الاثنين 1 اكتوبر 1990

فى خطاب القاه امس دعى الرئيس العراقى الى حوار فى وقت قريب بشأن ازمة الخليج لكنه ربطه بتسوية سلمية شاملة فى الشرق الاوسط، وقال انه يرحب بمبادرات مثل تلك التى عرضها الرئيس الفرنسى فرنسوا ميتران، ولكنه أضاف أن العراق لن يتراجع عن طلبه سحب القوات الاجنبية من الخليج ورفع الحصار الاقتصادى الذى فرضه مجلس الامن الدولى لارغامه على انهاء احتلاله للكويت كما رفض ما اسماه عودة الوضع الى ماكان عليه قبل الثانى من اغسطس، وقال ان بغداد تستعد لاجراء اتصالات مع باريس بهذا الشأن.

الا أن متحدثا باسم الخارجية الفرنسية قال انه لاتوجد اى اتصالات خاصة حاليا بين الحكومتين الفرنسية والعراقية بشأن أزمة الخليج.

كما ان وزير الخارجية الفرنسية رولان دوما صرح بأنه لايمكن التفاوض مع العراق قبل انسحاب القوات العراقية من الكويت واطلاق سراح الرهائن الاجانب.

واجمعت العواصم الغربية على رفض اقتراح الرئيس العراقى، وأعلنت أن الحل الوحيد لازمة الخليج هو الانسحاب العراقى الكامل والشامل من الكويت.وامتثال الحكومة العراقية لكافة قرارت مجلس الامن.

الثلاثاء 2 اكتوبر 1990

فى الوقت الذى تنصب فيه الجهود الدولية للتوصل الى تسوية لأزمة الخليج ومنح الرئيس العراقى فرصة لتنفيذ قرارات مجلس الامن وسحب قواته من الكويت فان العراق يصعد من موقفه فى اتجاه احكام سيطرته واحتلاله للكويت، فقد حشد العراق مزيدا من القوات فى الكويت والمناطق الجنوبية العراقية القريبة منها حيث وصل عدد قواته التى نشرها الى ما يقرب من نصف مليون جندى، وهو مايعادل نصف قوات الجيش العراقى وتأتى هذه التطورات في الحشد العراقي بعد ساعات من تصريح للرئيس الأمريكى بوش بأنه تلقى معلومات مشجعة حول نقطتين هما :
1. ان الرئيس العراقى بدأ يدرك أنه يقف وحده ضد العالم كله
2. أن هناك مزيدا من التفاؤل فى الاوساط السياسية بأن العقوبات الدوليه بدأت تؤثر بقوة على العراق.

وقال بوش فى تصريحات للصحفيين قبل مغادرة الامم المتحدة الى واشنطون بعد ان القى كلمته أمام الجمعية العامة، ان هناك مشكلة لو انسحب العراق من الكويت مع بقاء قواته اذستشكل هذه القوات تهديدا عسكريا فى المنطقة.

وأكدالرئيس الامريكى ان خطابه أمام ألأمم المتحدة لايمثل أى تغيير أو تعديل فى موقف الحكومة الامريكية من انسحاب العراق غير المشروط من الكويت، وأوضح أن هذا الخطاب لايعكس أى مرونة أو تغيير فى السياسة الامريكية.

ومضى الرئيس ألأمريكى يقول ان الانسحاب الكامل غير المشروط ليس هو المطلب الوحيد للمجتمع الدولى ، اذ لابد من معالجة قضية امتلاك العراق للأسلحة الكيميائية واسلحة الدمار ألأخرى.

وأضاف أن العراق يتحمل كل الخسائر التى لحقت بالكويت والتدمير الذى أصابها والودائع التى سرقها من البنوك.

وكان الرئيس بوش قد القى كلمة فى الامم المتحدة جاء فيها :
( أن المجتمع الدولى المتمثل فى الامم المتحدة يأمل بعدم استخدام القوة العسكرية لانهاء الاحتلال العراقى للكويت ,أضاف نحن نسعى الى حل سلمى وحل دبلوماسى , ولكنه دعى النظام العراقى لمواجهة الحقائق وقال انه لن يتم السماح بضم الكويت، وهذا ليس موقف الولايات المتحدة بل هو موقف كل كويتى والجامعة العربية والامم المتحدة، وعلى قادة العراق أن يسمعوا أن العراق يقف فى مواجهة العالم، وقال أن الغرو العراقى للكويت لايشكل خطرا على أمن الخليج بل يهدد بتحويل الحلم باقامة نظام عالمى جديد الى كابوس قائم على الفوضى يسيطر فيه قانون الغاب على قانون الامم المتحدة.

