الثلاثاء 1 يناير 1991

يبدأ وزير الخارجية الامريكي جمس بيكر جولة في الشرق الاوسط تشمل مصر والسعودية، وذكرت مصادر الحكومة الامريكية ان هذه الجولة قد تشمل بغداد اذا اتفق الجانبان الامريكي والعراقي علي تحديد موعد جديد لزيارة بيكر لبغداد.

ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن الخبراء العسكريين الاوربيين قولهم ان التحالف الدولي ضد العراق يمتلك حاليا 2000 طائرة تستطيع ان تشن 6000 غارة علي الاهداف العراقية خلال الخمسة ايام الاولي من اندلاع القتال.

ونشرت مجلة تايمزالامريكية النص الكامل للحوار الذى اجرته مع الرئيس بوش حول صلاحياته قال – انه اذاكان الكونجرس الامريكي له صلاحيات بشأن اعلان الحرب فانه شخصيا بصفته القائد الاعلي للقوات الامريكية يملك نفس الصلاحيات، وان السوابق التاريخية تؤيد موقفه فهناك 200 حالة استخدمت فيها القوة العسكرية الامريكية ولم تعلق حالة الحرب الا في 4 حالات فقط.

واشار الي ان الكونجرس اذا شاء ان يصدر قرارا بتأ ييد سياسته فان هذا سيزيل من ذهن صدام ان الولايات المتحدة منقسة علي نفسها.

وفي بغداد رفض العراق نداء السلام الذى وجهه الرئيس المصري حسني مبارك وردت بغداد علي النداء باسلوب اتسم بالوقاحة واتهمت الرئيس المصرى بالعمالة، وجاء في الرد ان مبارك يتوهم اننا لم نسمع هذا الكلام من الاصوات المبحوحة النتنة التي تهدد العراق واهله، اننا لسنا من الطراز الذي تخيفه الاساطيل او الكلمات الجوفاء التي تنطلق من عقول مريضة من امثاله.

الاربعاء 2 يناير 1991

صرح مصدر فرنسي مسؤل بان فرنسا اعدت تصورا ليكون اساسا لمبادرة دبلوماسية اوربية، وان هذا التصور سيكون محل بحث من جانب وزراء الخارجية ال12 عندما يجتمعون في لكسنبورج، وان التصور الفرنسي ينطلق من قاعدة وجوب تنفيذ العراق لجميع قرارات مجلس الامن بدون اى شروط مسبقة مع تشكيل لجنة دولية تابعة للامم التحدة تشرف علي الخطوات العملية العراقية للانسحاب مع ضمان من الدول الاوربية بعدم تعرض العراق لأى هجوم.. ويؤكد التصور الفرنسي علي عودة الشرعية الي الكويت، علي ان تتم تسوية اى خلافات كويتية عراقية من خلال مفاوضات ثنائية او عن طريق محكمة العدل الدولية.

الخميس 3 يناير 1991

تمكنت القوات الدولية ضد العراق من تحقيق التفوق العددى في منطقة الخليج علي القوات العراقية وذلك لاول مرة منذ بداية ازمة الخليج في 2 اغسطس الماضي، وقالت وزارة الدفاع الامريكية ان عدد جنود القوات المتحالفة بلغ 520 الف جندى في مقابل 510 الف جندي عراقي، وان الدبابات العراقية بلغ 4000 دبابة في مقابل 3900 دبابة للقوات المتحالفة، وان عدد القوات الامريكية بلغ 325 الف وعدد الطائرات الامريكية في المنطقة بما فيها الطائرات المتمركزة علي حاملات الطائرات 1300 طائرة.

وقد رحب البيت الابيض بقرار قيادة حلف الاطلنطي ارسال 40 طائرة مقاتلة الي تركيا، التي تحشد 100 الف جندي علي حدودها علي حدودها مع العراق.

اعلن متحدث في البيت الابيض ان جمس بيكر مستعد للاجتماع مع طارق عزيز في سويسرا في الفترة مابين 7 و 9 يناير الحالئ، واضاف ان المبادرة الاخيرة تسرى عليها نفس الشروط من حيث انه لامفاوضات ولا حلول وسط ولامحاولات لحفظ ماء الوجه للعراق ولامكافأة للمعتدى.

الجمعة 4 يناير 1991

بينما لم يبق سوى 10 ايام علي انتهاء المهلة الممنوحة للعراق من قبل مجلس الامن لسحب قولته من الكويت بلغ عدد القوات المتعددة الجنسيات والقوات العراقية المتأهبة لخوض الحرب اكثر من مليون جندي.وفي نفس الوقت تجرى جهود دبلوماسية علي اتساع العالم كله في محاولات اخيرة لحل الازمة بدون حرب من خلال انسحاب عراقي كامل في المهلة المحددة وبدون شروط.

