الثلاثاء 11 سبتمبر 1990

أعلنت سفارة الكويت من لاهاى قائمة طويلة تضمنت 26 بندا للممتلكات التى استولى عليها الجيش العراقى فى الكويت، وذكرت السفارة انها تعتزم التقدم بهذه القائمة الى محكمة العدل الدولية للحصول على تعويضات عن هذه المسروقات وأشارت هذه القائمة الى سرقة جميع معدات الجيش وذخائره وسرقة الطائرات الحربية والزوارق البحرية والملابس العسكرية، وسرقة الطائرات المدنية وأجهزة الكمبيوتر والمواد التموينية والطبية والسيارات بجميع انواعها ومحلات الذهب ونهب البنوك والوزارات والمؤسسات الحكومية وسرقة معارض الاثاث والادوات الكهربائية وأجهزة المطابع ومحولات الكهرباء وأعمدة الانارة فى الشوارع والاشارات الضوئية.
كما تضمنت القائمة المخابز الآلية والثروة الحيوانية ومعدات الجامعات والمدارس واستديوهات التلفزيون والاذاعة وتفكيك مدينة الملاهى ونقلها الى بغداد، بالاضافة الى نقل حديقة الحيوان، وحرق جميع الاماكن المسروقة والمفرغة من محتوياتها لاخفاء معالم جريمته ونقل اعداد كبيرة من العراقيين وتوطينهم فى الكويت بهدف تغيير البنية السكانية فى البلاد.

وقد رفضت أغلب دول العالم العرض الأخير الذى تقدم به الرئيس العراقى صدام حسين والذى أعلن فيه استعداد العراق لتزويد دول العالم الثالث بالبترول مجانا، بشرط أن تتولى هذه الدول تدبير الناقلات التى تخترق الحصار البحرى فى الخليج.

وكان صدام حسين قد أعلن فى كلمة اذيعت فى تلفزيون بغداد أنه طالما أن البترول يوزع مجانا وبلا مقابل ، فان هذه التعاملات لاتمثل انتهاكا لقرارات العقوبات الاقتصادية الالزامية التى أصدرها مجلس الأمن، وأنه بهذه الخطوة يعبر عن تضامنه مع الدول الفقيرة.

وقد رفضت الولايات المتحدة وجهة النظر العراقية، وقال متحدث باسم البيت الأبيض : ان قرارت مجلس ألأمن لاتميز بين التعاملات المدفوعة وغير المدفوعة، وأكد أن العرض العراقى مؤشر اضافى على حالة اليأس الذى استولى على صدام حسين، وأنه كالغريق الذى يبحث عن قشة.

وجاء في الصحف الصادرة صباح هذا اليوم ان الاسلحة الكيماوية التي تنتجها العراق تقع فى أربع جهات رئيسية
أولها : مركز سلمان بارك حيث تجرى الابحاث والدراسات على كيفية تطوير الاسلحة البيولوجية، ثم مصانع سامراء وعكشا والفالوجا.
ومعظم هذه الاسلحة المنتجة تخزن فى سامراء وكربلاء والفاو

ويمكن تقسيم هذه المنتجات الى قسمين :
القسم الأول ينتج من مادة مستخرجة من غاز الخردل أوغاز المسترده.
والقسم الثانى ينتج من غاز اللويتريت وهو غاز حربى سام ، يتسبب لدى اطلاقه فى أضرار خطيرة ويؤدى الى الموت البطيئ.
ثم تأتى بعد ذلك صناعات الغازات السامة للأعصاب وتأئيرها بشع للغاية.
وكان صدام حسين قد اعلن فى ابريل الماضى (بكل فخر ) أن بلاده تقوم من الآن فصاعدا بصناعة الأسلحة الكيماوية المركبة ، أما صاروخ العباس العراقى فيمكنه قذف الاسلحه الكيماوية لمسافة تسعمائة كيلو متر.

الأربعاء 12 سبتمبر 1990

تعهد الرئيس الامريكى جورج بوش فى خطابه أمام الكونجرس الامريكى بمجلسيه بأنه لن يسمح لصدام حسين بالبقاء فى الكويت وانه سينتظر العقوبات الاقتصادية لكى تؤتى ثمارها وتأثيرها الكامل وأن الولايات المتحدة سيكون لها دور دائم فى مساعدة دول الخليج.

