب واضرارها لذلك اتمنى عليكم الاستجابة الى قرارات مجلس الامن باعتبارها تمثل صالح الاسرة الدولية، وتنفيذ الانسحاب العاجل وغير المشروط من الكويت تلافيا للحرب ومنعا للكارثة الكبرى .

ثانيا :
من الخطا المراهنة على الوقت وعلى امكان احداث شرخ بين الادارة والكونجرس فى مسالة تتعلق بقضية حيوية يؤيدها الشعب.

ثالثا :
ان التهديد باستخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية او خلافهما لايحتمل منا الوقوف حياله موقف المتفرج بل ان الشعب الامريكي سيطالب برد قوى ومؤئر وفعال وان مثل هذا الرد الحاسم ايضا فى حال اصراركم على ضرب منشآت النفط وتفجير الآبار المنتجة ، والنتيجة كما نتوقعها ستؤدى الى انهاء الدولة والنظام فى العراق.

لهذه الاسباب نريد منكم ان ان تختاروا طريق السلام والقرار الاخير لكم.

وكان جيمس بيكر قد سلم الرسالة المغلقة والمختومة بختم البيت الابيض لطارق عزيز فى بداية الاجتماع كما سلمه صورة عنها وبعد ان قرئها طارق عزيز وضع الرسالة والنسخة امامه حتى نهاية الاجتماع وعندما قال له بيكر الاترغب فى اخذ الرسالة ؟ قال لااستطيع ان استلمها واسلمها الى صدام لان اسلوبها لايتناسب مع الاسلوب المفترض بين رئيسى دولتين.

السبت 12 يناير 1991

فى الوقت الذى لم يتبقى فيه سوى 72 ساعة على انتهاء المهلة الدولية الممنوحة للعراق للانسحاب من الكويت وافق الكونجرس الامريكى اليوم بمجلسيه على قرار يعطى الرئيس الامريكى جورج بوش السلطة لاستخدام القوة لاخراج العراق من الكويت وقد وافق مجلس الشيوخ على القرار باغلبية 52 صوت ضد 47 بينما وافق مجلس النواب على القرار باغلبية 253 ضد 183 صوت.

تأتى هذه التطورات فى الوقت الذى بدأ فيه دى كولار سكرتير عام الامم المتحدة مهمته الصعبه فى العراق لتجنب الحرب فى منطقة الخليج، غير ان جاك بوس وزير خارجية لكسنبورج والرئيس الحالى للمجموعة الاوربية انه فى حالة فشل مهمة دى كولار فان المجموعةالاوربية ستشرع على الفور فى التحرك الدبلوماسى لمحاولة تجنب الحرب.

وقد عقد الرئيس حسنى مبارك اجتماع مع جيمس بيكر الذى يقوم بجولة فى المنطقة، واعلن بيكرفى تصريح للصحفيين فى القاهرة ان المهلة الممنوحة للعراق والتى تنتهى فى الخامس عشر من الشهر الحالى حقيقية وجادة وقال اننا نشارك اصدقائنا المصريين مرة اخرى ندائهم الى العراق لكى ينسحب بسلام، وقال انه يأمل الا يقع العراقيون فى خطا الحسابات مرة اخرى بصورة لاتجعلهم لايعرفون بالضبط متى يكونون على حافة الهاوية , واضاف ان سلوكهم وتصرفاتهم فى السابق تؤكد انهم لايقومون باى تصرف الا عند حافة الهاوية , وسوف نصل الى حافة الهاوية في منتصف الخامس عشر من يناير.

و اعلن راديو العراق ان البرلمان العراقى سيعقد جلسة طارئة غدا يبحث خلالها ازمة الخليج قبل يومين من انتهاء المهلة المحددة للعرق للانسحاب من الكويت.

وفى اعقاب موافقة الكونجرس الامريكى على تفويض الرئيس بوش الموافقة على استخدام القوة ضد العراق , اعلن الرئيس بوش ان هذا القرار يعتبر رسالة واضحة لصدام حسين بانه يجب سحب قواته من الكويت.وان هذا التصويت من قبل الكونجرس يوضح بما لايدع مجالا للشك التزام الولايات المتحدة بالقرارات الدولية القاضية بضرورة الانسحاب العراقى من الكويت انسحابا كاملا من دون شروط.

