مع نهاية يوم الخميس 2 أغسطس 1990

كانت القوات العراقية قد استولت على قصر دسمان وكل المبانى الحكومية بما فيها مبنى وزارة الاعلام والدفاع والبنك المركزى والمطار.وادى هذا الاجتياح المفاجئ الى ان يلجأ امير دولة الكويت الشيخ جابر الاحمد وولى العهد الشيخ سعد العبد الله الى المملكة العربية السعودية.

وأذيع بيان من بغداد أعلن عن تشكيل ما سمى حكومة الكويت الحرة، وعزل الأمير وولى العهد وحل البرلمان،.. المجلس الوطنى… وفرض منع التجول لاجل غير مسمى، وجاء فى هذا البيان أن هذه الحكومة ستتولى كل المسؤليات والصلاحيات التشريعية والتنفيذية خلال فترة انتقالية.

من جانب آخر اصدرت وزارة الدفاع الكويتية بيان جاء فيه ان القوات العراقية قد اجتاحت الكويت فجر هذا اليوم حيث اخترقت الحدود الشمالية واحتلت مواقع داخل الكويت، واتهم البيان العراق بالتراجع عن تعهدها بعدم استخدام القوة، وطالب بسحب جميع القوات العراقية من الأراضى الكويتية، وقال أن الكويت ستمارس حقها المشروع فى الدفاع عن النفس بكل الوسائل لرد العدوان.

وقدرت المصادر الدبلوماسية فى الكويت حجم القوة العراقية المهاجمة ب350 دبابة عدى المصفحات وانها اقتحمت الكويت فى سبع ساعات بعد ان عبرت الحدود، وتقود هذه القوات وحدات الحرس الجمهورى العراقى التى أقامت حواجز على التقاطعات فى الطرق الهامة للتفتيش والسيطرة كما قامت قوة الهجوم العراقية بمحاصرة قصر دسمان بعد معركة مع القوات التى تحرسه و أحدثت هذه التطورات تحركات عربية سريعة على امتداد العالم العربى كما احدثت ردود فعل عالمية قوية أجمعت على ادانة الغزو العراقى لأراضى الكويت. فقد أدانت واشنطن الغزو العراقى لأراضى الكويت وطالبت بسحب هذه القوات بسرعة ودون شروط.

وفي رد فعل سريع من جانب الولايات المتحدة تجاه الغزو العراقي طالب جمس بيكر وزير الخارجية الأمريكية من الاتحاد السوفييتى وقف تسليم العراق أى أسلحة قد تكون فى طريقها للعراق، كما تحركت عدة قطع بحرية تجاه الخليج لدعم القوة البحرية الموجودة هناك، ودعت الى تجميد الأصول والممتلكات الكويتية والعراقية فى الخارج، وكذلك كافة الودائع الكويتية والعراقية.
وقد دعى الاتحاد السوفيتى الى انسحاب فورى وغير مشروط للقوات العراقية من الكويت.

الجمعة 3أغسطس 1990

أصدرت ما سميت بالحكومة المؤقتة الحرة قررات بمصادرة ثروات الامير وولى العهد وبعض المسؤلين الاخرين، وقد احكمت القوات العراقية سيطرتها علي جميع الاراضي الكويتية حيث اتجهت جنوبا فاحتلت حقول البترول فى الاحمدى وبرقان، كما دفعوا ب200 دبابة لتجوب شوارع الكويت فى استعراض للقوة، كما تم قطع التلفونات داخل الكويت ومع الخارج، وبذا اصبحنا نحن الذى نعيش فى الخارج لانعرف ما يجرى فى الداخل الا ماتتناقله وكالات الانباء من خلال الراديو والتلفزيون، كما اصبحت الكويت معزولة عن العالم الخارجي.

