فهد حمود بورسلي

تاريخ الميلاد 17/4/1930 تاريخ الوفاة 28/3/1991

اسمه الكامل فهد حمود مبارك بن محمد ناصر مبارك بورسـلي، ولد في في أبريل من عام 1930 في أحد أحياء (فرجان) الشرق في بيت جده مبارك محمد بورسلي في بيت كبير، وكان موقعة مابين مسجد البرومي الحالي الذي يقع في شارع أحمد الجابر حاليا وبين مؤسسة الكويت للتأمينات الحالية. وفي أواخر عام 1939م انتقل والده حمود بورسلي وعمه حمد بورسلي إلى بيت في حي القبلة.

درس قراءة القرآن وتعلم الكتابة والقراءة والحساب مع الكتاتيب الكويتية مثل ملا مرشد ، وفى عام 1941 أدخل المدرسة القبلية ، وفى عام 1946 حتى عام 1949 عمل كاتب كروت المرضى في أول مستوصف حكومي في مستشفى السوري (بيت معرفي على السيف) ويقع على السيف شرقي قصر السيف على الساحل ، في أغسطس من عام 1949 التحق بالجيش الكويتي ، ففي نفس العام عين عسكري في الحرس الأميري في قصر دسمان ، وكان إحدى هواياته العزف على العود والماصول (الناي) ففي عام 1954 عين في وحدة موسيقى القِرْب فأعطي دورات مكثفة في موسيقى القِرْب فأجادها حتى أشتهر بين الشعب الكويتي ، وكان دائما في مقدمة الفرقة أثناء الاستعراضات العسكرية الموسيقية في شوارع الكويت، كان في ذلك الزمان وحدات موسيقى القِرْب والموسيقى النحاسية دائما تسير بموسيقاها على الأقدام من قصر دسمان حتى الصفاة ومن الصفاة حتى قصر نايف (الأمن العام) فكان هو دائما في المقدمة يلعب في العصاة ويتفنن بها فأخذ الصبية والشباب والأشبال والكشافة يقلدونه ويقتبسون من فنه في قيادة الوحدات الموسيقية وألعاب العصا في قيادة الفرق الموسيقية.

وفى عام 1958 عين قائد موسيقى القِرْب العسكرية ، وفى عام 1962 عين قائد الانضباط العسكري (الشرطة العسكرية حاليا) ، 1974 عين مديرا للاستخبارات والأمن العسكري وأعطى دورات مكثفة في مجالات الأمن والاستخبارات وتدرج بالرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عميد وهى أعلى رتبة في الاستخبارات والأمن العسكري قبل غزو العراق للكويت ، وفى نوفمبر من عام 1982 تقاعد .

وبعد التقاعد تفرغ لأعمال خاصة وهو إرسال المرضى الكويتيين إلى ألمانيا للعلاج ، وفى نفس الوقت كان يواجه صعوبات ومضايقات في أسفاره وخاصة في الدول العربية كونه كان رئيساً ومديراً للاستخبارات العسكرية.

وفي عام 1990 أثناء الغزو العراقي عانت أسر آل بورسلي وخاصة أهله وأبناءه وإخوانه في الكويت وأزواج بناته من مضايقات نقاط تفتيش الجيش العراقي واستخباراته المنتشرة في كل شارع.