وقال : اننا نمر الآن بلحظة فريدة وغير عادية، فالازمة القائمة الآن بالخليج وبكل ماتنطوى عليه من خطورة توفر فى الوقت نفسه فرصة نادرة للتقدم باتجاه مرحلة تاريخية من التعاون ، مشيرا الى أنه يمكن بذلك اضافة هدف خاص وهو اقامة نظام عالمى متحرر من تهديد الارهاب وأكثر قوة فى سعيه الى تحقيق العدالة والسلام ، اضافة الى ألأهداف المعلنة وهى الانسحاب من الكويت انسحابا كاملا وفوريا وبغير شروط.وعودة الشرعية وتأمين الاستقرار وألأمن للمنطقة وتوفير الحماية للمواطن ألأمريكى فى الخارج.

وقد أعرب الكونجرس بمجلسيه عن تأييدهم للطريقة التى عالج بها بوش أزمة الخليج وطالبوا الولايات المتحدة ببذل المزيد فيما يتعلق بتلك ألأزمة.

وقد دعت لجنة الشئون الدولية ببرلمان جمهورية روسيا الاتحادية مجلس السوفييت ألأعلى ( البرلمان ) الى سحب الخبراء العسكريين السوفييت من العراق فورا حتى لو أدى ذلك الى تعريض 5800 مواطن سوفييتى من المدنيين العاملين فى العراق للخطر.

كما دعت اللجنة البرلمان السوفييتى الكرملين الى ايقاف العمل بمعاهدة التعاون والصداقة الموقعة بين الاتحاد السفييتى والعراق عام1972.

من ناحية أخرى وافقت ايران أن تبيع الأغذية والادوية للعراق مقابل الحصول على البترول والاموال، كما اعلنت ايران أنها تعتزم استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع العراق ، والتى قطعت منذ الحرب العراقية الايرانية.

الخميس 13 سبتمبر 1990

قال شهود عيان ان قوات الاحتلال العراقية فى الكويت تشن حملةارهاب منظمة ضد عناصر المقاومة الوطنية الكويتية التى بدأ نشاطها يظهر بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة، وان هذه الحملة تشمل قتل الكويتيين بالرصاص لمجرد الاشتباه فى انتمائهم لحركة المقاومة ويتم الاعدام العلنى فى الساحات العامة، وعلى اعمدة المشانق للبعض الآخر منهم، وشن حملة مداهمات وتفتيش واسعة النطاق ونسف المبانى والمجمعات السكنية على من فيها، ويتولى هذه المهمة رجال المخابرات العراقية، كما دفعت السلطات العراقية بتعزيزات من القوات الخاصة وقوات سلاح المخابرات وقوات الشرطة العسكرية الى الكويت لقمع المقاومة.

وأعلن الجنرال نورمان شوارسكوف قائد القوات الامريكية فى الخليج أن البناء العسكرى الامريكى بالمنطقة تأخر شهرا عن موعده وأنه لن يكتمل الابعد شهرين آخرين، ويعنى هذا التأخر أن العملية لن تكتمل قبل منتصف شهر نوفمبر القادم.

وذكرت صحيفة الواشنطن بوست أن المسئولين الامريكيين يقدرون عدد القوات الامريكية التى انتشرت حتى الآن فى منطقة الخليج ب 143 الف جندى بمافيها القوات البحرية فوق السفن العاملة، وأضافت أنه من المنتظر أن يصل 50 الف جندى آخر خلال الاسابيع القادمة.

الموقف الايراني المتناقض
حول موقف ايران المتناقض كتب حسين عبد الواحد فى جريدة الاهرام المصرية يقول : كان الموقف الايرانى مختلفا عن كل التوقعات فبدأ بادانة الغزو العراقى من قبل هاشمى رفسنجانى الرئيس الايرانى وانتهى بالدعوة للجهاد المقدس ضد الوجود الامريكى فى الخليج على لسان مرشد الثورة الايرانية آية الله الخمينى وبين البداية والنهاية كانت هناك صفقات مشبوهة حول اعادة العلاقات واحياء المعاملات التجارية بين البلدين لكسر الحصار الدولى حول العراق، وكان الثمن الذى دفعه صدام لايران مقابل التفاهم معه ، من الصعب أن تقاومه دولة مثل ايران تعانى من صعوبات اقتصادية هائلة بعد حرب استمرت ثمان سنوات.