أما بالنسبة للكويتيين الذين يعيشون فى مايوركا وأنا وعائلتى منهم فقد اخذنا نجتمع مساء كل ليلة لتبادل الآراء والاستماع لاذاعة لندن، وفى احدى هذه اللقاءات اقترح احد المشاركين في هذه الجلسة واعتقد انه الصديق محمد مساعد الصالح ان نرسل برقية تاييد للشيخ جابر الاحمد امير الكويت ووقعنا جميعا على هذه البرقية، وتوالت الانباء حيث جاء فيها، أن الولايات المتحده صعدت ضغوطها من أجل فرض عقوبات جماعية شاملة ضد العراق من خلال مجلس الامن، كما أعلنت وزارة الخارجية الامريكية أن القوات العراقية لاتبعد سوى 8 الى 16 كم من الحدود السعودية، هذا وقد قررت الولايات المتحدة تجميد أرصدة وممتلكات الكويت والعراق فى الولايات المتحدة كما فرضت حضرا على التجارة مع العراق، كما أن العديد من الدول الغربية واليابان جمدت أرصدة الكويت لحمايتها من أيدى الحكومة التى نصبها العراق.

وقد قدرت أرصدة الكويت واستثماراتها فى الولايات المتحدة ودول أوربا واليابان فى ذلك الوقت كما جاء فى الصحف الصادرة فى ذلك التاريخ 100 مليار دولار.

هذا وقد أعلنت الولايات المتحدة عزمها ارسال قوات للمملكة العربية السعودية كما عقد مجلس الامن الدولى اجتماعا طارئا واصدر قرارا يدعو العراق لسحب قواته من الكويت دون قيد أوشرط ودعوة الحكومة الشرعية.

وطالبت جمهورية مصر العربية بانسحاب القوات العراقية من الكويت فورا ودون ابطاء والكف عن محاولة تغيير نظام الحكم فيها بالقوة وترك الشئون الداخلية للشعب الكويتى يقررها بارادته الحرة وقراره المستقل.
ولتخفيف الضغوط الدولية عليه وفى محاولة لخداع الرأى العام العالمى والعربى أعلن العراق أنه بدأ فى سحب قواته من الاراضى الكويتية، الا انه اعلن فى نفس الوقت أن الحكومة المؤقتة باقية.

وقد اعلنت الحكومة الامريكية ان واشنطن لم تتلق ما يؤكد هذا البيان وانها تعتبر الحكومة المؤقتة مجرد دمية ولاتعتبرها الحكومة الشرعية للكويت، وسرعان ماثبت كذب العراق بأنه بدأ بسحب قواته من الكويت.
و أدان المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية العدوان العراقى على الكويت وأعلن رفضه لأى آثار مترتبة عليه، وطالب العراق بالانسحاب.كما دعى المجلس لعقد قمة عربية طارئة، وقد ايد القرار 14 دولة وعارضه 4 دول هى السودان وفلسطين والاردن والعراق وامتنعت موريتانيا عن التصويت ولم تحضر ليبيا.

السبت 4 أغسطس 1990

أعلن العراق رسميا عن تشكيل ما أسماه بالحكومة الكويتية المؤقتة تضم فى صفوفها عسكريين غير معروفين كالآتى:

العقيد علاء حسين على رئاسة الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والدفاع بالوكالة.

المقدم وليد سعود محمد على وزيرا للخارجية
المقدم سعود وزيرا للنفط والمالية بالوكالة
الرائد فاضل حيدر الوفيقى وزيرا للاعلام ووزيرا للمواصلات بالوكالة
الرائد مشعل سعد الهدب وزيرا للصحة العامة وشئون الاسكان
المقدم حسين على دهيمان وزيرا للشئون الاجتماعية والعمل ووزارة الاشغال العامة
الرائد ناصر منصور المنديل وزيرا للتربية والتعليم العالى
الرائد عصام عبد المجيد حسين وزيرا للعدل والشئون القانونية
الرائد يعقوب محمد شلال وزيرا للتجارة

و أعلنت وكالة الأنباء العراقية ان رئيس الوزراء قد بعث برسالة الى الرئيس صدام حسين جاء فيها : أن حكومته قررت اجراء مفاوضات فورية مع العراق لمعالجة المسائل المعلقة بين البلدين مثل مسألة الحدود وغيرها من القضايا، وذكرت الوكالة انه تم بالفعل ايفاد عزت ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقى الى الكويت للمشاركة فى هذه المفاوضات.

