الاربعاء 15أغسطس 1990

شارك

يشهد الموقف فى منطقة الخليج تطورات خطيرة متلاحقة، وذلك فى الوقت الذى تتزامن فيه الجهود الدبلوماسية المكثفة مع تصاعد شبح المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة والعراق، حيث يدرس الرئيس الامريكى جورج بوش توصية من وزير الدفاع ريتشارد تشينى باعلان حالة التعبئة العامة واستدعاء جميع قوات الاحتياط الامريكى للخدمة.

كما شن الرئيس بوش هجوما ضاريا على الرئيس العراقى صدام حسين ووصفه بانه.. كاذب.. وقال ان قواته ارتكبت مذامح هائلة فى الكويت بعد غزوها.

كما وجه بوش تهديدا للملك حسين ملك الاردن وطالبه بعدم السماح للسلع والامدادات بالوصول الى العراق عبر الاراضى الاردنية.

وعلى الصعيد الدبلوماسى بدا الملك حسين زيارة الى واشنطن وسط أنباء بانه يحمل رسالة من الرئيس العراقى صدام حسين تتضمن مبادرة عراقية جديدة.

وقد تزامن ذلك مع اعلان مفاجئ من بغداد عن مبادرة لتسوية النزاع العراقى الايرانى على اساس اتفاقية الجزائر لعام 1975 والتى تقضى بتقسيم شط العرب بين الدولتين، وهو مافسره المراقبون بأنه انعكاس للمأزق الصعب الذى يواجهه الرئيس العراقى وسعيه لتأمين الجبهة مع ايران التى رحبت على الفور باعلانه واعتبرت ذلك انتصارا لسياستها، حيث ان حرب الخليج الاولى وهى الحرب التى نشبت بين العراق وايران واستمرت ثمان سنوات شنها صدام حسين بدعوى عدم قبوله لاتفاقية الجزائر واصراره على امتلاك شط العرب.

وكان راديو بغداد قد اذاع ان صدام حسين قدم هذه المبادرة حتى تتفرغ العراق لمواجهة الآخرين، فى اشارة الى الحشود العسكرية الغربية الموجودة فى السعودية ومنطقة الخليج.

وقال راديو بغداد ان القوات العراقية سوف تبدأ انسحابها من الاراضى الايرانية يوم الجمعة القادم لاثبات حسن النية ولن يبقى منها الا حرس الحدود والشرطة لتنفيذ المهام اليومية.

واقترح الرئيس العراقى أن يتم تبادل فورى وشامل لكل الاسرى بكل اعدادهم والمحتجزين فى كل من العراق وايران، وان يتم ذلك عبر الحدود البرية وعن طريق خانقين وقصر شيرين ومنافذ أخرى يتفق عليها، وأن العراق هو الذى سيبادر بالتنفيذ اعتبارا من الجمعة القادم.ورحبت ايران بهذه المبادرة وقالت انها سوف تؤدى الى اقامة سلام دائم وعادل بين الدولتين، وقال بيان صادر عن ايران اننا سعداء لأن العراق وافق أخيرا على الآراء المبدئية للجمهورية الاسلامية وقبل معاهدة سنة 1975.