السبت 1 سبتمبر 1990

فى ختام المجلس الوزارى لجامعة الدول العربية الطارئ الذى اختتم فى القاهرة مساء هذا اليوم حول العدوان العراقى على الكويت اتخذت القرارات التالية :

أكد على ضرورة تنفيذ العراق لقرار مؤتمر القمة العربى رقم 195والقرارت السابقة للجامعة ومنظمة المؤتمر الاسلامى وقرارات مجلس الامن.

هذا وقد أنهى دى كولار اجتماعاته مع طارق عزيز دون تحقيق اى تقدم يذكر.

ومن جانبها اعلنت واشنطن فتح ملف جرائم الحرب التى ارتكبها صدام حسين، حيث ركز هذا الملف على جريمة احتجاز الرهائن واستخدام المدنيين كدروع بشرية لحمايته من أى عمليات عسكرية، واستخدام الاسلحة الكيماوية، وشن عدوان على دولة أخرى وخطف الدبلوماسيين والاعتداء على السفارات واحتجاز الاسرى فى المنشآت العسكرية.

وغادر وزير الخارجية الامريكى واشنطن الى الخليج وأوربا فى اطار الحملة الدولية الواسعة التى تقوم بها الولايات المتحدة لتوفير اعتمادات مالية لمساعدة الدول المتضررة من أزمة الخليج وفى مقدمتها مصر وتركيا والاردن، وأعلنت بغداد عن ترحيل اول دفعة من مجموعة السيدات والاطفال ألآجانب.

الاحد 2 سبتمبر 1990

أعلن بيريز دى كولار السكرتير العام للامم المتحدة فشل المباحثات التى أجراها مع طارق عزيز وزير الخارجية العراقى وأعرب عن خيبة أمله الشديدة لعدم احراز أى تقدم بشأن التوصل الى أى تسوية سلمية لازمة الخليج وحمل العراق مسئولية هذا الفشل، وقال : أن الجانب العراقى لم يظهر أى مرونة خلال المباحثات ورفض الامتثال للمطالب الدولية بالانسحاب من الاراضى الكويتية، وأضاف ان مباحثاته كان من الممكن أن تكون مفيدة وهامة الاانها اصابته بخيبة أمل شديدة حيث لم تؤدى الى أى تقدم يساعد على الانسحاب

كما ان سعدون حمادى نائب رئيس الوزراء العراقى قد اعلن بأن حصة بلاده من البترول أصبحت الآن اربعة مليون ونصف برميل يوميا على اعتبار أن حصة الكويت قد ذهبت للعراق بعد ضمها، وأن احتياطى العراق من البترول قد ارتفع من 100مليار برميل الى 194 ملياربرميل مع اضافة احتياطى الكويت، وهو مايعنى سيطرة العراق على 20% من الاحتياطى العالمى وقال ان هذه الحصة ستحقق دخلا للعراق مقداره 38 مليار دولار سنويا.

موقف الاردن والمنظمة و الفلسطينين
حول موقف الاردن والمنظمة الفلسطينية كتب احسان بكر فى جريدة الاهرام يقول : حاول عاهل الاردن أن يمسك العصا من منتصفها، ونعتقد الآن انه لم يرضى أى طرف من الاطراف فدول الخليج غير راضية عن موقفه والغرب بدأ يتشكك من نواياه والعراق يضغط طالبا بالمزيد و الجبهة الداخلية تعانى من ازمة خانقة ففرض المقاطعة الاقتصادية على العراق يعنى أن الاردن سيتكبد خسائر لاتقل عن مليار ومائتى مليون دولار، حيث ان عائدات صادراته للعراق تشكل 25% من مجموع صادرات الاردن بينما تستورد بغداد 70% من مجمل المنتجات الصناعية الاردنية، واذا كان الاردن من اول المتضررين من أزمة الخليج فان المنظمة والفلسطينيين يقفان معه فى نفس الخندق، فقد جاء هذا الغزو ليمنح اسرائيل فرصة عمرها فهى تمضى قدما فى تنفيذ سياسة توطين اليهود المهاجرين الجدد وتتعاما تماما عن وجود شيئ اسمه النزاع الفلسطينى الاسرائيلى، فبعد ما كان الرأى العام العالمى يتحدث عن الانتفاضة وأخطار الهجرة وأطماع اسرائيل صار همه الان ازمة الخليج وكيفية الخروج منها.