هذا وقد زحفت قوات الغزو العراقية الى المنطقة المحايدة مع السعودية وأصبحت على بعد ميل واحد من الاراضى السعودية، وفى نفس الوقت حولت القوات العراقية قصر دسمان الى ثكنة عسكرية.

و قدمت الولايات المتحدة مشروع قرار الى مجلس الامن يقضى بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية شاملة ضد العراق، لاجباره على الانسحاب من الكويت دون شروط مسبقه تطبيقا لقرار مجلس الامن الذى اتخذه يوم الخميس الماضى بعد ساعات قليلة من الغزو، وقال متحدث باسم البيت الابيض أن الولايات المتحدة ستدرس كافة الخيارات للرد على الغزو العراقى.

وفى نفس الوقت ذكرت اذاعة بغداد أن ماتسمى بحكومة الكويت المؤقتة اعلنت فى بيان لها انها قررت تشكيل جيش شعبى. وقالت ان الجيش الشعبى سيضم الى صفوفه الوطنيين من أبناء الكويت.

الاحد 5 أغسطس 1990

مرة أخرى تحاول حكومة العراق خداع الرأى العام العالمى فقد أعلنت مع مايسمى حكومة الكويت الحرة أن القوات العراقية بدأت انسحابا مرحليا من الكويت، وقالت وكالة الانباء العراقية أنه تم اخطار مجلس الامن بذلك.

الا ان شهود عيان لاحظوا ان القوات العراقية تتجة الى الحدود السعودية، وأن تحركات عسكرية كثيفة تمت خلال الليل جهة الجنوب بدلا من الشمال فيما يبدوا انه انتشارا واسعا في جنوب الكويت، وأن هذه القوات سلكت الطريق الساحلى حيث توجد اغلب آبار البترول فى منطقة الاحمدى والشعيبة وميناء عبد الله، وقد ثبت بعد ذلك أن هذه القوات تنسحب من وسط الكويت الى الحدود الجنوبية، وفى نفس الوقت حل محل هذه القوات وسط الكويت العاصمة حوالى 80الف من قوات الجيش الشعبى، كما وصل الى الكويت عدد كبير من العراقيين المسلحين الذين وصفوا انفسهم بأنهم متطوعون فى الجيش الشعبى الكويتى، وتم توريعهم فى جميع انحاء البلاد.

وقد اعلنت الحكومة المؤقتة أنها قررت عزل كافة الضباط الكويتيين من رتبة عقيد فما فوق، وأعلنت الحكومة العراقية أن ماسميت بحكومة الكويت المؤقتة قد قررت الدخول فى مفاوضات فورية مع حكومة العراق لمعالجة كل المسائل المعلقة وفى مقدمتها مسألة الحدود، كما اعلن فى بغداد أن رئيس الحكومة المصطنعة قد بعث ببرقية الى الرئيس العراقى صدام حسين أشاد فيها بعملية الغزو العراقى.

(وتحت عنوان المفاجئة العراقية ): كتب الدكتور عبد المنعم سعد فى جريد الاهرام يقول ( نجحت العراق نجاحا تاما فى مفاجئة الوطن العربى والعالم بغزوها للأراضى الكويتية، و لربما الاستثناء الوحيد هو ماكشفت المجلة الامريكية (الدفاع والشئون الخارجية ) يوم 30 يوليو أن توزيع القوات العراقية ينبئ بما هو أكبر من الضغط السياسي).