الجمعة 14 سبتمبر 1990

أصدر مجلس الامن قرارا يقضى باشراف ألأمم المتحدة والصليب الاحمر والمنظمات الدولية المعنية على تسليم وتوزيع المواد الغذائية على المحتاجين من المدنيين فى العراق والكويت ، ولكن العراق أعلن أنه لن يسمح لأى جهة بتجاوز سلطاته بالاشراف على تسليم وتوزيع الاغذية داخل أراضيه او داخل الكويت.

وقد صدر قرار مجلس الامن بموافقة 13 عضوا واعتراض ( اليمن وكوبا )
وجاء فى القرار أن العراق يتحمل المسئولية الكاملة عن أى ضرر يلحق بسلامة وأمن الرعايا الاجانب فى أراضية.

هذا وقد اقتحمت القوات العراقية منزل السفير الفرنسى فى الكويت واحتجزت اربعة من المواطنين الفرنسيين من بينهم الملحق العسكرى الفرنسى، وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية التى أذاعت النبأ أن القوات العراقية اعتقلت الفرنسيين الأربعة بعد اقتحامها للمبنى.

السبت 15 سبتمبر 1990

بعد موجة غضب دولى بسبب اجتياح القوات العراقية مقار اربع بعثات دبلوماسية غربية فى الكويت من بينها مقر السفير الفرنسى واحتجاز دبلوماسييها كرهائن، قررت عدة دول غربية منها بريطانيا وايطاليا وكندا زيادة قواتها فى الخليج.

وفى باريس حث الرئيس الفرنسى فرانسوا متيران على توسيع نطاق الحضر المفروض من الامم المتحدة ليشمل حركة الطيران، وقال ان بلاده ستطلب اجتماعا عاجلا لمجلس الامن لبحث الثقرات فى الحضر المفروض ضد العراق.

وقال ان فرنسا ستدعم قواتها الجوية فى الخليج باربعة آلآف جندى ، حيث تقرر ارسال لواء من القوات الجوية والبرية يضم ثلاث كتائب ، وطائرات مقاتلة وطائرات استطلاع ومدرعات.

كما قررت فرنسا طرد الملحقين العسكريين العراقيين من باريس الى جانب 26 من المدنيين العراقيين الذين يتلقون تدريبا فى فرنسا، وحددت تحركات الدبلوماسيين العراقيين داخل باريس.

و ندد الرئيس الامريكى باقتحام مقار البعثات الدبلوماسية بالكويت وقال ان حدة التوتر قد زادت بالمنطقة الا أنه مازال يأمل فى تحاشى اندلاع الحرب.

وفى سان فرانسسكو أعلن روبرت تشينى وزير الدفاع الامريكى ان الولايات المتحدة تقترب من ذروة البناء العسكرى فى الخليج ، وأن مزيدا من القوات البرية المزودة بدبابات ثقيلة فى طريقها الى المنطقة، واضاف انه فى حالة حدوث استفزاز من جانب العراق فان القوات ألأمريكية مستعدة للرد وسوف ترد بكل قوة.

كما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أنها سترسل ستة آلآف جندى و120 دبابة الى الخليج.

وأعلن رئيس وزراء كندا أن بلاده سترسل سربا أخر من المقاتلات و3 قطع بحرية.

أما ايطاليا فقد أعلنت أنها سترسل سفينة حربية رابعة و 8 طائرات تورنادو.

وابدت المانيا استعدادها لتقديم سفن شحن وطائرات تجارية للمشاركة فى المجهود الحربى.

أما موريتانيا فقد اتخذت موقفا معاكسا حيث وقعت اتفاقية تعاون مع العراق حصلت بمقتضاها على أسلحة وبترول مقابل انشاء مواقع فى اراضيها لتجربة الصواريخ العراقية كما أن العراق قام بارسال شحنات من الاسلحة ومبالغ كبيرة من المال لمساعدة موريتانيا فى الحرب ضد المتمردين في جنوبها.

الاحد 16 سبتمبر 1990

أدان مجلس الامن بشدة اعتداءات القوات العراقية على السفارات الاجنبية فى الكويت، وهدد العراق باتخاذ اجراءات عقابية اخرى ردا على الانتهاك العراقى لميثاق الامم المتحدة والقانون الدولى، وطالب مجلس الامن الحكومة العراقية بالافراج فورا عن الأجانب المختطفين خلال الغارات على السفارات.