الاثنين 3 سبتمبر 1990

من المقرر أن يصل الرئيس الامريكى بوش الى هلسنكى مساء السبت القادم ليبدأ صباح اليوم التالى محادثات مع الرئيس السوفييتى ميخائيل جورباشوف والتى ستتركز على أزمة الخليج، ومن المتوقع ان يتعاون الرئيسان على فرض حضر كامل على صادرات السلاح للعراق وسحب الخبراء العسكريين الروس من العراق.

وفى مقال لمجلة الأبزيرفر جاء فيه : أن الفسطينيين هم أول ضحايا صدام حسين اذ أنهم يقعون فى وهم أن صدام حسين سوف يقودهم الى النصر وهم لايدركون أنهم على العكس يعتبرون ضمن ضحايا صدام، او أنهم يتجاهلون الدمار الذى سيلحق بقضيتهم على المدى الطويل، وهم يرددون نفس الشعارات التى قضت على اية بقية كانت باقية من الامل فى عقد محادثات مع اسرائيل، وقد انساق ياسر عرفات وراء النغمة التى تعتبر صدام هو المنقذ لقضية العرب والفلسطينيين. فقد أعلن فى تصريحات أذاعها التلفزيون العراقى أخيرا جاء فيها :
ان بنادقنا هى بنادقكم فتقدموا الى الأمام.
ويصل الي صنعاء وزير الخارجية البريطاني في جولة ستشمل كل من السعودية والبحرين، قطر، الامارات وعمان وصرح أثناء وجوده فى مسقط بأن بريطانيا تبحث وغيرها من الدول عن وسائل تشديد الحصار الاقتصادى ضد العراق بفرض حصار جوى لوقف عمليات النقل الحوى عدى المواد الغذائية والطبية الضرورية للعراق وذلك لارغامها على الانسحاب من الكويت.

وكانت السلطات العراقية قد قامت باحراق السجلات المدنية الكويتية المسجل بها اسماء الكويتيين و طلبت من المواطنين الكويتيين التقدم بطلبات هوية جديدة، وادخلت فيه عددا كبيرا من العراقيين بالاضافة الى 180 الف عراقى كانوا يعملون فى الكويت قبل الغرو، وقد استولا هؤلاء. على الشقق التى تركها أصحابها.

الثلاثاء 4 سبتمبر 1990

أعلن ادوارد شيفرنادزه وزير الخارجية السوفييتى أن القمة الأمريكية السوفييتية المقرر عقدها فى العاصمة الفلندية هلسنكى يوم الأحد القادم ستكون خطوة حاسمة وهامة من أجل تسوية أزمة الخليج، وطالب بعقد مؤتمر دولى حول الشرق الاوسط لتسوية أزمة الخليج، ووصف الوضع الحالى فى الخليج بانه خطير للغاية وغير عادى وكررموقف الاتحاد السفييتى بتسوية القضية سلميا، ووصف العراق بأنها دولة غاصبة وان المجتمع الدولى لايمكن أن يسمح بظهور دولة غاصبة ونظم تعتمد على القرصنة لأن ذلك سيؤدى الى تدهور القانون والنظام الدوليين.

وفى نفس الوقت حذر رولان دوما وزير الخارجية الفرنسى من أن الفرص الضئيلة لايجاد حل سلمى لمشكلة الخليج سيتبدد خلال الأيام المقبلة اذا أصر العراق على تشدده وتصلب موقفه، وقال انه يجب أن تكون القمة الأمريكية السوفييتية حاسمة سواء بالتوصل الى حل سلمى أو حل ينطوى على أكبر قدر ممكن من الحزم عن طريق تشديد أجراءات حظر التعامل مع العراق، وهو ماسيؤدى فى النهاية الى استخدام القوة العسكرية، وأضاف أن فرنسا ستؤيد توسيع نطاق هذه العقوبات بحيث تشمل قطع كل وسائل الاتصالات والمواصلات مع العراق برا وبحرا.

