الجمعة 11 يناير 1991

شارك

فى الوقت الذى تتصاعد فيه الجهود الدولية لاقناع العراق بقبول نداء السلام العالمى وفى الوقت الذى يبدأ فيه بيريز دى كولار السكرتير العام للأمم المتحدة نهمة سلام حاسمة باسم المجتمع الدولى غدا السبت أعلن الرئيس العراقى صدام حسين من جديد رفضه لاية حلول وسط او مفاوضات بشأن انسحاب القوات العراقية من الكويت ، وقال انه يرفض مختلف الضغوط الرامية الى اقناع العراق بالانسحاب غير المشروط من الكويت.

وفى الوقت ذاته نفى العراق نفيا قاطعا ما تناقلته بعض وسائل الاعلام الغربية عن اعتزام صدام حسين اعلان مبادرة جديدة بعد الخامس عشر من يناير يؤكد فيها قبول العراق من حيث المبدأ فكرة الانسحاب من الكويت.

فقد اعلن الرئيس العراقى فى خطاب القاه امام مايسمى بالمؤتمر الشعبى الاسلامى وشاركت فيه وفود من تزكيا وباكستان وبعض دول اوربا انه يستبعد كلية التوصل الى تسوية فى الخليج دون حل المشكلة الغلسطينية.وكرر الرئيس العراقى تصريحاته السابقة بأنه عبأ 60 فرقة عسكرية تضم 700 الف مقاتل، واضاف اذا اراد الامريكيون حل المشكلة فان عليهم وضع القضية الفلسطينية فى المقدمة، وهدد بانه سيستخدم جميع الاسلحة التى فى حوزته فى حالة اندلاع الحرب , وبأنه سيلجأ للاسلحة الكيماوية وغيرها من الاسلحة المحرمة دوليا , وقال ان لديه اسلحة تكنولوجية متقدمة.

وقد ادت التصريحات المتشدده عن الرئيس العراقى و كبار المسؤلين العراقيين الاخرين حول رفض فكرة الانسحاب من الكويت الى تضائل الآمال فى نجاح مهمة السكرتير العام للأمم المتحدة فى الخروج بنتائج ايجابية ملموسة خلال مباحثاته التى سيجريها غدا مع الرئيس العراقى.

وكان ديكولار قد اعلن لدى وصوله الى جنيف بعد ظهر امس قادما من ياريس ان فكرة انتشار قوات سلام تابعة للأمم المتحدة غى منطقة الخليج ستكون من بين المقترحات التي يمكن ان يعرضها على الرئيس العراقى خلال اجتمتعه به.وانه فى حالة اعلان العراق عن موافقته على سحب قواته من الكويت فانه سيقترح على مجلس الامن ارسال مجموعة من المراقبين وربما قوة سلام دولية تابعة للأمم المتحدة الى المنطقة.
هذا وقد اعلنت وزارة الدفاع الامريكية ان القوات الامريكية تتدفق على المنطقة بمعدل 500 جندى يوميا وان القوات المتحالفة ضد العراق قد ارتفع عددها الى 615 الف جندى، واكد العسكريون مجددا ان الهجوم على العراق سيبدا بضربة جوية قاصمة تشترك فيها 1300 طائرة

وستكون اقوى واسرع ضربة جوية فى تاريخ الحروب، وان طائرات القوات المتحالفة قادرة على قصف العراق بأكثر من 450 طنا من المتفجرات يوميا , وان هذه الضربة الجوية ستيسر للقوات المتحالفة التقدم الى الكويت بالقوات البرية لتحريرها.

وكان وزير الدفاع الامريكى تشينى قد صرح امس ان القوات الامريكية مستعدة لدخول العراق عند الضرورة لطرد قواته من الكويت.

وفى لندن كشف النقاب عن جانب من مضمون الرسالة التى وحهها بوش الى الرئيس العراقى صدام حسين ورفض وزير خارجيته تسلمها , ومن ابرز النقاط التى وردت فى هذه الرسالة مايلى :

اولا :
يجب ان نكون مسؤولين امام التاريخ وامام شعوبنا عن اى عمل نقوم به يؤدى الى ويلات الحرب واضرارها لذلك اتمنى عليكم الاستجابة الى قرارات مجلس الامن باعتبارها تمثل صالح الاسرة الدولية، وتنفيذ الانسحاب العاجل وغير المشروط من الكويت تلافيا للحرب ومنعا للكارثة الكبرى .

ثانيا :
من الخطا المراهنة على الوقت وعلى امكان احداث شرخ بين الادارة والكونجرس فى مسالة تتعلق بقضية حيوية يؤيدها الشعب.

ثالثا :
ان التهديد باستخدام اسلحة كيماوية وبيولوجية او خلافهما لايحتمل منا الوقوف حياله موقف المتفرج بل ان الشعب الامريكي سيطالب برد قوى ومؤئر وفعال وان مثل هذا الرد الحاسم ايضا فى حال اصراركم على ضرب منشآت النفط وتفجير الآبار المنتجة ، والنتيجة كما نتوقعها ستؤدى الى انهاء الدولة والنظام فى العراق.

لهذه الاسباب نريد منكم ان ان تختاروا طريق السلام والقرار الاخير لكم.

وكان جيمس بيكر قد سلم الرسالة المغلقة والمختومة بختم البيت الابيض لطارق عزيز فى بداية الاجتماع كما سلمه صورة عنها وبعد ان قرئها طارق عزيز وضع الرسالة والنسخة امامه حتى نهاية الاجتماع وعندما قال له بيكر الاترغب فى اخذ الرسالة ؟ قال لااستطيع ان استلمها واسلمها الى صدام لان اسلوبها لايتناسب مع الاسلوب المفترض بين رئيسى دولتين.