الاحد 13 يناير 1991

بينما تنتهى مهلة مجلس الامن للعرق للانسحاب من الكويت ليلة بعد غد احاط الغموض الشديد مهمة ديكولار سكرتير عام الامم المتحدة فى بغداد وسط مؤشرات تدل على تعثر هذه المهمة واحتمال فشله فى اقناع العراق بالانسحاب من الكويت.

فقد اكدت المتجدثة باسم السكرتير العام للامم المتحدة انه ظل طوال نهار اليوم منتظرا الاجتماع مع الرئيس العراقى صدام حسين، ولكن الاجتماع تحدد فى الساعة السادسة والربع من مساء اليوم، اى قبل وقت قصير من مغادرة دى كولار بغداد.

وقبل هذا الاجتماع اذاع راديو بغداد تصريحا للرئيس العراقى صدام حسين أكد فيه من جديد ان ضم الكويت للعراق نهائى وامر لارجعة فيه.ووسط هذه الملابسات التى تنذر بتصعيد احتمالات الحرب اعلن دى مكليس وزير الخارجية الايطالى ان وفدا من وزراء خارجية دول المجموعة الاوربية قد يتوجه الى بغداد لمحاولة وقف اندلاع الحرب، وقال اذافشلت مهمة دى كولار فان الرئيس السوفييتى جورباتشوف ابلغه انه يعتزم ايفاد مبعوث سوفييتى الى العراق , وهذا ماتعتزمه المجموعة الاوربية.

تأتي تلك التطورات فى الوقت الذى تشهد فيه منطقة الخليج اكبر عملية نزوح جماعية للرعايا الاجانب للهروب من جحيم الحرب المحتملة، وقد تزايدت عملية مغادرة الدبلوماسيين خلال الساعات القليلة الماضية.
وفى سابقة ليس لها مثيل ظل بيريز دوكولار السكرتر العام للامم المتحدة طوال اليوم فى قصر الضيافة فى انتظار ان يطلبه الرئيس صدام حسين للاجتماع به.

وفى نهاية هذا اليوم اكدت الولايات المتحدة ان مهمة الامين العام فى بغداد قد فشلت، وقال وزير الدفاع الامريكى ريتشارد شينى ان كل التقارير الصادرة عن بغداد تشير الى انه ليس هناك اى تقدم فى المحادثات.
وقد غادر دى كولار بغداد الى باريس ليجتمع مع الرئيس الفرنسي ووزراء المجموعة الاوربية دون ان يدلى باى تصريحات حول لقائه بالرئيس العراقى.

وقد اعلن الرئيس الامريكى جورج بوش ان باب المبادرات سيغلق بعد الخامس عشر من يناير.

الاثنين 14 يناير 1991

لم يبق الا ساعات محدودة على المهلة التى حددها مجلس الامن للعراق للانسحاب من الكويت والتى تنتهى فى الساعة السابعة من صباح يوم الاربعاء وسط تزايد نذر الحرب فى الخليج بعد فشل مهمة دى كولار سكرتير عام الامم المتحدة فى مهمته فى بغداد واعلانه انه لم يحرز اى تقدم , وانه لايوجد مجال واسع للدبلوماسية لمنع الحرب.

جاء ذلك فى الوقت الذى ايد فيه المجلس الوطنى العراقى سياسة صدام الخاصة بضم الكويت , فيما وصف بانه اعلان للحرب من جانب العراق، فى الوقت الذى يعقد الرئيس جورج بوش اجتماعا لمجلس الامن القومى الامربكي لاستعراض آخر تطورات الموقف والخطوات التالية.كما انه من المقرران ان يطلع دى كولار مجلس الامن على نتائج مباحثاته مع الرئيس العراقى.

وقد زادت نذر احتمالات الحرب بعد ان قرر وزراء المجموعة الاوربية اليوم عدم ارسال اى مبعوث اوربى الى بغداد فى ضوء فشل مهمة دى كولار.

هذا وقد قفزت اسعار البترول بعد ان تضا ءلت الآمال فى وقف نشوب الحرب وبلغ سعر بترول بحر الشمال 30دولار و25 سنت للبرميل.