وأضاف ، أنا مؤمن بصدق انه سيكون هناك فرصة يقوم عبرها العراق والكويت بحل خلافاتهما بشكل نهائى وفرصة لدول الخليج نفسها لوضع تدابير جديدة للاستقرار، ولجميع الدول والشعوب فى المنطقة لحل النزاع الذى يقسم العرب واسرائيل، ولكن المهمة ألأساسية الآن يجب أن تكون بالتأكيد على ان العدوان لن يتم التساهل معه ومكافأته، وقال ان النزاع ليس مع الشعب العراقى، ونزاع العالم مع الدكتاتور الذى أمر بالغزو، وقال ان الشعب الامريكى والرئيس الامريكى يريدون ارجاع كل جندى امريكى الى وطنه باسرع وقت بعد تنفيذ مهمتهم.

الأربعاء 3 أكتوبر 1990

أعلن وزير الخارجية الامريكى جيمس بيكر انه لاحظ خلال لفاءاته مع وزراء خارجية العالم رالامم المتحدة أن هناك اتجاها أكبر للقيام باجراء عسكرى ضد العراق، الا أن واشنطن مازالت مستمرة فى السعى للتوصل لحل دبلوماسى من أجل اجبار صدام حسين على سحب قواته من الكويت، واضاف ان سعى واشنطن لحل أزمة الخليج لايمكن ان يستبعد امكانية اللجوء لبدائل أخرى.

وجاءت تصريحات بيكر فى ختام مؤتمر التعاون والامن الاوربى ل35 دولة والذى اصدر بيانا مستقلا فى نيويورك بادانة العدوان العراقى على الكويت ومطالبته بالانسحاب الفورى غير المشروط.

الخميس 4 اكتوبر 1990

وجه العراق ضربة اجهاض الى الجهود الدبلوماسية لتسوية ازمة الخليج بالوسائل السلمية ، وأكد مرة اخرى تمسكه بضم الكويت وذلك بمناسبة أول زيارة يقوم بها صدام حسين للأراضى الكويتية المحتلة أمس الاربعاء.
جاء هذا التأكيد فى تعليق لوكالة الانباء العراقية عن الزيارة التى بث تلفزيون

بغداد تسجيلا لها يصور جولة صدام فى شوارع الكويت المقفرة من السيارات والمارة ومحلاتها التجارية الخالية ومبانبها المدمرة ، ولقاءاته مع الجنود العراقيين، ورغم ذلك قالت الوكالة أن مدينة الكويت بدأت تزدهر منذ عودتها الى الوطن ألأم، وقد فسرت هذه الزيارة على انها ترمى الى سحب البساط من تحت اقدام القادة والمبعوثين الذين يعملون على تسوية الازمة.

وقد أكد ميشيل روكار رئيس الوزراء الفرنسى امام برلمان بلاده ان حكومته لاتعتزم الدخول فى حوار مع بغداد مادامت ترفض التجاوب مع قرارات مجلس الامن ، وفى ضوء هذا الموقف لن يكون ممكنا اجراء اى تفاوض حول الانسحاب العراقى وعودة الشرعية الكويتية واطلاق سراح الرهائن الاجانب.

واضاف ان صدام يخطئ اذا كان يتوقع من باريس ان تغير موقفها ازاء تنفيذ هذه القرارات، وأنه اذا تبين ان الحظر الدولى ضد العراق ليس كافيا فيجب البحث عن اساليب اخرى فى اطار الامم المتحدة.
وطالب وزراء خارجية دول عدم الانحياز بانسحاب العراق من الكويت وعودة الحكومة الشرعية، جاء ذلك قى بيان اصدروه فى نيويورك بشان ازمة الخليج.

الجمعة 5 اكتوبر 1990

ذكرت محطة التفزيون.اي.بى سى ان عدد القوات الامريكية فى الخليج قد وصل الى 125 الف جندى من القوات البرية والجوية و75 الف من القوات البحرية، وباضافة القوات الاخرى الصديقة فى الخليج يرفع العدد الى 300 الف جندى فى مواجهة 430 الف جندى عراقى فى الكويت، وفى الوقت نفسه صرح وزير الخارجية الامريكى جيمس بيكر بان واشنطن تبحث مع الدول الاخرى خيارات لحل الازمة بما فى ذلك الخيار العسكرى، الا ان بلاده تأيد الحل السياسى.