فاعتقل العراقيون زوجته وإحدى بناته (رابعة) في بيتها في الرميثية ، وأحيطوا بقوات عسكرية عراقية وقطعوا الاتصال بهم واعتقلوا زوج ابنته عسكر خالد العسكر ،كما اعتقلوا أحد أحفاده معهم وكان عمره 4 سنوات وهو خالد عسكر خالد العسكر فقط لأسباب وأعذار واهية حيث أثناء احتلال الجيش العراقي للكويت ، جاء بجانب البيت في الدسمة منزل رقم 4 شارع 22 قطعة 2 عسكري عراقي وكان الطفل خالد عسكر العسكر- ولد رابعة فهد بورسلي- واقفا عند الباب ، فسأل العسكري العراقي الطفل خالد هل عندكم بندقية في البيت؟ فقال الطفل للعسكري :نعم وإنها بندقية كبيرة، وذهب العسكري العراقي وعاد بسيارات كبيرة مليئة بعسكريين عراقيين وأحاطوا المنزل، واقتحموه وطلبوا من الطفل أن يقودهم إلى مكان البندقية، فأجابهم الطفل البندقية موجودة في غرفتي، وغرفتي في بيتنا في الرميثية، فطلب العسكريون من والدته رابعة وجدته زوجة فهد بورسلي أن يركبا إحدى العربات العسكرية ومعهم الطفل إلى بيتهم في الرميثية، وبعد أن وصلوا بيت عسكر العسكر في الرميثية طلبوا من الطفل خالد عسكر العسكر أن يقودهم إلى مكان البندقية ، فأخذهم الطفل خالد إلى غرفته وأخرج لهم إحدى لعبه الكبيرة وهي لعبة بندقية، فبدا الحرج على العسكريين العراقيين، وثاروا على الطفل وأهله، فحكموا عليهم والطفل بالسجن في نفس البيت ومنعوهم من الخروج منه، ووضعوا عليهم عسكريا حارسا وأقاموا حراسة على المنزل، وكل من يحاول أن يأتيهم ليعرف أمرهم يُضرب ويُعذب أو يُسجن معهم فترة من الوقت أو عدد من الأيام، حتى تم الإفراج عنهم بعد أربعة أسابيع.، وكذلك اعتقلوا أكبر بنات فهد بورسلي واسمها إقبال فهد بورسلي في قصر نايف، حيث أتت إلى الرميثية لتطمئن على والدتها وأختها والطفل والسجناء والمعتقلين في بيت عسكر العسكر في الرميثية ، وكذلك اعتقلوا ابن فهد بورسلي عماد بورسلي في قصر نايف لنفس سبب إقبال وعذبوه عذابا شديدا على مسمع من أخته وتغيرت ملامح وجهه وجسده من شدة الضرب والتعذيب ، وقام الغزاة العراقيون بإشعال النيران في منزل أخت فهد حمود بورسلي وهي حصه حمود بورسلي زوجة علي جاسم السداح في القادسية.

وبعد التحرير أُفرِج من معتقل البصرة عن أحد أزواج بناته وهو عسكر خالد العسكر زوج ابنته رابعة ووالد الطفل خالد عسكر العسكر، و وصل مدينة الكويت فكان في غاية المرض بسبب ما عاناه في السجن من جوع وحرمان ،فأخذه المرحوم العميد/ فهد حمود بورسلي إلى أحد مستشفيات المملكة العربية السعودية مع زوجته رابعة فهد بورسلي للعلاج، و واصل الطريق بالسيارة متجها إلى الإمارات العربية المتحدة ليحضر مولدات كهربائية لأهله وأقاربه في الكويت الذين يعيشون بدون كهرباء بسبب الحرب، وهو في طريقه فى صحراء دولة قطر عرض له أحد الجمال السائبة فجأة فاصطدمت به السيارة ،وكانت حادثة مريعة انتقل على أثرها إلى رحمة الله وكان ذلك في 28/3/1991.

و وصل الخبر إلى أخيه خالد حمود بورسلي في المهجر في أمريكا بسبب غزو العراق للكويت والى أخيه عبدالله في المهجر في البحرين أيضا بسبب غزو العراق للكويت والى أخيه إبراهيم في مصر ،وووصل الخبر إلى الحكومة الكويتية في المنفى في المملكة العربية السعودية فأمرت بطائرة خاصة لتحمل جثمانه من دولة قطر إلى دولة الكويت ،وكما قام أخوه خالد بنشر إعلان كبير ينعي فيه فهد حمود بورسلي ومعلنا عن وفاته في جريدة صوت الكويت بإعلان كبير ليعلم الناس داخل الكويت الذين يفتقرون إلى وسائل الإعلام والى جميع أصحابه وأقاربه المنتشرين في الدول العربية وبلدان العالم بسبب الغزو العراقي لدولة الكويت.