الثلاثاء الخامس عشر من يناير 1991

فى الساعة السابعة من صباح غد الاربعاء تنتهى المهلة للعراق للانسحاب من الكويت , بينما اعلن البيت الابيض الامريكى ان العمليات العسكرية قد تقع فى اى لحظة بعد انتهاء المهلة , فى الوقت الذى تتخذ فيه ست حاملات طائرات امريكية تحمل اكئر من 450 طائرة مواقعها فى مياه الخليج بالقرب من شواطئ العراق.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يبذل فيه مجلس الامن محاولة اخيرة لمنع الحرب فى اللحظة الاخيرة، اذ تعتزم فرنسا تقديم مشروع بيان للمجلس يتضمن خطة فرنسية لاحلال السلام و لكن العراق لم يعلن اى رد فعل تجاه الخطة الفرنسية حتى مساء اليوم.

وسيعقد البرلمان الفرنسى جلسة طارئة صباح غد يقرر فيها التصريح للقوات الفرنسية فى الخليج لاستخدام القوة ضد العراق والذى يقع فى اى لحظة بعد انقضاء المهلة التى اعطتها الامم المتحدة للعراق، وفى الوقت ذاته وقع الرئيس بوش على القرار الذى اصدره الكونجرس الامريكى بمجلسيه بتفويضه حق استجدام القوة المسلحة ليصبح هذا القرار قانونا سارى المفعول اعتبارا من لحظة انقضاء مهلة الامم المتحدة.

وفى هذه اللحظة الحرجة تقدمت اليمن بمبادرة حملها وزير خارجينها الى القاهرة تنص على الاتى:
1- تتعهد الدول التى ارسلت قواتها الى الجزيرة العربية والخليج بعدم اللجوء الى القوة واستخدامها ضد العراقى لحل ازمة الخليج.
2- تنسحب القوات المسلحة العراقية من الكويت.
3- تتمركز قوات عربية فى المناطق المتنازع عليها بعد انسحاب القوات العراقية وعودة الشرعية الكويتية.
4- تتعهد الدول التى لها قوات برية او بحرية او طيران فى المنطقة بعدم ارسال هذه القوات او جزء منها الى الاراضى الكويتية بعد انسحاب القوات العراقية وعودة الشرعية.
5- يبدأ انسحاب القوات الاجنبية المرابطة فى الجزيرة العربية والخليج بمجرد انسحاب القوات العراقية ووصول قوات حفظ السلام العربية الى الكويت.
6- بمجرد قبول اطراف النزاع لهذه الافكار تشكل لجنة مساعى حميدة من ملوك ورؤساء بعض الدول العربية لحل الخلاف القائم بين العراق والكويت.
7- ينتهى فرض الحصار الدولى على العراق بمجرد البدأ بسحب العراق قواته من الكويت

يؤكد مجلس الامن على انه سيعمل على انتهاء مختلف اشكال النزاع فى الشرق الاوسط بالطرق السلمية بما يكفل لجميع دول المنطقة امنها واستقلالها وللشعب الفلسطينى حقه فى تقرير مصيره من خلال عقد مؤتمر دولى للسلام.

وفى الجزائر اعلن ان الولايات المتحدة الامريكية رفضت قيام الرئيس الجزائرى الشاذلى بن جديد بزيارة الى واشنطن تهدف الى حل سلمى فى منطقة الخليج وكان الرئيس الجزائرى يستعد لمغادرة الجزائر وابلغ بهذا الرفض وهو فى المطار.

من جانبها اعلنت ايران انها ستتخذ موقفا محايدا فى حال اندلاع الحرب فى الخليج وانها لن تقف الى جانب اى طرف من الاطراف المشتركة فى هذه الحرب.

الاربعاء 16 يناير 1991

بدأ فى الساعة السابعة العد التنازلى لبداية العمليات العسكرية فى الوقت الذى انتهت فيه المهلة التى حددتها الامم المتحدة للعراق لينسحب من الكويت طواعية والا جاز استخدام القوة لطرده منها بينما يصطف على جانبى المواجهة مليون 200 الف جندى فى انتظار ساعة الصفر.

ولدى انتهاء المهلة اعلنت المتحدثة باسم البيت الابيض انه مازال بوسع صدام حسين ان يتجنب الحرب اذا انسحب من الكويت برغم تجاهله للمهلة الدولية.وكان متحدث آخر للبيت الابيض قد اعلن قبل انتهاء المهلة الدولية ان العمل العسكرى سيدأ آجلا وليس عاجلا.

