الخميس 1 نوفمبر 1990

فى الوقت الذى طلبت فيه الولايات المتحدة رسميا من الاتحاد السوفييتى تفسيرا وتوضيحا لتصريحات الرئيس السوفييتى حول عقد اجتماع عربى لحل ازمة الخليج وكذا ايضاحات عن مهمة المبعوث السوفييتى بريماكوف فى بغداد.

اعلن الرئيس الامريكى بوش ان جولة وزير خارجيته جيمس بيكر فى دول الخليج ومصر واوربا ستتركز على استطلاع البدائل المطروحة بمافى ذلك البديل العسكرى.

ياتى ذلك فى الوقت الذى اعلن فيه بريماكوف فى تصريحات لوكالة تاس السوفييتية الرسمية للأنباء، انه ابلغ الرئيس العراقى صدام حسين بوجوب الانسحاب من الكويت، وقال ان الانسحاب يجب ان يسبق اى تسوية للأزمة وانه لامجال للمساومة فى هذا الصدد، واضاف ان مباحثاته تركزت اساسا على تمكين الرعايا السوفييت من مغادرة العراق.

وفى بغداد صرح لطيف انصيف جاسم وزير الاعلام العراقى بان المواجهة صارت وشيكة فى الخليج وان الحرب قد تندلع فى اى لحظة، وقال ان الدلائل تشير الى ان الولايات المتحدة توشك على ان تتخذ قرارا يتعلق بالحرب وان القوات العراقية فى حالة تأهب قصوى.

الجمعة 2 نوفمبر 1990

أعلن الرئيس الامريكى جورج بوش انه سيسعى الى كبح جماح القوة العسكرية العراقية حتى لو انسحب صدام من الكويت وذلك فى الوقت الذى اكد فيه قائد القوات الامريكية فى الخليج ان قواته يمكنها ابادة القوات العراقية، وان البترول ومحطات استخراجه فى السعودية محصنة بشكل كافى ضد الهجمات.

وقال بوش انه لابد من تحقيق الامن والاستقرار فى منطقة الخليج بعد تحرير الكويت من العراقيين وانه سيتعين وضع بعض الترتيبات التى تضمن المحافظة على السلام.

واكد ان القوات الامريكية سوف تنسحب بالكامل من الخليج بعد تحرير الكويت ئم يبدأ البحث فى وضع ترتيبات الامن بحيث لايكون لدى العراق مايهدد امن الدول المحيطة.

بعث الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رسالة الى السكرتير العام للامم المتحدة بيريز دى كولار ينفى فيها المزاعم التى تضمنتها وثيقة عراقية قام العراق بتوزيعها فى واشنطن ونيويورك تشير الى اتفاق امريكى كويتى فى نوفمبر الماضى لاثارة القلاقل فى العراق انتهازا للاوضاع الاقتصادية فيه ، وان هذه الوثيقة تحمل نص الاتفاق بين مدير امن الكويت ومدير المخابرات الامريكية و توقيعهما.

السبت 3 نوفمبر 1990

مرة اخرى يعود الجانب الانسانى فى ازمة الخليج المتمثل فى مشكلة الرعايا الاجانب المحتجزين فى العراق ليكون محور الحركة الدبلوماسية النشطة هذه الايام حيث بدات تتوافد على بغداد عدة شخصيات عالمية بارزة تسعى الى اطلاق سراح هؤلاء الرعايا ومحاولة اقناع صدام حسين بالانسحاب من الكويت حقنا للدماء.

فقد وصل الى بغداد اليوم السبت سوهيرو ناكاسانى رئيس الوزراء اليابانى الاسبق فى مهمة وصفت بانها مهمة سلام وانها بدعوة من منظمة عراقية خاصة، وسيجرى مباحثات مع صدام.