وقالت السلطات السويسرية انه تقر ر وصول جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي يوم الثلاثاء القادم الى جينيف علي ان يغادرها في اليوم التالي، الاانها لم تتلقي من الجانب العراقي ما يفيد موعد وصول طارق عزيز وزير الخارجية العراقي، وصرح جيمس بيكر بانه اقل تفائلا عما كان عليه فيما يتعلق بالوصول الى حلول سلمية، وانه يتصور ان الحل العسكري ضروريا لانهاء الازمة، وكان قد تم لقاء بين الرئيس مبارك وحافظ الاسد و العقيد القذافي وعمر البشير في مسراتة بليبيا في محاولة لدراسة الموقف قبل وبعد وقوع الكارثة.

السبت 5 يناير 1991

اعلن الرئيس بوش بعد اجتماعه المطول مع خا فيير بيريز دى كولار السكرتير العام للامم المتحدة انه لامفاوضات ولا مساومات مع العراق حول ضرورة انسحاب قواته الكامل من الكويت قبل 15 يناير القادم وانه لاربط بين ازمة الخليج والقضية الفلسطينية.

في المقابل اعلن العراق اصراره في مباحثات بيكر وعزيز علي الربط بين ازمة الخليج والقضية الفلسطينية، والتى تعقد في سويسرا يوم الاربعاء القادم.

ودعت حكومة الكويت حميع المواطنين الكويتيين من جميع التخصصات المهنية الي الالتحاق بالخدمة العسكرية، وان الحكومة الكويتية بعثت ب 300 من المتطوعين لتلقي تدريبات في قاعدة فورت ديكس بولاية نيو جرسي وان معظم المتدربين الكويتيين من الطلبة والعاملين الكويتيين في الولايات المتحدة.. ومن المقرر ان يتلقي المتدربون تدريباتهم لمدة اسبوع قبل ارسالهم الي السعودية قبيل المهلة المحددة للعراق للانسحاب من الكويت وسيعمل هؤلاء المتطوعون كمترجمين للقوات الامريكية ويساعدون القوات الغربية علي التمييز بين العراقيين والكويتيين في حالة دخول القوات المتحالفة الكويت.

الاحد 6 يناير 1991

بدأ الكونجرس الامريكي مشاوراته لاصدار قرار باعلان الحرب علي العراق في حالة فشل محادثات يوم الاربعاء القادم في جنيف بين بيكر وطارق عزيز لاقناع العراق بسحب قواته من الكويت في المهلة التي حددها مجلس الامن يوم يوم 15 يناير، وصرح السنتور الديموقراطي ليد بورين انه لامفر من اصدار هذا القرار وفاءا بالمسؤلية الملقاة علي عاتق الكونجرس باعتباره صاحب سلطة اعلان الحرب.

وقبل ثلاثة ايام فقط من موعد المباحثات الامريكية العراقية عمد الرئيس العراقي صدام حسين الي سد الطريق امام اى فرصة للوصول الي حل سلمي حيث اعلن ان ضم الكويت الي العراق نهائي، وقال ان اى تسوية في الخليج لابد من ربطها بتسوية قضية الاراضي التي تحتلها اسرائيل، ودعي الشعب العراقي الي تقديم تضحيات كبيرة في المعركة التي وصفها بانها ام المعارك.

الاثنين 7 يناير 1991

قبل لقائه مع طارق عزيز وزير الخارجية العراقي يوم الاربعاء القادم قال جمس بيكر وزير الخارجية الامريكي انه لن يجرى محادثات مع العراق واضاف انه سيبلغ طارق عزيز بالرسالة التي يريد ابلاغه بها من الرئيس بوش الي الرئيس العراقي صدام حسين .وانه ليس متفائلا بهذه المباحثات رغم ان العراقيين قد يتخذون خطوة مفاجئة، ورفض بيكر اقتراح الرئيس الفرنسي فرانسوا متران بعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الاوسط اذا وافق العراق علي الانسحاب من الكويت.

وفي بغداد هدد الرئيس العراقي صدام حسين بتوسيع نطاق الحرب لتمتد الي العالم باسره، وقال ان الجزء الاكبر من المعركة العسكرية قد يقع في العراق الاان مسرح عملياتنا سوف يشمل كل مقاتل ومناضل لمواجهة المعتدين في كل انحاء العالم.