وقبل ساعة من انتهاء المهلة المعطاة للعراق للانسحاب من الكويت وجه الرئيس العراقى رسالة الى الجيش العراقى اكد فيها اصراره على خوض الحرب ورفض المساومة على ماوصفه بالحقوق العراقية.كما اعلن سعدى مهدى صالح رئيس الجمعية الوطنية ( البرلمان ) ان صدام قرر ان يتولى بنفسه زمام القيادة المباشرة للمعركة، وانه سيتولى بنفسه من الآن قيادة الجيش على ان يعاونه بعض القادة العسكريين.

فى نفس الوقت استمرت الاجهزة الرسمية فى العراق ووسائل الاعلام في عملية تعبئة الشعب لخوض الحرب , حيث بدأت الاذاعة العراقية فى توجيه تعليمات الى السكان للتصرف فى حالة تعرضهم لغارات جوية , وطالبت الاذاعة السكان بالمبادرة الى اطفاء الانوار وفصل التيار الكهربائى قبل النزول الى المخابئ.بينما اخذت مجموعات من الجنود العراقيين من الجيش الشعبى تجوب انحاء بغداد.

وتنتشر على اسطح المبانى قوات مزودة بالقذائف المضادة للطائرات بالعاصمة التى سيطرت عليها اجواء الحرب، واكدت صحيفة القادسية العراقية ان الجيش العراقى علي اتم الاستعداد لخوض الحرب وانه ينتظر ساعة الصفر.

الخميس 17 يناير 1990

في تمام الساعة الواحدة والنصف من صباح هذا اليوم بتوقيت القاهرة وجهت القوات الدولية المتحالفة الضربة الجوية الاولى والتى شاركت فيها 1300 طائرة لمناطق مختارة من العراق والكويت المحتلة كما قامت موجة من الطائرات فى الساعة الثامنة والنصف بضربة ثانية على القوات العراقية شاركت فيها مئات من الطائرات الامريكية والسعودية والكويتية والفرنسية والبريطانية وقال مراسلون من شبكة سى، ان، ان فى بغداد ان طائرات الدول المتحالفة تسيطر سيطرة تامة على سماء بغداد وتقوم بغارات جوية متلاحقة منذ فجر اليوم وبمعدل غارة كل 10 او15 دقيقة وانه لم يلاحظ اى مقاومة جوية عراقية لا من الطائرات الاعتراضية ولا من الصوريخ، وان فى موجة الهجوم الثانية تم تدمير وزارة الدفاع واصيب مقر حزب البعث اصابة مباشرة كما اصيب مقر الرئيس العراقى والقاعدة الجوية المجاورة لمطار بغداد، وذكر وزير الدفاع الفرنسى انه من بين اهداف الهجوم الثانى ضرب موقع صواريخ سكود وسام 6 المنصوبة فى قاعدتين منصوبتين فى الكويت.

واعلن ريتشارد تشينى وزير الدفاع الامريكى ان موجة الهجوم الاولى حققت مفاجئة تكتيكية كاملة باغتت العراق وان اكثر من 1300 طائرة وجهت ضربات مركزة الى العراق وتم اطلاق اكثر من 100 صاروخ كروز من على سطح سفن الاسطول، وحذر من ان الحرب ستمتد لفترة من الوقت، وأكد ان عملية عاصفة الصحراء تسير وفقا للخطة.وذكر مسؤول فى البنتاجون انه تم خلال الموجة الاولى اسقاط 18 الف طن من التفجرات على المنشآت الاستراتيجية والمواقع العسكرية الهامة ومخازن الاسلحة بما فى ذلك 100 قاعدة جوية عراقية ومنشآت الصواريخ بعيدة المدى وتحطيم جزء من السلاح الجوى العراقى.

وأكد الجنرال كولين باول رئيس هيئة اركان الحرب الامريكية ان عملية عاصفة الصحراء يمكن ان تتوقف فى اى لحظة اذا انسحب صدام من الكويت.

ورغم ذلك فقد تجاهل الرئيس العراقى هذا النداء والنداءات الدولية الاخرى والتى طالبته با علان الانسحاب حتى يجنب بلاده مزيدا من الدمار , بل طالب الشعب العراقى بالصمود فى مواجهة ما سماه العدوان الامريكى على العراق وقال انه متمسك بتحرير الكويت وفلسطين ولبنان.