وكذلك الاجانب الذين احتجزوا قبل ذلك ، وسبق أن طالب مجلس الامن باطلاق سراحهم.

كما طالب المجلس فى قراره رقم 666 بأن توفر فورا الحماية لأمن وحياة افراد البعثات الدبلوماسية والقنصلية ، وكذلك المنشأت فى الكويت ، وبألا تفعل شيئا يعوق عمل الدبلوماسيين الأجانب ، كما طالب المجلس كل الدول بالالتزام بتنفيذ كل قراراته الخاصة بالغزو العراقى للكويت.

وطالب القرار الحكومة العراقية ايضا باحترام المعاهدات الدولية والخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية والقنصلية والعاملين فيها ، وأكد أن المجلس سيجرى مشاورات عاجلة لاتخاذ اجراءات حاسمة اخرى فى أسرع وقت.
وصرح الجنرال مايكل دوجان رئيس أركان القوات الجوية الامريكية بأن البنتاجون يعتقد ان استخدام القوة الجوية هى الخيار الفعال الوحيد لارغام العراق على الانسحاب من الكويت.

واوضح أن الضربة الفاصلة ستكون فى قلب بغداد، وأن مخططى الحرب الامريكيين كانوا قد وضعوا قبل ذلك قائمة بالأهداف المحتملة للغارات الجوية تشمل الدفاعات الجوية والقواعد الجوية والطائرات الحربية ومواقع الصواريخ متوسطة المدى ومراكز الاتصال والقيادة والمصانع الكيماوية والنووية ومصانع المؤن الى جانب التشكيلات المدرعة.

وكانث القوات العراقية قد فتحت الحدود مع المملكة العربية السعودية لأول مرة منذ الغزو العراقى للكويت ، وحاولت حث افراد الشعب الكويتى على الخروج من بلادهم الى السعودية، فى خطوة وصفت بأنها تستهدف تفريغ الكويت من أهلها.

وذكرت التقارير فى مدينة الخفجى على الحدود السعودية أن آلاف الكويتيين عبروا الحدود منذ فتحها أمس، الا أن حرس الحدود العراقيين استولوا على كافة أوراق اثبات الشخصية الخاصة بهم.

الاثنين 17 سبتمبر 1990

اجتمع مندوبوا الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن بمقر البعثة الفرنسية لوضع أسس لمشروع قرار جديد وصفه توماس بيكر بنج المندوب الأمريكى بأنه سيفرض حصارا على حركة الطيران العراقية، وقال مندوبو الدول الغربية انهم بدؤا أيضا التخطيط لفرض عقوبات على الدول التى تنتهك الحظر التجارى ضد العراق.

واشار المندوب السوفييتي الى أنه فى حالة اصرار العراق على موقفها فسوف تكون هناك قرارات أخرى.

وفى الساعة السابعة من مساء امس أذيعت رسالة الرئيس الامريكى للشعب العراقى على القناة الاولى بتلفزيون العراق. فى نفس الوقت الذى دفعت فيه السلطات العراقية بالآلآف من المواطنين العراقيين الى الشوارع قبيل اذاعة الرسالة فى مظاهرات نظمتها حكومة العراق للتنديد بالحشود العسكرية الامريكية و قوات الدول الاخرى فى الخليج.

وبينما كانت رسالة بوش قد استغرقت ثمان دقائق ، كان الرد عليها استغرق 24 دقيقة، ندد فيها العراق بما قاله بوش ووصف رسالته بأنها مليئة بالأكاذيب والمغالطات وان النزاع هو بين الخير والشر.

وكان الرئيس بوش قد شرح فى رسالته للشعب العراقى الاسباب التى دفعت المجتمع الدولى الى رفض احتلال الكويت ، وقال بوش انه لايريد أن يفرض حظرا على تصدير السلع للعراق ولايريد الدخول فى مهاترات كلامية ، كما أنه لايرغب فى ان يختلف مع شعب العراق ولكنه يرفض غزو صدام حسين للكويت

وأوضح أنه لأول مرة تقوم 13 دولة عربية من أعضاء الجامعة العربية تمثل ثمانون فى المائه من الشعب العربى بادانة هذا العدوان.

