السبت 25 أغسطس 1990

بدأ أمس فرض أكبر حصار بحرى عرفه التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية تشترك فيه وحدات من أسطول 12 دولة بقرار من مجلس الأمن ويشارك فيه الاتحاد السفييتى لأول مرة لتنفيذ العقوبات ضد العراق.
وقد أعلنت وكالات الانباء على أن الوضع الحالى فى منطقة الخليج يهدد بالانفجار بين لحظة وأخرى بعد أن قرر مجلس الامن استخدام القوة العسكرية لتنفيذ العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق.

وقد نقلت وزارة الدفاع الأمريكية مقر القيادة المركزية لقوات الانتشار السريع من قاعدة ماكنيل بافلوردا الى السعودية، كما استدعى البنتاجون ستة أسراب 120 طائرة من احتياطى السلاح الجوى لتعزيز القوات الأمريكية فى الخليج.

وقال رئيس الاركان الجوية ان وزارة الدفاع تخطط لاحراز انتصار سريع بدلا من تصعيد الصراع بصورة تدريجية، كما وضع ريشارد تشينى وزير الدفاع الأمريكى موضع التنفيذ قانونا نادرا مايستخدم للسماح لوزارة الدفاع بتجاوز ميزانيتها لتغطية تكاليف عملية درع الصحراء فى الخليج، فيما صدرت الأوامر لوحدات قوات الاحتياط فى الجيش والقوات البرية بالانخراط الفعلى فى الخدمة.

هذا وقد انتهت اليوم المهلة التى حددها العراق لاغلاق السفارات الاجنبية فى الكويت. دون تنفيذ تهديده باستخدام القوة لاغلاقها.

ومن الجدير بالذكر أن خمس دول قد أعلنت عن غلق سفاراتها فى الكويت هى الهند، الأردن، الفلبين، فنزولا، لبنان، بينما اخلى الاتحاد السفييتى وفلندا سفارتيهما بعد أن أكدا عدم اغلاقهما تنفيذا للطلب العراقى وعدم اعترافهما بقرار ضم الكويت للعراق.

الأحد 26 أغسطس 1990

اجلت العراق قرارها اخلاء السفارات فى الكويت.ويجتمع السيد بيريز دى كولار السكرتير العام للامم النتحدة مع طارق عزيز وزير الخارجية العراقى يوم الخميس القادم والذى حذر من عواقب فشل دعوته لوزير الخارجية العراقى باجراء مباحثات عاجلة لحل الأزمة، وقال : ان رفض مبادرته ستؤدى الى نزاع مسلح لأن مجلس ألأمن سيضطر الى استخدام القوة المسلحة لتنفيذ العقوبات التى قررها ضد العراق.

وقد رحب الرئيس العراقى بزيارة دى كولار للعراق.

الا ان الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى واصلت تكثيف وجودها بالمملكة العربية السعودية ودول الخليج الاخرى.

وقد اعلنت الولايات المتحدة أن قرار مجلس الامن باستخدام القوة لفرض الحظر الاقتصادى ضد العراق اتاح لأمريكا حرية التصرف فى الخليج وأن وجود عدد من الرهائن الامريكيين لن يمنع الرئيس بوش من اتخاذ اجراء عسكرى.

ومن جانبه هدد العراق بالرد العسكرى اذا تعرضت سفنه التجارية للخطر، وعن التكهنات حول الخيارات العسكرية لانقاذ الرهائن بالآتى :
اما بغارات مختارة على مناطق مختارة من العراق.
أو بعملية كوماندوس.
أو بتدخل شامل فى الكويت

بالنسبة للغارات الجوية فاتها تشتمل على أهداف اقتصادية ومنشآت بترولية سواء فى شمال العراق حول الموصل وأربيل وكركوك أو بالجنوب حول البصرة والفاو وهناك المصانع التى تنتج المواد الكيماوية فى بغداد والموصل والفلوجا والرشيد والمركز النووى فى القوينة، ولكن ذلك سيعرض حيات الرهائن للخطر.

أماعملية الكوماندوس فهى صعبة.

الخيار الثالث عملية انزال فى الكويت وهذه العملية هى الاحتمال الاكثر قبولا.

