الخميس 17 يناير 1990

شارك

في تمام الساعة الواحدة والنصف من صباح هذا اليوم بتوقيت القاهرة وجهت القوات الدولية المتحالفة الضربة الجوية الاولى والتى شاركت فيها 1300 طائرة لمناطق مختارة من العراق والكويت المحتلة كما قامت موجة من الطائرات فى الساعة الثامنة والنصف بضربة ثانية على القوات العراقية شاركت فيها مئات من الطائرات الامريكية والسعودية والكويتية والفرنسية والبريطانية وقال مراسلون من شبكة سى، ان، ان فى بغداد ان طائرات الدول المتحالفة تسيطر سيطرة تامة على سماء بغداد وتقوم بغارات جوية متلاحقة منذ فجر اليوم وبمعدل غارة كل 10 او15 دقيقة وانه لم يلاحظ اى مقاومة جوية عراقية لا من الطائرات الاعتراضية ولا من الصوريخ، وان فى موجة الهجوم الثانية تم تدمير وزارة الدفاع واصيب مقر حزب البعث اصابة مباشرة كما اصيب مقر الرئيس العراقى والقاعدة الجوية المجاورة لمطار بغداد، وذكر وزير الدفاع الفرنسى انه من بين اهداف الهجوم الثانى ضرب موقع صواريخ سكود وسام 6 المنصوبة فى قاعدتين منصوبتين فى الكويت.

واعلن ريتشارد تشينى وزير الدفاع الامريكى ان موجة الهجوم الاولى حققت مفاجئة تكتيكية كاملة باغتت العراق وان اكثر من 1300 طائرة وجهت ضربات مركزة الى العراق وتم اطلاق اكثر من 100 صاروخ كروز من على سطح سفن الاسطول، وحذر من ان الحرب ستمتد لفترة من الوقت، وأكد ان عملية عاصفة الصحراء تسير وفقا للخطة.وذكر مسؤول فى البنتاجون انه تم خلال الموجة الاولى اسقاط 18 الف طن من التفجرات على المنشآت الاستراتيجية والمواقع العسكرية الهامة ومخازن الاسلحة بما فى ذلك 100 قاعدة جوية عراقية ومنشآت الصواريخ بعيدة المدى وتحطيم جزء من السلاح الجوى العراقى.

وأكد الجنرال كولين باول رئيس هيئة اركان الحرب الامريكية ان عملية عاصفة الصحراء يمكن ان تتوقف فى اى لحظة اذا انسحب صدام من الكويت.

ورغم ذلك فقد تجاهل الرئيس العراقى هذا النداء والنداءات الدولية الاخرى والتى طالبته با علان الانسحاب حتى يجنب بلاده مزيدا من الدمار , بل طالب الشعب العراقى بالصمود فى مواجهة ما سماه العدوان الامريكى على العراق وقال انه متمسك بتحرير الكويت وفلسطين ولبنان.

وذكر بيان عسكرى صادر عن وزارة الدفاع ان القوات الجوية العراقية اسقطت اربع طائرات للتحالف, غير ان وزارتى الدفاع الامريكية والبر يطانية لم تعلنا الا عن سقوط طائرتين فقط، وقالت وزارة الدفاع الفرنسية ان اربع طائرات فرنسية اصيبت اصابات طفيفة.وعادت الى قواعدها.

وقد اجتاحت العالم موجة من الترقب والقلق ولم تندد دولة واحدة بالعمل العسكرى ضد العراق بل طالبت صدام بحقن الدماء والانسحاب من الكويت.

وكان بوش قد القى بيانا بعد ساعتين من اندلاع الحرب أعلن فيه بدا الهجوم من جانب القوات الجوية للدول الحليفة على القواعد العسكرية فى العراق والكويت، وقال اننا مصممون على ضرب القدرات النووية لصدام وتدمير منشآت الاسلحة الكيماوية ومدفعيته ودباباته، وقال ان اهداف العملية تحرير الكويت وعودة الشرعية وتدمير اسلحته الكيماوية.

وقد اعلنت حكومة الكويت فى المنفى ان 12 طائرة كويتية قد دمرت اهدافا عراقية فى غارة منفصلة شنتها صباح هذا اليوم.

هذا وقد اتجهت اذان وانظار الشعوب فى كافة انحاء العالم الى اجهزة الراديو والتلفزيون لمتابعة انباء حرب الخليج بعد لحظات من تفجرها فى حين تكالب المواطنون فى كل مكان على شراء الصحف الصباحية والمسائية للوقوف على آخر الانباء.

ورغم مشاعر الحزن لاندلاع حرب جديدة الا ان غالبية دول العالم حملت الرئيس العراقى صدام حسين مسؤولية اندلاع الحرب.

وفى بيانه الموجه الى الشعب السوفييتى حمل الرئيس السوفييتى ميخائيل جورباتشوف الرئيس صدام حسين مسئولية اندلاع الحرب.

هذا وقد ايدت اليابان الهجوم بينما اعلنت ايران وقوفها على الحياد، كما ابدى فيديل كاسترو الرئيس الكوبى قلقه ووصف مزاعم العراق بالمطالبة بالاراضى الكويتية بانها من مخلفات الحقبة الاستعمارية.