وذكرت مصادر البنتغون أن كل من السعودية الامارات قطر البحرين وعمان قد وافقت على السماح للطائرات الأمريكية بالعمل فوق أراضيها.

الأربعاء 5 سبتمبر 1990

قال جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكى ان اقامة بنية جديدة للأمن فى الشرق الأوسط قد تصبح هى السبيل الوحيد لردع اعمال العدوان المحتملة فى المستقبل على غرار الغزو العراقى للكويت، وقال ان القوات الأمريكية قد تبقى فى منطقة الشرق الأوسط حتى بعد ان تنتهى أزمة الخليج كجزء من اقامة نظام اقليمى جديد.

وقال انه فى حين أن الاطاحة بالرئيس العراقى صدام حسين ليست من الاهداف الرسمية للسياسة الأمريكية فان الولايات المتحدة لن تشعر بالحزن اذا قرر الشعب اختيار زعيم جديد له بدلا من صدام حسين.

وقال ان الولايات المتحدة عازمة على عدم السماح لصدام حسين بالاحتفاظ بما سرقه، وانها قد ادرجت العراق من جديد على قائمة الدول التى ترعى الارهاب الدولى، بعد ان تم رفع العراق من القائمة عام 1982.
واوضح أن الملامح الأساسية لسياسة حكومته أنها تسعى الى تكوين تحالف سياسى عالمى شامل لعزل العراق سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وعن هذا الطريق فان العراق سيدفع ثمنا باهضا يرغمه على الانسحاب من الكويت واخلاء سبيل الرهائن.

وقال ان العدوان على الكويت يعتبر اختبارا سياسيا لرؤية الطريقة التى سيتصرف بها العالم بعد الحرب الباردة فى مواجهة هذا العدوان، وقال ان الاتحاد السفييتى اثبت انه شريك مسئول وأن هذا سيفتح احتمالات جديدة أمام التعاون النشط بين القوى الكبرى لتسوية الخلافات.

وقد جاءت هذه التصريحات خلال اجتماعه مع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى، وفى ختام الجلسة أعلن رئيس اللجنة دانتي فاسيل ان الكونجرس يقف موقفا موحدا فى تأييده لسياسة الرئيس بوش.

وكان الرئيس بوش قد طالب الكونجرس الأمريكى بالقاء ديون مصر العسكرية والبالغة سبعة مليارات دولار امريكى.

وأعلن رئيس السنغال عبده ضيوف أن السنغال سترسل قوات عسكرية الى الخليج لتنظم للقوات الدولية المنتشرة هناك.

الخميس 6 سبتمبر 1990

بدأت القوات البريةالأمريكية فى القطاع الشمالى الشرقى بالسعودية فى وضع الالغام بالطرق الرئيسية من الحدود السعودية مع الكويت و يهدف الاجراء الامريكى الى مواجهة احتمالات قيام القوات العراقية بهجوم برى للأراضى السعودية ومن أهم هذه الطرق الطريق الذى يربط الكويت بمدينة الظهران .

كما تم تحريك البطاريات المتطورة باتريوت الى الشمال حتى تتمركز خلف قوات مشاة البحرية (المارنيز) المزودين بالعربات المدرعة من طراز برادلى ودبابات الفيتال الثقيلة من طراز أم1 وطائرات الهليوكبتر الهجومية من طراز أباشى، وتهدف عملية تحريك الصواريخ الى توفير الحماية لمشاة البحرية ودعم مواجهتهم لأى هجوم عراقى.وأشارت المصادر العسكرية الى أن مشاة البحرية ألأمريكية يتمركزون خلف خط الدفاع الاول عن السعودية والذى تشترك فيه القوات المصرية والسعودية، وأن جميع المواقع ألأمامية على طول الجبهة السعودية مع الكويت يتوفر لها غطاء جوى مناسب من سلاح الجو السعودى والامريكى والذى يتكون من أحدث الطائرات الامريكية من طراز أف 15و16 و18

وأكد المراسلون على عملية تعزيز القوات البرية فى المناطق القريبة من الحدود وأن عمليات التعزيز تتم ليلا وتعتمد على مدافع الميدان الثقيلة من طراز هاوتزر عيار 155مم.

