الجمعة 3أغسطس 1990

شارك

أصدرت ما سميت بالحكومة المؤقتة الحرة قررات بمصادرة ثروات الامير وولى العهد وبعض المسؤلين الاخرين، وقد احكمت القوات العراقية سيطرتها علي جميع الاراضي الكويتية حيث اتجهت جنوبا فاحتلت حقول البترول فى الاحمدى وبرقان، كما دفعوا ب200 دبابة لتجوب شوارع الكويت فى استعراض للقوة، كما تم قطع التلفونات داخل الكويت ومع الخارج، وبذا اصبحنا نحن الذى نعيش فى الخارج لانعرف ما يجرى فى الداخل الا ماتتناقله وكالات الانباء من خلال الراديو والتلفزيون، كما اصبحت الكويت معزولة عن العالم الخارجي.

أما بالنسبة للكويتيين الذين يعيشون فى مايوركا وأنا وعائلتى منهم فقد اخذنا نجتمع مساء كل ليلة لتبادل الآراء والاستماع لاذاعة لندن، وفى احدى هذه اللقاءات اقترح احد المشاركين في هذه الجلسة واعتقد انه الصديق محمد مساعد الصالح ان نرسل برقية تاييد للشيخ جابر الاحمد امير الكويت ووقعنا جميعا على هذه البرقية، وتوالت الانباء حيث جاء فيها، أن الولايات المتحده صعدت ضغوطها من أجل فرض عقوبات جماعية شاملة ضد العراق من خلال مجلس الامن، كما أعلنت وزارة الخارجية الامريكية أن القوات العراقية لاتبعد سوى 8 الى 16 كم من الحدود السعودية، هذا وقد قررت الولايات المتحدة تجميد أرصدة وممتلكات الكويت والعراق فى الولايات المتحدة كما فرضت حضرا على التجارة مع العراق، كما أن العديد من الدول الغربية واليابان جمدت أرصدة الكويت لحمايتها من أيدى الحكومة التى نصبها العراق.

وقد قدرت أرصدة الكويت واستثماراتها فى الولايات المتحدة ودول أوربا واليابان فى ذلك الوقت كما جاء فى الصحف الصادرة فى ذلك التاريخ 100 مليار دولار.

هذا وقد أعلنت الولايات المتحدة عزمها ارسال قوات للمملكة العربية السعودية كما عقد مجلس الامن الدولى اجتماعا طارئا واصدر قرارا يدعو العراق لسحب قواته من الكويت دون قيد أوشرط ودعوة الحكومة الشرعية.

وطالبت جمهورية مصر العربية بانسحاب القوات العراقية من الكويت فورا ودون ابطاء والكف عن محاولة تغيير نظام الحكم فيها بالقوة وترك الشئون الداخلية للشعب الكويتى يقررها بارادته الحرة وقراره المستقل.
ولتخفيف الضغوط الدولية عليه وفى محاولة لخداع الرأى العام العالمى والعربى أعلن العراق أنه بدأ فى سحب قواته من الاراضى الكويتية، الا انه اعلن فى نفس الوقت أن الحكومة المؤقتة باقية.

وقد اعلنت الحكومة الامريكية ان واشنطن لم تتلق ما يؤكد هذا البيان وانها تعتبر الحكومة المؤقتة مجرد دمية ولاتعتبرها الحكومة الشرعية للكويت، وسرعان ماثبت كذب العراق بأنه بدأ بسحب قواته من الكويت.
و أدان المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية العدوان العراقى على الكويت وأعلن رفضه لأى آثار مترتبة عليه، وطالب العراق بالانسحاب.كما دعى المجلس لعقد قمة عربية طارئة، وقد ايد القرار 14 دولة وعارضه 4 دول هى السودان وفلسطين والاردن والعراق وامتنعت موريتانيا عن التصويت ولم تحضر ليبيا.