الثلاثاء 18 سبتمبر1990

أعلن نورمان شوارسكوف قائد القوات الامريكية فى الخليج أن القوات الامريكية قد تخوض معارك على الارض وخصوصا ان كانت المواجهة فى الكويت، وستكون هذه المواجهة من بيت الى بيت، وقال ان القوات الامريكية قد بدأت تكتمل وسوف تكون جاهزة للقيام باى مهام قتالية من اوائل نوفمبر القادم، وقد تم نقل القوات فى ستة اسابيع بينما استغرق نقل القوات الامريكية الى فيتنام فى فترة لم تقل عن ثمانة اشهر.

ومن جانبه قال روبرت شينى وزير الدفاع الامريكي ان القوات الامريكية فى الخليج تزيد الان على 150 الف جندى وانها قد تشتبك فى عمليات قتالية فى المستقبل القريب، واضاف قائلا انه اقال الجنرال مايكل دوجان لانه ناقش بشكل علنى الخطط الامريكبة التي تستهدف صدام حسين على وجه التحديد وقال : اننا لانناقش الاهداف المحدده لضرباتنا الجوية علنا ,من جانبه رفض العراق اقتراح بيريز دى كولار السكرتير العام للامم المتحدة بارسال مبعوث له لمنطقة الخليج فى مهمة تستهدف تقييم حجم المساعدات الانسانية التى تحتاجها شعوب المنطقة والتى يحتاجها ايضا الرعايا الاجانب المحتجزين فى العراق والكويت.

اما عن الوضع الداخلى فى الكويت فقد اخذت السلطات العراقية فى احتجاز الشباب الكويتيين الذين هم فى سن التجنيد ومنعهم من عبور الحدود الكويتية الى السعودية.كما قامت بمصادرة بطاقات هوياتهم.

وقد طلبت حكومة الكويت الشرعية من الجمعية العامة للامم المتحدة ادراج بند جديد يتعلق بغزو الكويت واحتلال اراضيها ضمن جدول الاعمال فى دورتها السنوية التى بدأت امس.