ورغم هذه الاستعدادت على الجانب السعودى من الحدود يحاول العراق كسب الوقت وتمييع المواقف قبل انعقاد القمة الأمريكية السوفييتية المقرر عقدها بعد غد الأحد فى هلسنكى، والتى يمكن أن تكون حاسمة للموقف فى الخليج، هذا وقد فشلت مهمة طارق عزيز فى موسكو، حيث أكدت موسكو على ضرورة انسحاب العراق من الكويت فورا وعودة الشرعية لها.

وكان مدير عام وزارة الاعلام العراقية قد صرح أن التلفزيون العراقى مستعد للتوجه الى واشنطن لاجراء مقابلة تلفزيونية مع بوش واتاحة الفرصة لبوش لمخاطبة الرأى العام العراقى، وقد قبل الرئيس بوش التحدث الى الشعب العراقى عبر شاشات التلفزيون العراقي.

وقد أمرت وزارة الدفاع العراقية باستدعاء الآلآف من جنود وضباط الاحتياط الى وحداتهم وحددت المهلة بثلاثة أيام، وقد شمل الأستدعاء ضباط الاحتياط ممن تعدت أعمارهم ثلاثين عاما من كافة التخصصات، واعطى البيان مهلة 15 يوم للموجودين فى الخارج.

وكان الرئيس العراقى قد دعى امس الى شن ماأسماه الحرب المقدسة ضد القوات الامريكية فى منطقة الخليج.

وفى أعقاب طلب مصر عقد دورة طارئة لمجلس الجامعة العربية يوم 10سبتمبر لاعلان عودة الجامعة العربية رسميا الى القاهرة، نشطت العراق وتونس مع منظمة التحرير الفلسطينية فى محاولة بائسة لعرقلة هذا الاجتماع بعد ان وافقت على عقده 13 دولة، وبعد يأس العراق وتحت ضغوطها وفى محاولة لوضع العراقيل اوعزت الى الشاذلى القليبى بتقديم استقالته.

الجمعة 7 سبتمبر 1990

يصل القاهرة مساء اليوم جمس بيكر حيث يعقد اجماعا مع الرئيس حسنى مبارك يتناول أزمة الكويت وطريقة حلها وذلك قبل اجتماع قمة هلسنكى يوم الاحد القادم، وكان الوزير الامريكى قد أجتمع فى الرياض مع الملك فهد ومع الشيخ جابر الاحمد، وبعد هذه المباحثات أعلن الجانب السعودى وكذلك الكويتى تعهدهما بدفع مايلزم من النفقات لتغطية جزء من تكاليف العملية العسكرية فى الخليج لردع القوات العراقية وعودة الكويت الى ما كانت عليه.

وأعلن الجانبان السعودى والأمريكى من جديد انه لايمكن أن يكون هناك حل وسط مع الرئيس العراقى بشأن الغزو العراقى للكويت.

كما أعلن الوزير الامريكى من جانبه ان الولايات المتحدة لاتستبعد أى خيارات لاجبار العراق على الانسحاب من الكويت واعادة الشرعية لها.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت لاول مرة أن حوالى مائة ألف جندى أمريكى موجودون حاليا فى منطقة الخليج.

وبالنسبة لاجتماع هلسنكى فقد أعلن متحدث باسم الخارجية السوفييتية أن التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى فى أزمة الخليج سيكون القضية الاولى فى جدول أعمال القمة.