فقد كان الجميع يعتقد أن الازمة سوف يتم التعامل معها بشكل أو بآخر بوسائل سياسية ودبلوماسية، والان وللأسف بعد وقوع الواقعة يمكن الرجوع الى شريط الاحداث، حيث تبين كيف نجحت القيادة العراقية فى خداع العالم، فالطريقة التى تم بها الغزو يدل على تخطيط طويل المدى مدفوعا بأزمته الاقتصادية وشعوره بقوته العسكرية بعد توقف الحرب مع ايران وقال أن العمل العربى تعامل مع المسألة بنوع من المساوات بين العراق والكويت، وكان هذا خطأ الدبلوماسية العربية فقبلت اجتماع جدة لوضع النزاع على طريق المفاوضات، بينما لم يكن العراق مستعدا للتفاوض، وقد أعلن الوفد العراقى بكل صراحة انه لم يأتى للتفاوض وانما لوضع جدول زمنى لتنفيذ المطالب العراقية.

الاثنين 6 اغسطس 1990

أكد مراسلوا الأنباء الذين فى الكويت لأول مرة منذ الغزو قبل اربعة أيام أنهم لم يعثروا على أثر لما يسمى الحكومة الكويتية الحرة المؤقتة التى فرضها العراق على الكويت، وأكدوا أنهم لم يلتقوا مع أى ممثل لهذه الحكومة كما انهم لم يلمسوا اى دليل على صدق ادعاء العراق بسحب جانب من قواته من الكويت.

واستأنف مجلس الامن اجتماعاته لبحث فرض عقوبات الزامية، شاملة ضد العراق لاجباره على الانسحاب الكامل وغير المشروط من الكويت.

واعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن القوات العراقية فى الكويت قد اعتقلت عددا من البريطانيين والأمريكيين والالمان ونقلتهم الى بغداد، بينما وصل وزير الدفاع الأمريكى ريتشارد تشينى الى السعودية لأقناع المسئو لين هناك بالسماح بنشر قوات امريكية فى السعودية.

وقد رفض الرئيس حسنى مبارك عقد قمة عربية مصغرة فى جدة بناءا على اقتراح من الملك حسين ما لم يصحبه التوصل الى اتفاق مبدئى للمبادئ والأسس
التى سوف ينعقد من اجلها المؤتمر وهى:
– انسحاب القوات العراقية من الكويت دون شروط.
– عدم المساس بالنظام الشرعى للكويت وضرورة عودة الشرعية.

وقد هاجم مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين الصحفيين المصريين، وبعث برقية الى رئيس اتحاد الصحفيين العرب يطالبه فيها باتخاذ اجراءات ضد هؤلاء الصحفيين، وجاء فى هذه البرقية أن بعض الصحفيين المصريين قاموا بشن حملة واسعة ضد العراق وضد اتجاهاته القومية الخاصة بمناصرة الشعب الكويتى ومنظمة التحرير الفلسطينية، كما بعث ببرقية تأييد للرئيس العراقى صدام حسين لقيامة بدخول الاراضى الكويتية لنجدة الشعب الكويتى ودعم انتفاضته.

وزعم رؤساء النقابات المهنية الاردنية أن دخول القوات العراقية كان بناءا على طلب الشعب الكويتى ولحماية الامن الكويتى.

من جانب آخر ذكرت مصادر حلف الأطلنطى أن تركيا أبلغت الحلف أنها ستقطع خط انابيب البترول الذى يمر يأراضيها ويتم من خلاله تصدير حوالى نصف البترول العراقى.

الثلاثاء 7 أغسطس 1990

تتحرك الاحداث بايقاع سريع، حيث شهدت منطقة الخليج وشرق البحر الابيض المتوسط تحركات أمريكية مكثفة وسط تهديدات صريحه بفرض حصار بحرى على العراق لاجباره على الانسحاب من الكويت وذلك بعد ساعات من قرار مجلس الامن بفرض عقوبات الزامية شاملة اقتصادية وعسكرية. وقد هدد الرئيس الامريكى جورج بوش بان هذه العقوبات سيتم تنفيذها بالكامل مهما كان الثمن، وطلب بوش من دول العالم تنفيذ العقوبات بشكل كامل وبكل الوسائل الممكنة، كما صرحت رئيسة الوزراء البريطانية السيدة مرجريت تاتشر أنه اذا لم تصبح هذه العقوبات مؤثرة فلابد من اتخاذ اجراءات اخرى بهدف سد السبل امام العراق.
ورغم هذه الضغوط الدولية فان السلطات العراقية تواصل تشكيل اكثر من 25 فرقة عسكرية..كما بلغ حجم الجيش الشعبى فى الكويت مئآت الآلآف، وتحسبا لأى هجوم عراقى نشرت السعودية بطاريات الصواريخ الموجهة على الحدود مع الكويت بينما حشدت العراق الدبابات على الجانب الاخر.