الثلاثاء 8 يناير 1991

تبدأ صباح غد في جينيف الاجتماع الحاسم بين جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي وطارق عزيز وزير الخارجية العراقي وقال بيكر انه لن تكون هناك مفاوضات وانه لامفر للعراق من الانسحاب من الكويت بينما اكد الوزير العراقي ان العراق لن ينسحب من الكويت بحلول 15 يناير.

في الوقت ذته يسعي الرئيس الامريكي لاصدار قرار من الكونجرس يعطيه سلطة خوض الحرب مع العراق اذا لم ينسحب من الكويت.

هذا وسوف يعقد الاجتماع في فندق انتر كونتننتل في تمام الساعة التاسعة والنصف بيوقيت جرينج،

وكان قد اعلن رئيس مجلس النواب وزعيم الاغلبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ ان المجلسين قد قررا ان يبدأ الكونجرس بمجلسيه في اجراء مناقشات موسعة حول هذه المسألة بعد غد في اعقاب اجتماع جنبف بين بيكر وعزيز.

الاربعاء 9 يناير 1991

بدأت اليوم في جنيف المباحثات الحاسمة حول ازمة الخليج بين جمس بيكر وزير الخارجية الامريكي وطارق عزيز وزير الخارجية العراقي واستغرقت المباحثات ثلات جلساث الا ان الجانبين لم يدليا باى تصريحات واحاطا مباحثاتهما بالسرية والغموض.

وفي بداية الجلسة اقترح الوفد العراقي بحث جميع مشاكل الشرق الاوسط مع الازمة الكويتية في حين رفض الوفد الامريكي ذلك واصر علي ان تقتصر المباحثات تناول موضوع الكويت فقط.

وفي ذات الوقت اصدر الرئيس بوش امرا تنفيذيا بان يكون للقوات الامريكية الاولوية في الحصول علي الغذاء والطاقة والنقل وغيرها من الضروريات في حالة نشوب الحرب.

الخميس 10 يناير 1991

تصاعدت احتمالات الحرب بعد فشل المباحثات الامريكية العراقية في جنيف، وتتعلق الآمال علي مهمة ديكولار السكرتير العام للامم المتحدة في بغداد والدبلوماسية المكثفة التي يبذلها الرئيس الفرنسي متيران.

يأتي ذلك في الوقت الذى بدأت فيه اليوم اجتماعات الكونغرس الامريكي لاستصدار قرار يعكس مضمون ونص قرار مجلس الامن رقم 678 ويخول الر ئيس بوش صلاحية استخدام كل الوسائل المتاحة لارغام العراق على الانسحاب من الكويت.

واعلن السكرتير العام للامم المتحدة انه سيتوجه الي بغداد يوم السبت القادم للاجتماع بالرئيس العراقي صدام حسين لبحث امكانية منع اندلاع الحرب، ورحب الرئيس الامريكي بهذه المبادرة، وكذلك بمبادرة الرئيس الفرنسي متران،

والمبادرة الفرنسية تقضي بان يعلن العراق الانسحاب من الكويت قبل 15 يناير علي ان يحصل علي تعهدات رسمية بانه لن يتعرض لأى هجوم عسكرى اثناء انسحابه، وبعد الانسحاب يصبح المجال مفتوحا لبحث كافة القضايا في الشرق الاوسط.

واثر فشل المباحثات بين الولايات المتحدة والعراق بدأت دول العالم باجلاء رعاياها من الكويت والعراق وترحيل ما تبقي من دبلوماسيها واغلاق سفاراتها تحسبا لاندلاع الحرب، كما اوقفت كثير من شركات الطيران رحلاتها الي المنطقة.

الشروط التي طلبتها امريكا لحل الازمة والتي ابلغها جمس بيكر الي طارق عزيز
1- انسحاب عراقي شامل من دون اى شروط مسبقة.
2- لاتزيد مدة الانسحاب عن اسبوعين ويمكن زيادتها الي اسبوع ثالث
3- دعوة العراق للدخول في مباحثات مع واشنطن والدول الخليجية لاقرار نظام امني للمنطقة.
4- دعوة العراق للدخول في مباحثات ثنائية مع الكويت او مع الدول الخليجية او اشراك دول عربية اخري لحل الخلافات الحدودية بين البلدين
5- موافقة امركا علي عقد مؤتمر دولي لتسوية مشكلة الشرق الاوسط في الوقت المناسب.
6- ان يقوم العراق بتعويض الكويت عن كل الخسائر التي خلفها الغزو الا اذا تنازلت الحكومة الكويتية عن ذلك.