وتثير مهمة ناكاسونى جدلا واسعا فى الاوساط الغربية حيث تشير بعض المصادر فى طوكيو الى ان ناكاسونى سوف يتعرض للانتقاد اذا اقتصرت مهمته على اطلاق الرعايا اليابانيين فقط دون الرعايا الاجانب الاخرين.

الاحد 4 نوفمبر 1990

نذر احتمالات الحرب تتزايد فى الخليج فى وقت تتعثر فيه الجهود الدبلوماسية الدولية للتوصل الى حل سلمى بسبب تعنت الرئيس العراقى، وقد خرجت من بغداد عدة اشارات تنم عن ان صدام اختار طريق الحرب ، على الرغم من انه يحاول اللعب بورقة الرهائن لكسب الوقت ومحاولة احداث انقسام فى التحاف الدولى.

وقد عقد الرئيس العراقى اجتماعا مع كبار مساعديه لبحت الوضع العسكرى فى جنوب العراق والكويت وشارك فى الاجتماع عزة ابراهيم نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقى وطه ياسين رمضان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وسعدون حمادى نائب رئيس مجلس الوزراء، وكان صدام قد اجتمع مع هيئة اركان الجيش العراقى الثلاثاء الماضى، ياتى ذلك فى الوقت الذىاصبحت فيه القوات المتعددة الجنسيات فى السعودية على اهبة الاستعداد لصد عدوان عراقى محتمل على السعودية.

وقد وصل جمس بيكر وزير الخارجية الامريكى الى شرق السعودية حيث التقى الجنود الامريكيين هناك.

كما ان سوريا قد ارسلت مزيدا من القوات الى السعودية، وقال وزير الاعلام السورى ان القوات السورية فى السعودية تبلغ حاليا حوالى 20 الف جندى.

الاثنين 5 نوفمبر 1990

يبدوا ان العراق يعد نفسه لهزيمة محدودة، فقد بدأ ذلك واضحا فى بيان اخير للرئيس العراقى اذاعه التلفزيون العراقى جاء فيه : ان القوات الدولية المتمركزة فى المنطقة يمكنها ان تحتل اجزاء من الكويت او العراق الا انه اضاف فى النهاية انهم اى القوات العراقية سيحررون اى ارض يحتلونها.

الثلاثاء 6 نوفمبر 1990

اتفقت الولايات المتحدة والسعودية على الترتيبات الخاصة بقيادة القوات المشتركة فى حالة القيام بعمل عسكرى ضد العراق، وقال جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكى انه فى حالة تعرض الاراضى السعودية لهجوم عراقى فان قيادة القوات ستكون سعودية مشتركة اما اذا وقعت العمليات خارج الاراضى السعودية فستكون القيادة امريكية.

وفى الوقت نفسه اوضح مسئول امريكى رفيع المستوى ان محادثات بيكر مع المسئولين السعوديين اظهرت وجود اتفاق تام بين الجانبين على السماح للعقوبات الدولية المفروضة على العراق بان تاخذ مزيدا من الوقت لكى تؤتى ثمارها، وذكر مسئول سعودى رفيع المستوى ايضا ان السعودية تريد تسوية سلمية وقال ان طاقة جهنم ستفتح فى المنطقة اذا اندلع القتال.

وذكرت مصادر امريكية ان الاتفاق لايلزم الدول الاخرى التى ارسلت قوان الى السعودية بان تشترك فى التصدى لأى عدوان عراقى محتمل على الاراضى السعودية، وان هذا الموضوع يتعين ان تجرى بشأنه محادثات مع كل دولة من هذه الدول، ويقضى الاتفاق بخضوع القوات الامريكية والقوات السعودية لقيادة مشتركة فى حالة وقوع القتال داخل الاراضى السعوية ودفاعا عنها ، اما اذا جرت العمليات خارج الحدود السعودية مثل مهاجمة العراق او قوات الاحتلال العراقى فى الكويت فان القوات المشتركة ستعمل فى هذه الحالة تحت القيادة الامريكية.