واتخذت الحكومة العراقية قرارا بمساوات الدينار العراقى بالدينار الكويتى، و ادت هذه الخطوة الى خفض الدينار الكويتى بنسبة 1 علي 15 %.

هذا وقد صرح على اكبر ولاياتى وزير الخارجية الايرانى بان ايران لن تقبل باجراء أى تغيير فى الحدود الكويتية سواء من البر أو البحر وكانت ايران قد انتقدت العراق بشدة بسبب غزوها للكويت.
وأعلنت تركيا أنها سوف تلتزم بقرار مجلس الامن الدولى بشأن فرض عقوبات على العراق، كما ألمح أوزال رئيس الوزراء التركى الى ان تركيا ستغلق خط أنابيب البترول العراقى.

ومع كل هذه التهديدات من العالم ضد الحكومة العراقية فأن ما تسمي بحكومة الكويت المؤقتة قررت الغاء الامارة فى الكويت واعلان الجمهورية، واعلنت وكالة الانباء العراقية أن الرئيس صدام حسين استقبل العقيد علاء حسين رئيس الوزراء المعين من قبل العراق، وقال بيان بهذا الصدد أ ن الحكومة المعينة من قبل العراق قررت اعلان الجمهورية وزوال النظام الفاسد العميل الذى نصبه الاستعمار الي الابد، ليبزغ الفجر الساطع الذى يتطلع اليه الاحرار ، كما جاء فى البيان.

الأربعاء 8 أغسطس 1990

أعلن الرئيس المصرى حسنى مبارك اليوم فى مؤتمر صحفى ان الاخطار التى تتعرض لها الأمة العربية حاليا اخطار مدمرة ولها ابعاد دولية واقليمية لم تشهد لها مثيلا من قبل واكد ان لمصر مبادئ ومواقف خاصة بها ولايمكن أن تبيع هذه المبادئ بمال لأنها ستسجل بالتاريخ للأجيال القادمة، وقال ان دخول القوات العراقية للكويت شل تفكيره وانه لم يستطع تصديق الخبر فى بداية الامر، واكد ان مصر لايمكن لها أن تقف مكتوفة الأيدى ولابد لها أن تعبر عن رأيها وقال ان مشكلة الحدود بين العراق والكويت قد بدات منذ زمن طويل واظن أن أغلبيتكم يعرف تاريخها من ايام عبد الكريم قاسم وأيام الرئيس جمال عبد الناصر وما تم حيالها من اجراءات، والمشكلة الحالية بدات بعد الحرب العراقية الايرانية، مشكلة اخرى أثيرت من العراق وهى سرقة بترول من أراضى تعتبرها العراق أرضها… وأنا بقول الحقيقة… المشكلة الحدودية كان على الكويت أن تتحرك فى اطار حلها، واضاف الرئيس المصرى يقول فى 18يوليو الماضى أعلن العراق اتهامه للكويت بسرقة وانشاء قواعد عسكرية فى أراضى عراقية ثم زيادة الانتاج الذى أدى الى انخفاض أسعار البترول وهذا فيه هدر وتهديد للأمن العراقى.وقال أن مصر أصدرت بيانا يوم 19يوليو دعت فيه الى الحوار الاخوى وأن جميع الدول تتعاون فى الوصول الى نتيجة، بعد ذلك سمعنا أن هناك قوات عراقية تتجه جنوبا تجاه الكويت، قررت الذهاب الى العراق ثم الكويت فالسعودية، وقد سألت الرئيس صدام حسين سؤالا مباشرا هل لك قوات تتجه جنوبا فى اتجاه الكويت، قال انها قوات من الحرس الجمهورى رايحة فى اجراء روتينى مع القوات الموجودة هناك.وبعد هذا الشرح لما الت اليه الامور بين العراق والكويت اعلن الرئيس حسنى مبارك دعوته لمؤتمر عاجل للقادة العرب لبحث تداعيات الموقف بين البلدين اثر هذا الغزو المفاجئ للكويت من قبل العراق.