وذكر بيان عسكرى صادر عن وزارة الدفاع ان القوات الجوية العراقية اسقطت اربع طائرات للتحالف, غير ان وزارتى الدفاع الامريكية والبر يطانية لم تعلنا الا عن سقوط طائرتين فقط، وقالت وزارة الدفاع الفرنسية ان اربع طائرات فرنسية اصيبت اصابات طفيفة.وعادت الى قواعدها.

وقد اجتاحت العالم موجة من الترقب والقلق ولم تندد دولة واحدة بالعمل العسكرى ضد العراق بل طالبت صدام بحقن الدماء والانسحاب من الكويت.

وكان بوش قد القى بيانا بعد ساعتين من اندلاع الحرب أعلن فيه بدا الهجوم من جانب القوات الجوية للدول الحليفة على القواعد العسكرية فى العراق والكويت، وقال اننا مصممون على ضرب القدرات النووية لصدام وتدمير منشآت الاسلحة الكيماوية ومدفعيته ودباباته، وقال ان اهداف العملية تحرير الكويت وعودة الشرعية وتدمير اسلحته الكيماوية.

وقد اعلنت حكومة الكويت فى المنفى ان 12 طائرة كويتية قد دمرت اهدافا عراقية فى غارة منفصلة شنتها صباح هذا اليوم.

هذا وقد اتجهت اذان وانظار الشعوب فى كافة انحاء العالم الى اجهزة الراديو والتلفزيون لمتابعة انباء حرب الخليج بعد لحظات من تفجرها فى حين تكالب المواطنون فى كل مكان على شراء الصحف الصباحية والمسائية للوقوف على آخر الانباء.

ورغم مشاعر الحزن لاندلاع حرب جديدة الا ان غالبية دول العالم حملت الرئيس العراقى صدام حسين مسؤولية اندلاع الحرب.

وفى بيانه الموجه الى الشعب السوفييتى حمل الرئيس السوفييتى ميخائيل جورباتشوف الرئيس صدام حسين مسئولية اندلاع الحرب.

هذا وقد ايدت اليابان الهجوم بينما اعلنت ايران وقوفها على الحياد، كما ابدى فيديل كاسترو الرئيس الكوبى قلقه ووصف مزاعم العراق بالمطالبة بالاراضى الكويتية بانها من مخلفات الحقبة الاستعمارية.

الجمعة 18 يناير 1991

فى اليوم الثانى من حرب الخليج بدأت قوات التحالف الدولى فى تركيز غاراتها الجوية المكثفة والمستمرة على مدار 24 ساعة على المنصات المتحركة لصواريخ سكود العراقية ارض – ارض، وقد استخدم العراق هذا النوع من الصواريخ فى قصف تل ابيب وحيفا بتمانية صواريخ على الاقل، كما اعلنت الولايات المتحدة والسعودية عن تدمير صاروخ من طراز سكود اليوم قبل ان يصل الى هدفه فى الظهران بواسطة صاروخ من طراز باتريوت المضاد للصواريخ.

وفى ذات الوقت اعلن الرئيس جورج بوش ان العمليات العسكرية ضد العراق لن تتوقف حتى يستسلم الرئيس العراقى صدام حسين ويلقى السلاح وينسحب من الكويت، وقد تعهد بوش لاسحاق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلى ببذل كل جهد ممكن لتدمير منصات صواريخ سكود، وقد عقدت الحكومة الاسرائيلية اجتماعا طارئا لبحث الرد على الهجوم العراقى.

ومن ناحيته اعلن الرئيس العراقى ان الحرب ستكون طويلة الامد وشاملة وان العراق لن يستسلم وقد فتحت جبهة جديدة اليوم عندما بدأت طائرات التحالف باستخدام قواعد حلف الاطلسى فى تركيا لمهاجمة القواعد العراقية , وذكرت مصادر امريكية ان 25 طائرة اغارت على العراق انطلاقا من هذه الجبهة.