فهد حمود بورسلي وهو يعزف على موسيقى القرب
أخذت هذه الصورة عام 1954

هذه الصورة بلباس العسكري الرسمي أخذت في عام 1955 تقريبا

من اليمين (1) صالح راشد بن ناصر بورسلي (2) خالد راشد بن ناصر بورسلي (3) فهد حمود بورسلي

المزيد

محمد بن سلطان بورسـلي

من مواليد 1921  وتوفي 2000

اسمه الكامل محمد سلطان بن راشد بن عثمان بن عبدالله بن عثمان بورسلي و هو مولود في يوم الثلاثاء من شهر جماد الأول1339 هجرية  الموافق 25 يناير 1921 أي بعد عامين من توقف الحرب العالمية الأولى حيث توقفت عام1919م ، وكان حاكم الكويت في ذلك الزمان الشيخ سالم مبارك الصباح الذي استلم الحكم في 5 فبراير 1917 أي في شدة وقسوة الحرب العالمية الأولى، وقد ولد محمد سلطان بورسلي بعد حرب الجهراء بسنة  تقريبا.

يقول الباحث بدر خالد البدر في كتابه معركة الجهراء عن حرب الجهراء و حديثه كان مطابقا لما سمعناه من شهود عيان مبارك بن محمد بورسلي وأبناءه محمد وحمد و حمود وما سمعناه من سلطان وأحمد راشد بن عثمان بورسلي  ،  كان التوتر يسود الكويت فمنذ الثامن من أكتوبر 1920 بدأ فيصل الدويش يحشد قواته على مقربة من الجهراء وكان الشيخ سالم مع جيشه هناك، فهاج سكان الكويت وهرعوا إلى بوابات السور لأخذ أماكنهم و الدفاع عنه وعن ديرتهم  مسلحين ببنادق من طراز (موزر) و (مارتين) وكانت الذخيرة متوفرة بكثرة و كان البعض يحمل السيوف والمسدسات).

تقول أخته المرحومة دلال بورسلي ” وهي تعتبر شاهدة أعيان لقد كنا بنات مع أهالينا وأهالي فرجان السيف و الرجال حاملة على أكتافها البنادق يهمون بصعود السفن للذهاب إلى الجهراء ـ حرب الجهراء ـ و تواصل الحديث  دلال بورسلي و تقول”ان والدي سلطان و عمي أحمد و آخرين من رجال وشباب  بورسلي وآخرين يصعدون بوم بورسلي الذي أطلق عليه اسم فزاع، وكان ملك راشد بن ناصر بورسلي و أخيه عبدالله بن ناصر بورسلي، فكان محمد سلطان بورسلي أمه حاملة فيه.  وكانت ولادته قبل شهر من وفاة حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح حيث ذكر المؤرخ سيف الشملان في كتابه الصادر 1959 وفي كتب ودراسات تاريخية أخرى ـ أن  في يوم 22 فبراير 1921 توفي الشيخ سالم المبارك الصباح وفى عصر نفس اليوم اجتمع وجهاء البلد من أهل القبلة (الجبلة) والشرق (الشرك)حزنا على وفاة الشيخ سالم وفى نفس الوقت أرادوا تجديد المبايعة لآل الصباح، وأيضا لاقتراح وترشيح أسماء حكام من عائلة الصباح ليتم الاختيار منهم لتولي حكم البلاد ، فأعدت رسالة بسم أهل الكويت ـ صاغها مبارك بورسلي حيث يجيد الكتابة ـ وكلف ثمانية من الكويت القديمة حيث كان في ذلك الزمان الشرق يعتبر هو الكويت القديمة و من رجالات الكويت البارزين لتمثيلهم والتوقيع عليها نيابة عن الجميع ، وكان مبارك بن محمد بور سلي أحد رجالات الكويت الذين كلفوا بالتوقيع ورفعت رسالة المبايعة تلك إلى آل الصباح ، يوجد صورة منها في كتاب سيف مرزوق الشملان سنة 1959.

ولقد ولد محمد بورسلي  وشب وترعرع في فريج شملان وهو أحد أحياء الشرق، فعمل مع والده تبابا  ثم غيصا حيث امتهن جميع مهن البحر (مهن الغوص)، فكان والده خير معلم غوص له ولأخوته، فلازم والده في رحلات الغوص ورحلات صيد الأسماك وتجارتها، ورحلات نقل الماء من شط العرب ـ من البصرة ـ إلى الكويت، ورحلات نقل التمور من البصرة إلى الكويت.