الاربعاء 19 سبتمبر 1990

فى بونيس آيرس اصدر الرئيس الأرجنتينى كارلس منعم امرا الى قطعتين من الاسطول بالتوجه الى الخليج.
وفى انقرة اعلنت تركيا قرارا بتمديد اتفاقية التعاون الدفاعى مع الولايات المتحدة الامريكية لمدة سنة أخرى وتقضى الاتفاقية باعطاء ها الحق بالاستفادة من المنشآت العسكرية التركية بمافي ذلك قاعدة ـ انسيرليك ـ الجوية التايعة لحلف الاطلنطى.
ومما يدعو للغرابة أن الدكتور زهدى الطرزى رئيس وفد فلسطين والذى يتمتع بصفة مراقب لدى ألأمم المتحدة ، رفض طلب الكويت ادراج العدوان العراقى على أراضيها على جدول اعمال المجموعة العربية بوصفه من الموضوعات الهامة، واقترح بان يتم عرض الموضوع تحت بند مايستجد من أعمال.
وقد عارضت الكويت هذا الاقتراح وأعلنت تصميمها على ادراج القضية على جدول أعمال المجموعة العربية وجدول أعمال الامم المتحدة.
هل شجعت اميركا العراق على الهجوم على الكويت ؟
((أشار عدد من ألأعضاء الديموقراطيين فى الكونجرس الامريكى الى أن تصرفات الحكومة الأمريكية الغامضة قبيل الغزو العراقى ، يمكن أن تكون قد دفعت بصدام حسين الى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة لن تقاوم مثل هذه الخطوة.
حين صرح مساعد وزير الخارجية جون كيلى فى كلمته الى اللجنة الفرعية للشئون الخارجية يوم 31 يوليو قبل الغزو بيومين بأن سياسة الولايات المتحدة ليست هى الدفاع عن الكويت.
كما وجه اعضاء الكونجرس انتقادات أخرى للحكومة لتجاهلها اشارات التحذير خلال نفس الفترة ومغادرة السفيرة الامريكية فى بغداد العراق قبل الغزو بايام قليلة بعد اجتماعها بصدام حسين.
وكان صدام حسين قد ادعي أنه حصل على ترخيص من واشنطن لغزو الكويت وأدلته علي ذلك تسجيلات سرية لأجهزة التصنت. خلال لقاءات رسمية مع بعض المسؤلين ألأمريكيين ، وتحوى هذه التسجيلات لقاء تم قبل أسبوع من الغزو بين الرئيس العراقى صدام حسين وسفيرة الولايات المتحدة فى بغداد بابريل جلاسيس، والذى تأكد فيه السفيرة كما ادعي صدام على تفهم حكومتها التام للموقف العراقى فيما يتعلق بحاجة بغداد للمال الكافى لاعادة بناء العراق الذى دمرته حرب الاعوام الثمانية مع ايران مستندا علي تصريح ادلت به السفيرة جاء فيه ـ نحن ندرك حاجتكم الماسة لاعادة بناء ماخربته الحرب ، ولارأى لنا فى نزاعاتكم الاقليمية مع اخوانكم العرب مثل خلافكم الحدودى مع الكويت.
كما استند الي تسجيل مادار فى لقاء تم قبل اجتياح الكويت من قبل القوات العراقية بثلاثة اشهر بين الرئيس العراقى ووفد من الكونجرس الامريكى برآسة السنتور الجمهورى بوب دول أعترف خلاله صدام حسين بحيازة بلاده للأسلحة الكيماوية، وفى البدأ فى انتاج القنبلة النووية، وأكد له السناتور دول أن الرئيس بوش سيقف فى وجه أى محاولة فى الكونجرس لفرض عقوبات على العراق حتى لو كلفه ذلك اللجوء لحق الفيتو.))
قرر أمير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح ان يحضر جانبا من دورة اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسيلقى خطابا امام قمة الطفولة وامام المجموعة الاسلامية.
و انتقدت الولايات المتحدة قرار الاردن بالسماح بانعقاد مؤتمر ضم العرب المعادين للولايات المتحدة فى عمان لمدة 3 أيام وأصدر المؤتمر بيانا هدد فيه بمهاحمة المصالح الامريكية فى كل مكان فى العالم باستخدام كافة الوسائل فى اللحظة التى تهاجم فيها القوات الامريكية العراق، وابلغت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ، ان الولايات المتحدة مستاءة من انعقاد المؤتمر وانها ابلغت استياءها للاردن.
وجاء فى تقرير عن الوضع الداخلي فى العراق تزايد احساس الشارع العراقى يوما بعد يوم بآثار المقاطعة الدولية للعراق رغم تعود العراقيين على الحرمان خلال الحرب مع ايران.
وقال التقرير ان المواد الغذائية الاساسية كالسكر والخبز والالبان واللحوم قد اختفت تقريبا من المحال التجارية العراقية وان معظم المقاهى ومحال بيع الحلوى ا غلقت ابوابها بسبب الازمة فى السكر، كما بدات المقاهى التى استمرت فى العمل تقديم الشاى والقهوة دون سكر ، وان الطوابير تتكدس امام المخابز.

الخميس 20 سبتمبر 1990

قال الرئيس بوش فى تحذير واضح أن الولايات المتحدة تريد أن ينسحب العراق من الكويت وأن تعود السلطة الشرعية الى الحكم فى الكويت ، وأن يطلق سراح جميع الرهائن المحتجزين فى العراق، واكد أنه مالم يلب العراق هذه الشروط غير القابلة للتفاوض فان عزلة العراق لن تنتهى.

وفى الامم المتحدة وافقت الدول الخمس الدائمة العضوية فى مجلس الامن من حيث المبدا على مشروع القرار الخاص بفرض حظر جوى شامل وصارم على العراق والكويت المحتلة ووقف كل حركة للمرور الجوى من و الى العراق الا للطائرات التى يتم تفتيشها.

وكان مجلس حلف الاطلنطى قد وافق على ارسال طائرات استطلاع اضافية حربية وسفن حربية لتعزيز الامن فى الخليج ، كما وافق على ارسال مزيد من طائرات الانذار المبكر اواكس الى تركيا لتقوم بطلعات على الحدود، بالاضافة الى تحريك 8 سفن الى شرق البحر الابيض المتوسط.

من جانبه هدد العراق بتدمير جميع حقول البترول فى منطقة الخليج اذا تعرض لهجوم عسكرى.