الاثنين 27 أغسطس 1990

لايزال الوضع يتراوح بين الحل السلمى والحل العسكرى فى انتظار الجهود التى سيبذلها الأمين العام للامم المتحدة خلال الاجتماع الذى سيعقده مع وزير الخارجية العراقى طارق عزيز فى عمان يوم الخميس القادم.
فى هذه الاثناء تستعد القاهرة لعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب يوم الخميس القادم.

من ناحية أخرى أعلن مستشار الأمن القومى الأمريكى أن الرئيس بوش لديه الان استراتيجية وخطة كاملة للتحرك على أساس استكمال الاستعدادات العسكرية، ولكنه فى الوقت ذاته فتح الباب أمام جهود السكرتير العام للأمم المتحدة.

وقد جاء فى الصحف الصادرة صباح هذا اليوم أن مشروعا للحل تقدمت به كل من الاردن ومنظمة التحرير الفلسطينية يدعو الى تحويل الكويت الى منطقة مستقلة ذاتيا فى ظل العراق وهو أشبه بنظام موناكو.

وبعد فتح موانئ نويبع والسويس وشرم الشيخ لاستقبال السفن التى تنقل العائدين بدأت مشكلة العائدين المصريين من الكويت والعراق تخف، حيث تنقل هذه العبارات مابين 10 الى 12 الف يوميا.

وعلي طول الحدود الكويتية السعودية تنتشر القوات السعودية فى مواجهة القوات العراقية التى تحتل الكويت بينما يتخذ الامريكيون مواقعهم على بعد 40 كيلو خلف القوات السعودية.

الثلاثاء 28 اغسطس 1990

عقد الرئيس المصرى حسبى مبارك مؤتمرا صحفيا بعد ظهر اليوم أكد فيه أن مصر تبذل قصارى جهدها من أجل اقرار السلام وايجاد حل سلمى للقضية، وقال : انه فى آخر اتصال بينه وبين الرئيس بوش طلب منه الاستمرار فى الطرق السلمية، وأضاف أنه اجتمع قبل القمة بطه ياسين رمضان نائب رئيس الجمهوريه العراقية بناء على طلب منه، واكد على ضرورة ان تنسحب العراق من الكويت فرد عليه قائلا : تاريخيا الكويت لنا، واصر على رأيه انها ارض عراقية وانهم لن يخرجوا منها، وقال الرئيس المصرى : ان الوفد العراقى استمر فى تهديد الوفود، بان العراق ستقلب بلدانهم من تحت الى فوق وستساعد المعارضة فى بلدهم، وأشار الرئيس المصرى الى القرار الذى اتخذه مؤتمر القمة الذى عقد فى القاهرة يوم 10أغسطس الماضى حيث حصلت موافقة أغلبية الدول العربية عليه، وتحفظت دول عربية أخرى، هى الجزائر وليبيا، وأضاف بان تحفظ ليبيا كان بسبب التواجد الاجنبى فى المنطقة، ولكن من السبب فى هذا التواجد، وأكد على أن من حق أى دولة أن تحمى نفسها، وقال انه أرسل رسالة مفتوحة للرئيس العراقى كلها رجاء لحل القضية، فأرسل له ردا مفتوحا لن يرد عليه، بل قال أنه من نسل النبى وأنه لايجوز لى أن ارد على من هو من نسل النبى.و لقد صرف العراق الملايين فى حرب استمرت ثمان سنوات مع ايران ثم انسحب وترك ايران ليحتل الكويت، واضاف ان توريع الثروات الذى يتحدث عنه الرئيس العراقى لاافهمه، موضوع فقراء مصر لاأفهمه… أين كانوا منذ عام 73 وحتى عام 83 كان سعر برميل البترول 40 دولار، وانتاج العراق تقريبا مثل السعودية، لماذا لم يتذكر مصر آن ذاك، لقد عقد مؤتمر بغداد ضد مصر ومعروف الارهاب الذى ساد اجتماع بغداد.

ثم وجه الرئيس المصرى حديثه الى الرئيس العراقى قائلا اترك الكويت الآن وأنا سأكون أول من يدعو ويطالب بترك القوات الأجنبية للمنطقة على الفور.

ومساء هذا اليوم أعلن العراق أن الكويت المحتلة أصبحت المحافظة التاسعة عشر، وقسمها الى ثلاث مناطق هى كاظمة، الجهراء و النداء.