من ناحية اخرى اكد بريماكوف المبعوث الخاص للرئيس السوفييتى ميخائيل جورباتشوف ان الاتحاد السوفييتى سيؤيد استخدام القوة فى الخليج كحل اخير لارغام القوات العراقية على الانسحاب من الكويت.

الخميس 8 نوفمبر 1990

فى حديث لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية اعلن الرئيس حسنى مبارك انه يتعين على التحالف القائم حاليا ضد العراق ان ينتظر شهرين او ثلاثة على الاقل لتحديد ما اذا كانت العقوبات الاقتصادية ستجبر الرئيس العراقى على الانسحاب من الكويت ، ولكنه قال : اذا لم ينسحب فان الحرب لامفر منها مع وجود اكبر حشد عسكرى تشهده المنطقة.

من ناحية اخرى ذكرت محطات التلفزيون الامريكية الكبرى ان الحكومة الامريكية توشك على دفع 40 الف جندى امريكى و 600 دبابة من المانيا الى الخليج، وان هذه الوحدات تضاف الى 230 الف جندى موجودين هناك وعدد 400 دبابة الى جانب 600 دبابة اخرى يتم شحنها فى الوقت الحالى الى السعودية

الجمعة 9 نوفمبر 1990

قرر الرئيس الامريكى جورج بوش ارسال المزيد من القوات البرية والبحرية الامريكية الى منطقة الخليج لكى تكون القوات الامريكية فى وضع يسمح لها بتنفيذ الخيار العسكرى ضد العراق اذا دعت الضرورة الى ذلك، وذكر المحللون الاستراتيجيون ان دفع هذه القوات الى منطقة الخليج يعد نقطة تحول استراتيجية حيث ستصبح القوات الامريكية فى السعودية فى وضع هجومى بعد ان ظلت فى وضع الدفاع منذ السادس من اغسطس.
وقدرت صحيفة تايمز الامريكية عدد القوات الامريكية الاضافية ب 150 الف جندى بينما اقرت صحيفة واشنطن بوست ان عدد هذه القوات الاضافية يصل الى 200 الف جندى.

وذكر المراقبون الامريكيون ان عدد القوات الامريكية فى الخليج بعد هذه الزيادة سيصبح مساويا لعدد القوات الامريكية التى كانت متمركزة فى اوربا فى ذروة الحرب الباردة، وبينما اكدت المصادر ان القوات الاضافية ستشمل 3 حاملات طائرات والعديد من فرق المدرعات والمشاة الكيميائية ومشاة البحرية.

واكد وزير الدفاع الامريكى ريشارد تشينى انه لن يكون هناك حد اعلى معين لعدد القوات الامريكية فى الخليج.

من ناحية اخرى وافق الاتحاد السوفييتى علنا للمرة الاولى على استخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت من قوات الاحتلال العراقية فى حالة فشل الجهود السلمية فى اقناع العراق بالانسحاب، اعلن هذه الموافقة ادوارد شيفرنازدة وزير الخارجية السوفييتى فى مؤتمر صحفى عقب مباحثاته مع نظيره الامريكى جيمس بيكر.

السبت 10 نوفمبر 1990

بينما تصاعدت احمالات نشوب القتال فى الولايات المتحدة بعد قرار الرئيس الامريكى جورج بوش بتعزيز القوات الامريكية فى منطقة الخليج بحوالى 200 الف جندى و3 حاملات طائرات بما يجعلها قادرة على شن هجوم ناجح، اعلن قادة الكونجرس انهم يرون ان الحرب صارت وشيكة وطلبوا ان يعلن الرئيس الامريكى بوضوح للشعب الامريكى ماينتويه اذا كان قد قرر دخول الحرب ضد العراق لارغامه على الانسحاب من الكويت، وطالبوه بان يواصل العمل من خلال الامم المتحدة والجبهة الدولية المتحالفة ضد العراق، وأن يعطى للعقوبات الاقتصادية فرصة كافية لارغام العراق على التراجع.

