الاثنين 25 فبراير 1991

شارك

اذاع راديو بغداد ان صدام حسين امر الجيش العراقى بالانسحاب من جميع انحاء الكويت والعودة الى مواقعه السابقة قبل عملية الغزو والتى تمت فى الثانى من اغسطس الماضى حيث قطع الراديو ارساله العادى ليذيع بيانا رسميا بذلك فى الساعة الثانية عشر و25 دقيقة من مساء هذا اليوم وبداية يوم الثلاثاء بنوقيت القاهرة، وجاء فى البيان ان القيادة العراقية اتخذت قرار الانسحاب تمشيا مع مبادرة السلام السوفييتية التى سبق للتحالف الدولى ان رفضها قبل بدأ الهجوم البرى.

واضاف البيان ان القيادة العراقية كانت قد اكدت قبولها مبدأ الانسحاب وفقا لقرار مجلس الامن الدولى رقم 660 بعد موافقتها على المبادرة السوقييتية وتنفيذا لقرار القوات العراقية المسلحة بالانسحاب بطريقة منظمة الى المواقع التى كانت بها من فبل الاول من اعسطس 1991، وحذر البيان القوات المتحالفة من استغلال الفرصة ومهاجمة القوات العراقية اثناء تجمعها تمهيدا لانسحابها.

وقد صدر بيان الانسحاب العراقى بعد اقل من 48 ساعة من بدأ الهجوم البرى الذى شنته القوات المتحالفة لتحرير الكويت ووقوع خسائر فادحة فى القوات العراقية.

وبعد نحو ساعة من صدور البيان ذكرت شبكة سى ان ان الامريكية ان القوات العراقية بدأت الانسحاب بالفعل.الا ان القوات الامريكية تعترض طريقها، وقال مصدر فى البنتاجون انه على القوات العراقية ان تترك اسلحتها اذا ارادت الانسحاب.

وفعلا فقد شاهدنا الدبابات المدرعات وحاملات المدافع وناقلات الجنود العراقية وهى متناثرة بطريق الجهراء حتى نهاية طريق العبدلى قبل الحدود العراقية.

هذا وقد بدأ مجلس الامن الدولى جلسة رسمية مغلقة في الساعة الخامسة من صباح يوم الثلاثاء لمناقشة امكانية اصدار قرار بوقف اطلاق النار فى الخليج بناء على طلب من لاتحاد السوفييتى.

وقد بلغ عدد الاسرى العراقيين 20 الف اسير حتى مساء هذا اليوم
وقد طرحت الحكومة السوفييتة المبادرة التالية:
يقوم محلس الامن بتحديد موعد لانسحاب القوات العراقية من الكويت
يحدد مجلس الامن فترة محددة وقصيرة للانسحاب
يتم الانسحاب دون اى شروط

وصرح المندوب الامريكى فى مجلس الامن ان مايريد المجلس ان يسمعه من العراقيين ان يؤكدوا امتثالهم لجميع قرارات مجلس الامن المتعلقة بازمة الخليج والتى يبلغ عددها 12 قرارا، وانه مالم يقدم العراق رده الى مجلس الامن رسميا فان الوضع سيبقى على ماهو عليه فى الوقت الذى توغلت فيه القوات الامريكية والفرنسية لمسافة 160 كيلو متر عبر صحراء جنوب العراق. وان اكتر من 300 طائرة هيلوكبتر شاركت فى هذا الهجوم وقد حملت هذه الطائرات اكثر من 2000 جندى و50 سيارة جيب ومدافع واطنان من الوقود والذخائر الى داخل الحدود العرافية بينما تم نقل 2000 جندى آخرين بواسطة العربات العسكرية الى داخل العراق عبر الطريق البرى الذى اطلق عليه الجنود اسم طريق الجحيم، وكان الهدف من هذا الهجوم اقامة موقع متقدم داخل الاراصى العراقية غرب الكويت حتى تنطلق منه شمالا بمحاذات الحدود الكويتية لمهاجمة قوات الحرس الجمهورى المتمركزة جنوب العراق.