الأربعاء 29 أغسطس 1990

فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر مطلعة أن هناك تحركا دبلوماسيا لاستصدار قرار من مجلس الأمن لفرض الحصار الجوى على العراق أيد الكونجرس الأمريكى سياسة الرئيس بوش بفرض عزلة على العراق وضرورة انسحاب قواته من الكويت وقد وجه الرئيس بوش رسالة عبر أجهزة الراديو الى الجنود الأمريكيين فى الخليج قال فيها : أن هدفه الانسحاب العراقى غير المشروط والكامل من الكويت واعادة السلطة الشرعية وتأمين سلامة واستقرار منطقة الخليج وحماية ارواح الرعايا الأمريكيين مدنيين وعسكريين.

ومن المقرر أن يجتمع فى عمان العاصمة الأردنية مساء الغد سكرتير عام الأمم المتحدة دى كولار مع طارق عزيز وزير الخارجية العراقى لبحث تطبيق قرارات مجلس الأمن، فى وسط تكهنات بأن مهمته ستكون صعبة بسبب تمسك العراق باحتلال الكويت.

واصدرت المغرب بيانا اتهمت فيه العراق بارهاب أعضاء سفارتها فى الكويت وارغامهم على مغادرتها والا اتخاذهم كرهائن فى بغداد.

الخميس 30 أغسطس 1990

وفى الوقت الذى تجرى فيه جهود مكثفة على الصعيدين العربى والدولى لمحاولة احتواء أزمة الخليج وتسويتها بالطرق الدبلوماسية، أدلى الرئيس العراقى صدام حسين بحديث للتلفزيون الأمريكى اغلق فيه جميع الطرق أمام الجهود الدبلوماسية.و أكد زعمه أن الكويت جزء من العراق وانكر أن يكون للولايات المتحدة حق فى مطالبة العراق بالانسحاب من الكويت، وقد تضائل نتيجة ذلك الآمل فى احراز أى نجاح للجهود الدبلوماسية بما فى ذلك جهود سكرتير عام الامم المتحدة والذى سيلتقى غدا مع طارق عزيز.

وقد ابدى دى كولار تشاؤما واضحا بشأن فرص نجاح مهمته وقال انه لايريد أن يعطى انطباعا بأن لديه حل فى حقيبته.

وكان صدام حسين قد اشترط أن يحصل العراق على مواد غذائية وأدوية لكى يسمح للنساء والآطفال الغربيين الذين يحتجزهم كرهائن بالعودة الى بلادهم.

ويوجد الآن حوالى 20الف مواطن غربى ويابانى محتجزين فى الكويت والعراق

حيث رفضت العراق السماح لهم بالعودة الى بلادهم وذلك لاستخدامهم كدروع للوقاية من اى هجوم محتمل من القوات الغربية.

وقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بوش سوف يطلب من حلفاء الولايات المتحدة أن يساهموا فى تكاليف العمليات العسكرية فى الخليج وفى مساعدة الدول التى تضررت.

الجمعة 31 أغسطس 1990

فى جو مفعم بالتشائم بدأت فى العاصمة الاردنية اليوم المباحثات بين بيريز دى كولار السكرتير العام للأمم المتحدة وطارق عزيز وزير خارجية العراق لبحث الأزمة فى الخليج، وقرارات ألأمم المتحدة التى صدرت فى أعقاب الغزو العراقى للكويت والتى تشمل انسحاب القوات العراقية من الكويت وسبل السماح للرعايا ألأجانب المحتجزون فى العراق والكويت بالعودة لبلادهم.

وقد وصفت حكومة الكويت الشرعية هذا اللقاء بأنه محكوم عليه بالفشل منذ البداية، وفى حديث للوزير العراقى قبل بدء الاجتماع بأن قرار ضم الكويت واعتبارها المحافظه التاسعة عشر للعراق هو مجرد قرار ادارى وقال : ان العراق لن تعترض اذا طلبت السعودية ضم قطر اليها بل سيؤيدها فى ذلك لأن قطر مثلها مثل الكويت ليس لها وجود تاريخى.

وكان الرئيس بوش قد أعرب عن شكوكه فى امكانية التوصل الى تسوية لأزمة الخليج عن طريق التفاوض وأكد أن احتجاز الرهائن لن يردعه عن استخدام القوة عند الضرورة.