الخميس 9 اغسطس 1990

تركزت انظار العالم منذ صباح هذا اليوم على القاهرة التى شهدت نشاطا دبلوماسيا عربيا واسع النطاق على مستوى القمة بهدف الوصول الى حل عاجل لأزمة الغزو العراقى للكويت، وقد أكدت الكويت أنها ستطالب القادة العرب المجتمعين فى قمة القاهرة بالمبادئ الاساسية التى تحكم سياستها من النزاع مع العراق واولها الانسحاب الكامل غير المشروط وعودة القيادة الشرعية والاتفاق على مفاوضات تحت اشراف عربى لتسوية كافة المسائل المتنازع عليها.

وفى الوقت الذى دعت فيه مصر الدول العربية الى مؤتمرقمة عربية لبحث هذه المشكلة ابلغت وزارة الخارجية العراقية الهيئات الدبلوماسية فى الكويت أنه لم تعد لها مهام مع الحكومة الكويتية وذلك بعد الوحدة الاندماجية الكاملة بين الكويت والعراق، وطلبت انتقالها الى بغداد فى موعد اقصاه الرابع عشر من أغسطس، كما أن البعثات الدبلوماسية والقنصلية الكويتية بالخارج والمهمات التى تقوم بها لم يعد لها صفة رسمية، وتعتبر باطلة وغير مشروعة من تاريخ اعلان الوحدة.

الا ان الرئيس بوش اعلن رفضه لقرار العراق ضم الكويت وقال انه مد خطا على الرمال وسيتصدى لأى محاولة عراقية لأجتيازه، وأكد أن القوات الأمريكية الموجودة فى السعودية مهمتها الدفاع عن السعودية ودول الخليج الأخرى وانها ذات طابع دفاعى بحت وان وجودها غير محدد بمهمة.

وفى موسكو أصدرت وزارة الخارجية السوفيتية بيانا قويا أدانت فيه ضم الكويت وأعلنت استعداد الاتحاد السفييتى لبحث الاشتراك فى عمل عسكرى جماعى تحت اشراف الامم المتحدة.

الجمعة 10أغسطس 1990

القى الرئيس المصرى حسنى مبارك فى افتتاح مؤتمرالقمة العربية بالقاهرة كلمة تناول فيها أبعاد الأزمة بين العراق والكويت والآثار المترتبة عليها، وقال انه لاخروج من هذه الازمة الحالية فى منطقة الخليج ولاحل لها الا بخروج القوات العراقية من الكويت.

وقد افتتح المؤتمر فى الساعة التاسعة والربع من مساء هذا اليوم وقرر باغلبية الأصوات ادانة العدوان العراقى على الكويت كما قرر عدم الاعتراف بقرار ضم الكويت، كما قرر ارسال قوات عربية الى السعودية ودول الخليج استجابة لطلب هذه الدول فى المساهمة فى الدفاع عن أراضيها ضد أى عدوان خارجى.

وقد وافقت على هذا القرار اثني عشر دولة واعترضت ثلاث دول وتحفضت ثلاث دول أخرى وامتنعت دولتان عن التصويت.