وفى لندن قال تقرير بريطانى أن قوات الانتشار السريع الامريكية قد حالت دون تنفيذ مخطط يهدف الى تقسيم السعودية بعد توطين العراق مواطنيها فى الكويت، حيث يهدف المخطط الى أن تحتل العراق حقول النفط فى السعودية فى المنطقة الشرقية، وفى الوقت نفسه تكون اليمن قد احتلت بدباباتها نجران وجيزان وغيرها من المناطق التي كانت تابعة لليمن قبل ان يضمها الملك عبدالعزيزبن سعود عند تأسيس المملكة العربية السعودية، أما دور الملك حسين فهو استرجاع عرش جده الشريف حسين ( شريف مكة ) بعد أن أبعده الملك عبد العزيز عن الحجاز عام 1924.

السبت 8 سبتمبر 1990

أعلن الرئيس المصرى حسنى مبارك ان مصر تعتزم مساعدة المملكة العربية السعودية بكافة الوسائل، وقال ان لدينا بعض القوات هناك وننوى ارسال قوات اخرى فى المستقبل القريب، جاء هذا التصريح فى أعقاب المباحثات التى اجراها مع جمس بيكر وزير الخارجية الأمريكى الذى صرح بدوره ان الولايات المتحدة متفقة مع مصر على ضرورة التزام المجتمع الدولى بتطبيق قرارات مجلس الأمن لحل ازمة الخليج، وقال ان بلاده مصرة على عدم الاخلال بفاعلية هذه القرارات ومصرة ايضا على الا يكون هناك اى تخفيض لمضمون هذه القرارت، و ذكرت مصادر عسكرية بريطانية ان الحكومة البريطانية قررت ارسال قوة عسكرية اضافية للسعودية، ولم يكشف وزير الدفاع البريطانى توم كينج عدد افراد هذه القوة اوتسليحها ، الا ان بعض المصادر كشفت ان القوة الاضافية التى ستنقل الى السعودية مكونة من لوائين مدرعين بالمدفعية الثقيلة قوامها 4 آلاف جندى.

وفى واشنطن اكد ليس اسبن رئيس لجنة الشئون العسكرية بمجلس النواب الأمريكى ان القوة العسكرية ألأمريكية الموجودة بالسعودية ليست كافية الآن لمنع غزو عراقى للأرضى السعودية وان هذه القوة الامريكية لن تبلغ هذه الدرجة الا فى منتصف شهر أكتوبر المقبل حيث ينتظر أن يبلغ عددها مائتى الف جندى، وقال انه من المؤكد ان الأمر قد لايتوقف عند هذا الحد وانه ليس هناك اى قيود موضوعة على حجم القوات التى تستطيع الحكومة الامريكية ارسالها الى منطقة الخليج ، لأن القوة الدفاعية الكافية لم تكتمل فضلا عن العمل من أجل اعداد قوة هجومية.

وقال أن هناك تركيز على حجم القوات الامريكية ، ولكن أحدا لاينتبه الى مايجرى فى الجانب اللآخر ، فالعراقيين حشدوا 25 فرقة يبلغ تعدادها حتى قبل ان تكتمل 400 الف جندى، ومن المنتظر ان يرتفع العدد الى نصف مليون جندى عند اكتمال تعبئة الفرق الخمسة والعشرون.

وحول هذا الموضوع وتحت عنوان فاتورة صدام الباهضة كتب عماد الدين أديب فى جريدة الاهرام الصادرة صباح اليوم يقول ( منذ احتلال القوات العراقية للكويت فان تكلفة وجود هذه القوات تقدر بحوالى مليون دولار يوميا كما تقدر خسائره بسبب ايقاف تصدير النفط بحوالى مليار دولار شهريا.

الاحد 9 سبتمبر 1990

اتفق الرئيس الامريكى جورج بوش والرئيس السوفييتى ميخائيل جورباتشوف على استراتيجية مشتركة لتضييق الخناق على الرئيس العراقى صدام حسين وتشديد الحصار حوله لارغامه على سحب قواته من الكويت، وأكد الرئيس بوش ان القمة أكدت علي أن الدول التى ناضلت فى الحرب العالمية الثانية سويا ضد العدوان النازى ممكن أن تتعاون مرة أخرى اليوم من جديد لوقف العدوان العراقى.

