الثلاثاء 2 اكتوبر 1990

شارك

فى الوقت الذى تنصب فيه الجهود الدولية للتوصل الى تسوية لأزمة الخليج ومنح الرئيس العراقى فرصة لتنفيذ قرارات مجلس الامن وسحب قواته من الكويت فان العراق يصعد من موقفه فى اتجاه احكام سيطرته واحتلاله للكويت، فقد حشد العراق مزيدا من القوات فى الكويت والمناطق الجنوبية العراقية القريبة منها حيث وصل عدد قواته التى نشرها الى ما يقرب من نصف مليون جندى، وهو مايعادل نصف قوات الجيش العراقى وتأتى هذه التطورات في الحشد العراقي بعد ساعات من تصريح للرئيس الأمريكى بوش بأنه تلقى معلومات مشجعة حول نقطتين هما :
1. ان الرئيس العراقى بدأ يدرك أنه يقف وحده ضد العالم كله
2. أن هناك مزيدا من التفاؤل فى الاوساط السياسية بأن العقوبات الدوليه بدأت تؤثر بقوة على العراق.

وقال بوش فى تصريحات للصحفيين قبل مغادرة الامم المتحدة الى واشنطون بعد ان القى كلمته أمام الجمعية العامة، ان هناك مشكلة لو انسحب العراق من الكويت مع بقاء قواته اذستشكل هذه القوات تهديدا عسكريا فى المنطقة.

وأكدالرئيس الامريكى ان خطابه أمام ألأمم المتحدة لايمثل أى تغيير أو تعديل فى موقف الحكومة الامريكية من انسحاب العراق غير المشروط من الكويت، وأوضح أن هذا الخطاب لايعكس أى مرونة أو تغيير فى السياسة الامريكية.

ومضى الرئيس ألأمريكى يقول ان الانسحاب الكامل غير المشروط ليس هو المطلب الوحيد للمجتمع الدولى ، اذ لابد من معالجة قضية امتلاك العراق للأسلحة الكيميائية واسلحة الدمار ألأخرى.

وأضاف أن العراق يتحمل كل الخسائر التى لحقت بالكويت والتدمير الذى أصابها والودائع التى سرقها من البنوك.

وكان الرئيس بوش قد القى كلمة فى الامم المتحدة جاء فيها :
( أن المجتمع الدولى المتمثل فى الامم المتحدة يأمل بعدم استخدام القوة العسكرية لانهاء الاحتلال العراقى للكويت ,أضاف نحن نسعى الى حل سلمى وحل دبلوماسى , ولكنه دعى النظام العراقى لمواجهة الحقائق وقال انه لن يتم السماح بضم الكويت، وهذا ليس موقف الولايات المتحدة بل هو موقف كل كويتى والجامعة العربية والامم المتحدة، وعلى قادة العراق أن يسمعوا أن العراق يقف فى مواجهة العالم، وقال أن الغرو العراقى للكويت لايشكل خطرا على أمن الخليج بل يهدد بتحويل الحلم باقامة نظام عالمى جديد الى كابوس قائم على الفوضى يسيطر فيه قانون الغاب على قانون الامم المتحدة.

وأضاف ، أنا مؤمن بصدق انه سيكون هناك فرصة يقوم عبرها العراق والكويت بحل خلافاتهما بشكل نهائى وفرصة لدول الخليج نفسها لوضع تدابير جديدة للاستقرار، ولجميع الدول والشعوب فى المنطقة لحل النزاع الذى يقسم العرب واسرائيل، ولكن المهمة ألأساسية الآن يجب أن تكون بالتأكيد على ان العدوان لن يتم التساهل معه ومكافأته، وقال ان النزاع ليس مع الشعب العراقى، ونزاع العالم مع الدكتاتور الذى أمر بالغزو، وقال ان الشعب الامريكى والرئيس الامريكى يريدون ارجاع كل جندى امريكى الى وطنه باسرع وقت بعد تنفيذ مهمتهم.