الدول التى وافقت هى:
مصر.السعودية، الكويت، الامارات، قطر، البحرين، سوريا، المغرب، جيبوتي، الصومال.لبنان وعمان.
الدول التي اعترضت :
ليبيا والعراق ومنظمة التحرير
الدول التى تحفظت :
الاردن، السودان، موريتانيا
الدول التى امتنعت عن التصويت :
الجزائر، اليمن

وكان الوفد العراقى قد أثار أزمة بسبب وجود الوفد الكويتى برآسة الشيخ جابر الاحمد أميردولة الكويت، وزعم الوفد أن هذا الوفد لايمثل الكويت، وأن الحكومة المؤقتة فى الكويت طلبت الانضمام الى العراق وتم توحيد البلدين، ولم يعد هناك بالتالى ضرورة لوجود وفد كويتى فى المؤتمر.

وقد أذاع راديو بغداد مساء هذا اليوم نداءا وجهه الرئيس العراقى طالب فيه العرب بانتفاضة شعبية ضد العملاء الاجانب، وانتقد السعودية لانها فتحت أبوابها للقوات الامريكية.

وفى هذا اليوم غادرت والعائلة جزيرة مايوركا الى برشلونة حوالى الساعة السابعة صباحا وبعد انتظار فى المطار لمدة ثلاث ساعات غادرناها الى روما حيث وصلناها الساعة الحادية عشر، وفى المطار كان فى انتظارنا السيد محمد فاضل خلف القائم باعمال السفارة.و تناولنا طعام الغداء فى منزل سفير الكويت فى روما السيد احمد غيث عبد الله.وعدنا الى المطار الساعة الخامسة والنصف وفى المطار عرفنا السيد محمد فاضل خلف على مدير الخطوط الجوية المصرية فى روما الذى اجلسنا بالدرجة الاولى رغم ان تذاكرنا درجة سياحية، وفى حوالى الساعة الثانية عشر مساءا وصلنا الى مطار القاهرة، وكان فى انتظارنا فى المطار مندوبا عن السفارة اسمه ممدوح الذى قام بانجاز معاملاتنا ووصلنا الى شقتنا حوالى الساعة الثانية صباحا وكانت رحلة شاقة.

السبت 11أغسطس 1990

بدأت مصر استعداداتها لارسال مقدمة القوات المصرية الى الخليج للمشاركة فى تكوين مظلة عربية لتأمين اراضى المنطقة وذلك تنفيذا لقرارات مؤتمر القمة الطارئة الذى اختتم اعماله امس وتداركا لخطورة الموقف فى منطقة الخليج.

وفى تصريحات اخرى أدلى بها الرئيس المصرى حسني مبارك حول مادار فى اجتماعات القمة جاء فيها : انه دهش من التصريحات التى أدلى بها السيد ياسر عرفات والذى أدعى فيها أن مبادرته لم تطرح على المؤتمر، وقال متهكما… كيف لم تطرح مبادرته للتصويت… وقد طلب الكلمة فاذنت له فاذا به يتحدث فيها عن وساطة أفغانستان وكشمير… وأضاف عندما وجدت الحديث قد طال فى غير موضوع المؤتمر أوضحت له أننا هنا من أجل مشكلة الكويت فهل عندكم حل، وقد بعث لى ورقة فيها ثلاثة أسماء لكى يتوجهوا الى بغداد وسألتهم عما اذا كانوا يوافقون على السفر الى بغداد، وكان ردهم عدم الموافقة، كما ان رئيس اليمني الفريق على عبد الله صالح قدم ورقة بها خمسة اسماء او ستة وأنا على رأسهم وقد عرضت الاسماء فلم يستجب أحد، وذكر الرئيس المصرى أن الكلام كله غير مدروس، والبعض يتحدث عن أى شي حتى يعطل الجلسة، وقال لقد سبق لى حضور قمما أفريقية كثيرة ولكن للأسف الشديد لم يحدث ماحدث فى هذه القمة من مضايقات البعض للبعض الاخر أثناء الحديث وغياب النظام والانضباط المفروض توفره فى قمة على مستوى الرؤساء، وقال ان العراق أغلقت فرصة التشاور وامكانية التوصل لحل باعلان الوحدة وضم الكويت لها، وكررت القول بانه لارجعة فى ذلك واتخذت اجراءات دمج البلدين.