الاحد 5 أغسطس 1990

شارك

مرة أخرى تحاول حكومة العراق خداع الرأى العام العالمى فقد أعلنت مع مايسمى حكومة الكويت الحرة أن القوات العراقية بدأت انسحابا مرحليا من الكويت، وقالت وكالة الانباء العراقية أنه تم اخطار مجلس الامن بذلك.

الا ان شهود عيان لاحظوا ان القوات العراقية تتجة الى الحدود السعودية، وأن تحركات عسكرية كثيفة تمت خلال الليل جهة الجنوب بدلا من الشمال فيما يبدوا انه انتشارا واسعا في جنوب الكويت، وأن هذه القوات سلكت الطريق الساحلى حيث توجد اغلب آبار البترول فى منطقة الاحمدى والشعيبة وميناء عبد الله، وقد ثبت بعد ذلك أن هذه القوات تنسحب من وسط الكويت الى الحدود الجنوبية، وفى نفس الوقت حل محل هذه القوات وسط الكويت العاصمة حوالى 80الف من قوات الجيش الشعبى، كما وصل الى الكويت عدد كبير من العراقيين المسلحين الذين وصفوا انفسهم بأنهم متطوعون فى الجيش الشعبى الكويتى، وتم توريعهم فى جميع انحاء البلاد.

وقد اعلنت الحكومة المؤقتة أنها قررت عزل كافة الضباط الكويتيين من رتبة عقيد فما فوق، وأعلنت الحكومة العراقية أن ماسميت بحكومة الكويت المؤقتة قد قررت الدخول فى مفاوضات فورية مع حكومة العراق لمعالجة كل المسائل المعلقة وفى مقدمتها مسألة الحدود، كما اعلن فى بغداد أن رئيس الحكومة المصطنعة قد بعث ببرقية الى الرئيس العراقى صدام حسين أشاد فيها بعملية الغزو العراقى.

(وتحت عنوان المفاجئة العراقية ): كتب الدكتور عبد المنعم سعد فى جريد الاهرام يقول ( نجحت العراق نجاحا تاما فى مفاجئة الوطن العربى والعالم بغزوها للأراضى الكويتية، و لربما الاستثناء الوحيد هو ماكشفت المجلة الامريكية (الدفاع والشئون الخارجية ) يوم 30 يوليو أن توزيع القوات العراقية ينبئ بما هو أكبر من الضغط السياسي).

فقد كان الجميع يعتقد أن الازمة سوف يتم التعامل معها بشكل أو بآخر بوسائل سياسية ودبلوماسية، والان وللأسف بعد وقوع الواقعة يمكن الرجوع الى شريط الاحداث، حيث تبين كيف نجحت القيادة العراقية فى خداع العالم، فالطريقة التى تم بها الغزو يدل على تخطيط طويل المدى مدفوعا بأزمته الاقتصادية وشعوره بقوته العسكرية بعد توقف الحرب مع ايران وقال أن العمل العربى تعامل مع المسألة بنوع من المساوات بين العراق والكويت، وكان هذا خطأ الدبلوماسية العربية فقبلت اجتماع جدة لوضع النزاع على طريق المفاوضات، بينما لم يكن العراق مستعدا للتفاوض، وقد أعلن الوفد العراقى بكل صراحة انه لم يأتى للتفاوض وانما لوضع جدول زمنى لتنفيذ المطالب العراقية.