السبت 6 اكتوبر 1990

شارك

فى الوقت الذى ينتظر العالم من العراق اى بادرة أمل لحل ازمة الخليج ومنع نشوب حرب مدمرة فى المنطقة خرج ممثل العراق فى الامم المتحدة ليؤكد موقف العراق مرة اخرى ، بادعائه ان الكويت جزء من العراق وان مجلس الامن لايتخذ قراراته بحرية، مما اثار استنكار مندوبى الدول الاخرى الذين طلبوا الكلمة للتصدى للمزاعم العراقية ، وفى مقدمتهم المندوب السفييتى والامريكى، كما فند المندوب الكويتى ادعاءات ـ الحق التاريخى ـ العراقية ، واكد المندوب السعودى ادانة محاولات الضم وفرض الوحدة بقوة السلاح.

فقد زعم طلعت قدرات نائب المندوب العراقى فى خطاب باسم وزير خارجية العراق ان الكويت جزء لايتجزأ من العراق وان ماوصفه الاستعمار القديم والحديث يحاول اقتطاع هذا الجزء من الارض العراقية، وزعم ان موضوع شرعية اعتبار الكويت جزء من العراق كان مطروحا امام الامم المتحدة والجامعة العربية مما ادى الى خلق الوضع الراهن الذى اضطر العراق معه الى ممارسة حقه فى ذلك، وهاجم جامعة الدول العربية وانتشار القوات الامريكية فى السعودية وما وصفه بسيطرة امركا على الموقف ومحاولتها منع الزعماء العرب من القيام بالوساطة، كما هاجم الدول الاعضاء فى مجلس الامن زاعما ان امركا تستخدمهم كأداة لاحباط اى مسعى عربى مخلص، وقال ان مجلس الامن اتخذ قرارات متسرعة عرقلت التوصل الى حل خاصة القرار 660 الذى يدعو العراق للانسحاب ووصف هذا القرار بأنه ليس له سابقة فى تاريخ المجلس.

وقد تصدى له فلاديمير بتروفسكى نائب وزير الخارجية السوفييتى مستذكرا ماجاء فى خطابه قائلا : انه اهانة لبلده وللدول الاعضاء فى مجلس الامن، وأضاف ان مجلس الامن يعكس ويمثل ارادة المجتمع الدولى وهذا ما اكدته القرارات التى صدرت بموافقة جميع الاعضاء، وقال ان القرارات والاجراءات تعكس مدى اتفاق رأى دول العالم على رفض العدوان وهى سابقة جديدة فى تاريخ العلاقات الدولية.

وهاجم المندوب الامريكى بيان العراق الذى ركز على العلاقات العراقية الامريكية وكأن واشنطن هى المسئولة عن احتلال العراق للكويت.وقال ان رفض بلاده للعدوان هو نفس موقف الدول العربية والاوربية والآسيوية والاتحاد السوفييتى نفسه، وقال ان العراق قد وضع نفسه فى مأزق حرج وهو يعارض العالم كله وليس امركا وحدها.

ووصف مندوب الكويت ماورد فى خطاب العراق بأنه تشويه للحقائق وانكار للقانون الدولى ، كماسرد تاريخ الكويت والاتفاقات التى تم التوقيع عليها بينما كان العراق لايزال جزءا من الامبراطورية العثمانية.