وقال طه ياسين رمضان النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء العراقى ، ان العراق يفضل الحرب ويرفض الانسحاب من الكويت او الانصياع لقررات مجلس الامن او للنداءات والمناشدات الصادرة من مختلف الهيئات الدولية.

وعلى صعيد آخر اتخذ العراق عدة اجراءات جديدة تدل على العناد حيث أجرى تغييرات فى اسماء الشوارع والمنشآت الكويتية، فقد اذاعت وكالة الانباء العراقية ان وزارة النفط العراقية اطلقت اسماء جديدة على المنشآت النفطية فى الكويت، واوضحت الوكالة ان السلطات العراقية اطلقت اسماء جديدة على معملين لتكرير البترول وخمسة مرافئ بدلا من الاسماء التى كانت تحملها.

فغيرت اسم مصفات الاحمدى الى مصفاة النداء ومصفاة عبد الله الى مصفاة صدام.

السبت 6 اكتوبر 1990

فى الوقت الذى ينتظر العالم من العراق اى بادرة أمل لحل ازمة الخليج ومنع نشوب حرب مدمرة فى المنطقة خرج ممثل العراق فى الامم المتحدة ليؤكد موقف العراق مرة اخرى ، بادعائه ان الكويت جزء من العراق وان مجلس الامن لايتخذ قراراته بحرية، مما اثار استنكار مندوبى الدول الاخرى الذين طلبوا الكلمة للتصدى للمزاعم العراقية ، وفى مقدمتهم المندوب السفييتى والامريكى، كما فند المندوب الكويتى ادعاءات ـ الحق التاريخى ـ العراقية ، واكد المندوب السعودى ادانة محاولات الضم وفرض الوحدة بقوة السلاح.

فقد زعم طلعت قدرات نائب المندوب العراقى فى خطاب باسم وزير خارجية العراق ان الكويت جزء لايتجزأ من العراق وان ماوصفه الاستعمار القديم والحديث يحاول اقتطاع هذا الجزء من الارض العراقية، وزعم ان موضوع شرعية اعتبار الكويت جزء من العراق كان مطروحا امام الامم المتحدة والجامعة العربية مما ادى الى خلق الوضع الراهن الذى اضطر العراق معه الى ممارسة حقه فى ذلك، وهاجم جامعة الدول العربية وانتشار القوات الامريكية فى السعودية وما وصفه بسيطرة امركا على الموقف ومحاولتها منع الزعماء العرب من القيام بالوساطة، كما هاجم الدول الاعضاء فى مجلس الامن زاعما ان امركا تستخدمهم كأداة لاحباط اى مسعى عربى مخلص، وقال ان مجلس الامن اتخذ قرارات متسرعة عرقلت التوصل الى حل خاصة القرار 660 الذى يدعو العراق للانسحاب ووصف هذا القرار بأنه ليس له سابقة فى تاريخ المجلس.

وقد تصدى له فلاديمير بتروفسكى نائب وزير الخارجية السوفييتى مستذكرا ماجاء فى خطابه قائلا : انه اهانة لبلده وللدول الاعضاء فى مجلس الامن، وأضاف ان مجلس الامن يعكس ويمثل ارادة المجتمع الدولى وهذا ما اكدته القرارات التى صدرت بموافقة جميع الاعضاء، وقال ان القرارات والاجراءات تعكس مدى اتفاق رأى دول العالم على رفض العدوان وهى سابقة جديدة فى تاريخ العلاقات الدولية.

وهاجم المندوب الامريكى بيان العراق الذى ركز على العلاقات العراقية الامريكية وكأن واشنطن هى المسئولة عن احتلال العراق للكويت.وقال ان رفض بلاده للعدوان هو نفس موقف الدول العربية والاوربية والآسيوية والاتحاد السوفييتى نفسه، وقال ان العراق قد وضع نفسه فى مأزق حرج وهو يعارض العالم كله وليس امركا وحدها.

ووصف مندوب الكويت ماورد فى خطاب العراق بأنه تشويه للحقائق وانكار للقانون الدولى ، كماسرد تاريخ الكويت والاتفاقات التى تم التوقيع عليها بينما كان العراق لايزال جزءا من الامبراطورية العثمانية.