وأسفرت مباحثات الرئيسين عن قيام نوع من التحالف الاستراتيجى الطويل الاجل فى الشرق الاوسط لحل النزاعات ألاقليمية والتخلص من الحكام الطغاة أمثال صدام حسين لضمان استقرار النظام العالمى الجديد فى عصر مابعد الحرب الباردة، واكدت المصادر الامريكية أنه تم الاتفاق على خطة لتسويةالازمة بالطرق السلمية.

وكان الرئيس السوفييتى قد وصف المحادثات بأنها طيبة وقد خصصت بالكامل للبحث عن حل سياسى لهذه المشكلة الحادة.

وفى بيان أصدره الرئيسان فى ختام المؤتمر أن كل المؤشرات تؤكد أنهما على الطريق الصحيح.

كما أعلنا فى مؤتمر صحفى مشترك أنهما سيبحثان اتخاذ خطوات أخرى لتوقيع مزيد من الضغط على الرئيس العراقى في حالة ما اذا فشلت العقوبات الاقتصادية الدولية فى اجبار العراق على الانسحاب من الكويت، وقالا اهما سيعملا معا للقفز فوق اى شبهة اوشك فى ان العدوان يمكن ان يكون مثمرا.

من جهته قال بوش انه أكد للرئيس السوفييتى أن القوات الامريكية فى الخليج لن تبقى فى المنطقة اكثر من المدة الآزمة لوجودها ولو ليوم واحد وقال انه سيدعم الوجود الامريكى فى المنطقة الى ان يطمئن الى ان الامن فى الخليج استتب وأن قرارات مجلس الامن الداعية للانسحاب من الكويت تحظى بالاحترام.

الاثنين 10سبتمبر1990

فور انتهاء قمة هلسنكى توجه بيكر الى بروكسل ، حيث اجتمع مع حلفاء الاطلنطى وأطلعهم على نتائجها كما سعى لمزيد من التعاون فى الحملة الدولية ضد العراق.

ووصف بوش القمة لدى عودته الى البيت الابيض بأنها وجهت رسالة قوية للعراق مفادها أن احتلال الكويت لن يستمر، وقال انه راض عن التضامن السوفييتى الذى تم التعبير عنه بعد سبع ساعات من المباحثات واضاف قائلا : اننى لاأعرف الى أين يسير صدام بعد ذلك البيان القوى مع الاتحاد السوفييتى، وأكد أن صدام لن يستطيع تقسيم العالم حول مسألة العقوبات.

ووصف جورباشوف لقاء القمة بأنه ناجح وأن اللقاء أظهر المستوى العالى لمسؤلية الحكومتين الامريكية والسوفييتية ازاء مصير شعبيهما والعالم، وأكد أن ذلك يفتح المجال أمام شكل جديد من التعاون وامام ثقة أكبر، وأضاف ان الدولتين تدعوان العراق للانسحاب من الكويت وتنفيذ قرارات مجلس الامن ، أما اذا فشلت الاجراءات الدولية المتخذة حتى الآن ضد العراق فى تحقيق ذلك فان الدولتين العظيمتين ستعملان على اتخاذ اجراءات اخرى من قبل الامم المتحدة لارغام صدام على سحب قواته من الكويت.

وقد علق بيكر على كلمة اجراءات أخرى بقوله : انها قد تعنى العمل العسكرى، كما يمكن أن تعنى عقوبات جديدة ضد العراق أو الدول التى تنتهك الحصار، أو اللجوء الى ميثاق الامم المتحدة الذى يسمح باستخدام القوة.

وقد عاد الى بغداد طارق عزيز بعد زيارة لايران، وقالت وكالة الانباء الايرانية ان ايران أكدت على لسان وزير خارجيتها على أكبر ولاياتى مع الوزير العراقى ادانة ايران للغزو العراقى للكويت وضمها الى العراق، كما أن الوزير الايرانى أدان الوجود الامريكى فى الخليج.