وقد نفت الولايات المتحدة انها اعدت مشروع قرار لعرضه على مجلس الامن باستخدام القوة ضد العراق، كما ان الصين المحت الى انها لن تندفع فى تأييد هذا المشروع لأن المشكلة معقده وتحتاج الى مشاورات تفصيلية.

وفى نفس الوقت ذكرت مصادر وزارة الدفاع الامريكية ان بريطانيا ستعزز قواتها فى الخليج ب5000 جندى آخرين.

وأكدت مرجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانة ان لدى قوات الجبهة المتحالفة الصلاحية لاستخدام القوة ضد العراق وذلك ردا على سؤال حول احتمال اللجوء الى مجلس الامن لاستصدار قرار باستخدام القوة، وقالت انها تعتقد انه ليست هناك ضرورة اخرى للجوء من جديد الى مجلس الامن.
اجتماع بين الشيخ سعد العبدالله وعدد من اعضاء المؤتمر الشعبى وهم :
احمد زيد السرحان احمد عبد العزيز السعدون د احمد عبد الله الربعى
بدر خالد البدر بدر ضاحى العجيل حسين محمد معرفى
راشد عوض الجويسرى سامى احمد المنيس سعود بدر البدر
عبد الرزاق خالد الزيد عبد العزيز يوسف المساعيد عبد الله العلى المطوع
عيسى عبد الله بهمن فيصل بدر الدويش مبارك فهد الدويله
د مبارك حمد العتيقى محمد عبد العزيز الوزان محمد يوسف الرومى
منيزل جاسر العنزى ناصر عبد الوهاب القطامى هادى هايف الحويلة
يوسف ابراهيم الغانم يوسف محمد السميط

الاحد 11 نوفمبر 1990

فى نهاية جولة فى الشرق الاوسط واوربا صرح بيكر ان هناك حاجة الى تصعيد الضغوط على العراق من اجل تحقيق انسحاب قواته من الكويت وان من بين وسائل زيادة الضغوط ايجاد اساس لاستخدام القوة ضده اذا دعت الضرورة، واضاف ان من الواضح ان احدى الوسائل لوضع هذا الاساس هى الاستعداد العسكرى، وقال ان بعض اعضاء الجيهة المتحالفة ضد العراق طالبوا باعطاء العقوبات الدولية المفروضة عليه فرصة اخرى ولكنهم حميعا يتفقون على ان المواجهة العسكرية قد لايكون بديلا عنها واضاف ان الجميع اتفقوا ايضا على الايكون هناك حلول جزئية ولابد من انسحاب العراق الكامل غير المشروط.

من ناحية اخرى اعلن صدام حسين استعداده للدخول فى اى حوار حول قضايا الامن فى الشرق الاوسط ، غير انه اكد على ضرورة ان تشمل هذه القضايا مشكلة الشرق الاوسط، وقال ان العراق مستعد للدخول فى حوار عميق وفقا للمتطلبات التى يقتضيها الامن فى المنطقة، وابدى ثقته فى ان الاطراف المشاركة فى الحوار سوف تتوصل الى حلول جادة وعميقة لكل القضايا فى المنطقة.

وقد علق وزير الدفاع البريطاني على هذا العرض بان صدام يحاول شق الصف العالمى الموحد ضده ، وعليه ان يدرك انه اذا لم ينسحب فانه سيتحمل النتائج ، ونحن لانمزح او نخادع.

ومن جهة اخرى طالب الملك الحسن الثانى عاهل المغرب بعقد اجتماع قمة عربى ليكون بمثابة الفرصة الاخيرة لتجنب نشوب حرب الخليج على اساس قرارت مجلس الامن.

واعلن ان طبول الحرب بدأت تدق فى الخليج وان على الزعماء العرب ان يجتمعوا لمنع نشوبها وان المغرب على استعداد لاستضافة هذه القمة خلال الاسبوع القادم ولا مانع من عقدها فى اى مكان آخر.