الاحد 7 اكتوبر 1990

فى الوقت الذى اكدت فيه المصادر الامريكية ان القوات والمعدات قد اكتمل وصولها الى الخليج ، واصبحت فى وضع يسمح برد اى عدوان والقيام بعمل عسكرى، بدأت تلوح فى الافق بوادر تفاؤل فى الحل السلمى للازمة.

جاء هذا التفاؤل بعد الزيارة التى قام بها براماكوف عضو مجلس الرآسة السوفييتى الى بغداد ، حيث ادلى بتصريحات جاء فيها : انه متفائل ازاء امكانات الحل السلمى لازمة الخليج مؤكدا انه لم يعد متشائما، واثر ذلك صرح الرئيس الامريكى انه يحدوه امل كبير ان يدفع الحصار الدولى المفروض على العراق الرئيس صدام حسين الى اعادة حساباته والنظر فى تكاليف عدوانه والانسحاب من الكويت وان تنتهى هذه الازمة سلميا وبدون حرب.

غير ان مرجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية كانت اكثر تحفظا فاشارت فى حديث لها الى ان ازمة الخليج سوف تحل لمصلحة القانون والنظام الدولى ووفقا لما تنص عليه قرارات الامم المتحدة اى ان يغادر صدام حسين الكويت بتذكرة ذهاب بلا عودة، وان تعود الحكومة الشرعية.

وعلى صعيد آخر وضع جدول زمنى لمغادرة 5174 سوفييتيا محتجزين فى العراق.

الاثنين 8 اكتوبر 1990

اعلن وزير الدولة البريطانى انه من السابق لأوانه الحديث عن الحرب، وقال انه يجب مواصلة الضغوط على العراق بجميع السبل السلمية المتوفرة لاجبار العراق على الاذعان الى الادارة الدولية، وانه لن يتم اللجوء الى الحرب الا اذا استنفذت جميع الحلول السلمية.

من جانب آخر حذر الرئيس الايرانى على اكبر هاشمى رفسنجانى من ان بلاده لن تقبل بان يحصل العراق على اى جزء من الكويت مقابل انسحابه منها، وقال ان ايران تعارض منح جزيرتى وربة وبوبيان للعراق وانها ستعمل مافى وسعها لعدم حصول العراق على اى جزء من الكويت بحيث يكون انسحاب تاما و كاملا.

وقد ابلغت حكومة الكويت به رسميا.

الثلاثاء 9 اكتوبر 1990

ذكرت دراسة لمجلة الايكنومست البريطانية المتخصصة ان العراق بامكانه الصمود امام اجراءات المقاطعة والحصار الاقتصادى ستة اشهر اخرى، وقالت ان هذه الاجراءات لن تؤدى على الارجح الى الاضرار بوضع الرئيس صدام حسين، وانتهت الى القول بان العقوبات يمكن ان تؤتى تاثيرها على النظام العراقى ولكن على المدى الطويل ، وليس قبل الصيف القادم، وقالت الدراسة انه مادام التحالف لن يطيق الانتظار الى ذلك الحين فان القيام بتوجيه ضربة عسكرية للعراق يبدوا لامفر منه.

الاربعاء 10 اكتوبر 1990

أعلن دوجلاس هيرد وزير الخارجية البريطانى ان الفرصة مازالت قائمة لاخراج العراق من الكويت بالضغوط السلمية وانه لامفر امام صدام من الانسحاب من الكويت، والا سنضطر الى استخدام القوة لطرده.

وقال : انه لابد ان يعرف صدام حسين ان اى محاولة من جانبه لاستخدام الاسلحة البيولوجية او الكيماوية سيتم الرد عليه بطريقة ستؤدى الى الدمار الشامل فى العراق.

كما اعلن الرئيس بوش ان صبره بدأ ينفذ من رفض العراق الانسحاب من الكويت وقال الرئيس بوش : ان حكومته تشعر بقلق بالغ من التقارير التى وردت مؤخرا حول وحشية القوات العراقية، واكد رفضه القاطع لأى ربط بين ازمة الخليج والمذبحة التى ارتكبتها القوات الاسرائيلية فى المسجد الاقصى يوم الاثنين الماضى، واضاف ان الرئيس العراقى لن يتمكن من استغلال النزاع العربى الاسرائيلى فى اختراق التحالف الدولى.