وقد صرح الجنرال نورمان شوارسكوف قائد عملية ( عاصفة الصحراء ) بأن القوات الجوية للتحالف تنفذ يوميا 2000 طلعة جوية ضد المواقع والاهداف العراقية في العراق والكويت المحتلة وقال ان ست دول متحالفة تشترك فى الهجوم الجوى العاصف على المواقع العراقية الى جانب الولايات المتحدة وهى فرنسا , بريطانيا , ايطاليا , كندا , السعودية والكويت. وقال انه لم تجرى حتى الان اى معارك برية بين القوات المتواجه على طول الحدود الكويتية السعودية الاانه قال ان هناك بعض المواحهات البسيطة ، فقد تم اغراق او اعطاب ثلاث زوارق عراقية للدوريات فى اعالى الخليج، كما اعلن البيت الابيض ان العمليات العسكرية فى اطار (عاصفة الصحراء).مازالت فى بدايتها ، واوضح ان القوات المتحالفة امامها مهمة قاسية قبل ان تنجزها.

واعلن متحدث عراقى ان القوات العراقية اسقطت 72 طائرة، بينما اعلنت قوات التحالف انها لم تفقد سوى سبع طائرات وفى تأكيد جديد على موقف منظمة التحرير الفلسطينية المؤيد للاحتلال العراقى للكويت ورفضها تحرير الكويت ومحاولاتها ربط قضية الكويت بالقضية الفلسطينية ، اصدرت المنظمة بيانا نددت فيه بما ا سمته المشاركة الفعلية لاسرائيل فى الحرب ضد العراق ودعت الامة العربية الى الوقوف فى وجه ما ا سمته بالحرب العدوانية الامريكية الصهيونية ضد العراق والامة العربية.

واكدت المنظمة موقفها المشبوه فى ضرورة ربط كل قضايا المنطقة، وادعت ان حل قضية الخليج وحدها دون حل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يؤدى الى سلام او استقرار فى المنطقة وبالتالى سيبقى السلام العالمى مهددا، وان سبب العدوان الامريكى الصهيونى على العراق يرجع الى ان العراق بنى قوة عربية جبارة ودخل عصر التكنولوجيا ، وهذا ما اعتبره الامريكان تهديدا لخططهم على ارضنا وثرواتنا وتهديدا لاسرائيل التى تحتل ارض فلسطين بدعم امريكى غير محدود منذ اكثر من اربعين عاما ، وتخطط لانشاء اسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات.

من جانب آخر اشادت وسائل الاعلام العالمية بالدور الذى ادته قوات سلاح الطيران الكويتى فى عمليات الهجوم الجوى على قوات النظام العراقى وذكرت صحيفة واشنطن بوست فى عددها الصادر اليوم ان الطيارين الكويتيين بذلوا بطولات وتضحيات كبيرة كان ابرزها فقدان طائرة من نوع اسكاى هوك وتنفيذ 24 طلعة فوق الكويت المحتلة.

السبت 19 يناير 1991

دخلت العمليات العسكرية لحرب الخليج يومها الثالث بقصف العراق لاسرائيل بصواريخ (سكود) للمرة الثانية خلال 30 ساعة فقط ، وقد سارع الرئيس جورج بوش باجراء محادثه هاتفية مع اسحاق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلى لاقناعه بعدم استدراج اسرائيل الى الحرب مع العراق ، وفى وقت لاحق اعلن مسؤول كبير فى الحكومة الامريكية ان اسرائيل تعهدت للولايات المتحدة بعدم الرد على الصواريخ العراقية.
وفى الوقت ذاته ضاعفت القوات الجوية للتحالف الدولى غاراتها المكثفة باشتراك المئات من المقاتلات بالاضافة الى صواريخ كروز – توماهوك من السفن الحربية فى الخليج لدك المواقع العسكرية العراقية ومنصات اطلاق الصواريخ المتحركة، وقد بدأت قوات التحالف فى اجراء عمليات استطلاع ورصد الكترونى واسع النطاق لتحديد مواقع هذه المنصات تمهيدا لتدميرها.

وفى هذا الاطار قرر الرئيس جورج بوش تزؤيد اسرائبل باعداد اضافية من صواريخ بتريوت المضادة للصواريخ والطائرات لمساعدتها على اسقاط الصواريخ العراقية قبل ان تصل الى اهدافها.

وقد تركزت هجمات الطائرات المتحالفة على المواقع العسكرية وخاصة مناصات اطلاق الصواريخ العراقية التى اطلقها على السعودية واسرائيل، وقامت طائرات التحالف ب4000 غارة جوية خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية وقد خسرت الولايات المتحدة ئلاث طائرات فى العمليات الاخيرة بينما خسرت العراق عشر طائرات منذ بدا العمليات.

وقال بوش انه لايستطيع تحديد المدة التى ستستغرقها حرب الخليج، وانه ليس هناك حرب رخيصة الثمن او سهلة ، واضاف انه يجب الا يتشكك اى شحص فى ان النصر سيكون من نصيب قوات التحالف.
وقد وقع الرئيس بوش على قرار بمد فترة الخدمة العامة لقوات الاحتياط الى سنتين بدلا من 180 يوم، ويفوض هذا القرار البنتاجون استدعاء مليون جندى من قوات الاحتياط.

هذا واعلن متحدث عسكرى ان القوات الامريكية قد اسرت 12 جندى عراقى على 9 ارصفة كويتية للبترول تستخدمها القوات العراقية فى اطلاق نيرانها على الطائرات الامريكية.

وتعليقا على الصواريخ العراقية التى وجهها صدام الى اسرائيل قال وزير الاعلام السورى محمد سلمان ان سوريا كانت ستنضم الى العراق فى حربه ضد اسرائيل فى حالة ما اذا بدأت اسرائيل بالهجوم على العراق ، وأن دمشق لن تدخل فى معركة مع اسرائيل مادامت بعيدة عن المعركة ، ولكن صدام هو الذى بدأ بضرب اسرائيل بالصوايخ محاولا جر العرب الى حرب انفرد هو بقرار تحديد توقيتها ومكانها والاطراف المشاركة فيها، وان سوريا لن تنجر الى هذا الفخ.

الاان البرلمان الاردنى اصدر بيانا مطولا عن حرب الخليج ادان فيه ماوصفه بالعدوان على العراق وطالب دول العالم الاسلامى بضرب المصالح الامريكية والدول الحليفة لها ردا على قيامها بشن هجوم على العراق، كما دعت جريدة الشعب الجزائرية الناطقة باسم حزب جبهة التحرير الحاكم الى دخول الدول العربية الحرب الى جانب العراق والى قطع العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول المشاركة فى التحالف الدولى الذى تحرك لاجلاء القوات العراقية من الكويت.

وقد طردت العراق جميع المراسلين الاجانب المتواجدين فى بغداد وابقت فقط على محطة التلفزيون الامريكية سى. أن.أن.

الاحد 20 يناير 1991

فى اليوم الرابع للحرب فى الخليج بدات القوات المتحالفة ضد العراق تطوير هجومها على القوات العراقية بالتقدم نحو الحدود الكويتية وباقامة الخنادق والمواقع الحصينة ، بينما كثفت هجماتها الجوية..على الاهداف الاستراتيجية داخل العراق.

وفى اسرائيل بدأ الجيش الاسرائيلى فى نشر بطاريات باتريوت فى مواقع تم تحديدها بالتعاون مع سلاح الجو الامريكى، واعلن مسئول اسرائيلى ان صوايخ باتريوت تعمل على امتداد الحدود الاسرائيلية ويقوم بتشغيلها الفنيون الامريكيون الذى وصلوا بصحبتها على طائرات هركوليز الضخمة هذا اليوم.ومن قاعدة انسيوليك التابع لحلف الاطلنطى جنوب تركيا انطلقت بعد ظهر اليوم اكبر عملية قصف جوى من هذه القاعدة ، فقد اشتركت 56 طائرة فى عمليات القصف بينها طائرات أف 15 وأف 16 وأف 111 تتقدمها طائرة اواكس للرصد والاستطلاع كما تصحبها طائرات خزانات لتزويدها بالوقود بالجو، وقد قامت هذه الطائرات بقصف مواقع فى شمال العراق، وكان العراقيون قد نقلوا بعض طائراتهم الى شمال العراق كما انهم يخبئون صواريخ سكود فى مرتفعات الشمال وغاباته.

هذا قررت مصر اغلاق جامعة القاهرة فرع الخرطوم ومدارس البعثة التعليمية المصرية فى السودان وكذلك مكتب الخطوط الجوية المصرية فى العاصمة السودانية، وتاتى هذه الاجراءات احتجاجا واستنكارا لما بدر من اسلوب مشين للمتظاهرين السودانيين ضد القيادة المصرية ومطالبتهم بضرب السد العالى واقدامهم على حرق العلم المصرى تحت رعاية قوات الامن السودانية.