وبما أن “شرق” هي المدينة القديمة للكويت. ومن المتعارف عليه وتؤكده كتب التاريخ أن عائلة  بورسلي أول من استوطن  الكويت وأول من استوطن “الشرق” فمن الطبيعي أن تكون ولادة محمد سلطان بورسلي في أحد أحياء الشرق و تحديدا في بيت والده الكبير بخلف متحف وبيت ” فيوليت ديكسون ـ أم سعود ـ” و قريب من ديوانية العسعوسي الحالية. محمد سلطان راشد بورسلي عمل تبابا مع والده على سفن والده الذي كان يملك سنبوكا وشوعيا متخصصا للغوص و في الأوقات التى ليس فيها غوص كان يقوم بصيد الأسماك والمتاجرة بها . فمحمد وأخوانه تعلموا وتدربوا من والدهم ركوب البحر والغوض وصيد الأسماك فأجادوا هذه المهنة كما عمل محمد سلطان بورسلي على سفن عائلة الشملان للغوص وكذلك عمل على سفن النوخذة راشد الولايتي في تجارة القطاعة  و جلب ماء الشرب من شط العرب أي من البصرة.

كانت حياته ـ كما هي حياة رجال وشباب أهل الشرق ـ كلها أعمال بحر، ولذلك نجد كثيرا من أهل شرق قد تعرضوا إلى حوادث بحرية فمنهم من يغرق ويموت في البحر ومنهم من ينجو، ومن الحوادث التي تعرض لها محمد سلطان بورسلي وهي صورة من قساوة البحر على رجالات أهل الكويت،  أنه كان في رحلة من الرحلات لجلب الماء من شط العرب وكان على ظهر سفينة راشد الولايتي الذي صار فيما بعد زوج أخت محمد سلطان بورسلي واسمها مريم سلطان بورسلي، فتغير الجو وعصف بسفينة الماء وغرقت في شط العرب، وأما محمد بورسلي وإخوانه ناصر وراشد وبحارة آخرين، سبحوا على ألواح من الخشب حتى رأتهم سفينة كويتية فأنقذتهم فنجوا جميعهم ما عدا بحار واحد وهو من أبناء عائلة المهيني. تعرض محمد بورسلي  إلى حوادث كثيرة مشابهة وهم  يبحرون في شط العرب لجلب بعض التمور أو الماء  من البصرة.

فالبحر مثلما هو ملئ بالخيرات فهو ملئ بالأخطار حيث الحوادث تفاجئهم وقطاع الطرق يتربصون بهم، و من أحاديثه لأبنائه عن البحر أن الكويتيين عندما يطرحون سفنهم على السواحل أي يتوقفون في موانئ الخليج كانوا يقدمون الطعام للناس المحتشدة على السواحل فيتهافتون على الطعام في فوضى وبدون نظام من شدة الحاجة   وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى حيث عم  نقص الغذاء في الشرق الأوسط ككل وذلك بسبب تطبيق حظر استيراد المواد الغذائية لمحاصرة الأتراك أقتصاديا.   فيقول محمد سلطان بورسلي أنه في احدى رحلاته الخليجية طرحوا ـ أي توقفوا ـ بسفينتهم على ساحل دبي فأخذوا يقدمون الطعام من تمر وخبز وغيره لهؤلاء المحتشدين على الساحل، وإذا بامرأة مع ابنها جالسة على جنب يائسة من مزاحمة الرجال لتطول وتستلم شيئا مما تقدمه سفينتنا من طعام، فجاء محمد بورسلي بقرقور “مصيدة سمك كبيرة وأجلس بداخلها المرأة وابنها وقدم لهما الطعام ليأكلا وقام هو ببندقيته بحراستهما لأن الحشود الساحلية غالبا تكون شرهة وشرسة في طلب الطعام و يتسلل بينهم  قطاع الطرق ولذلك نجد سفن السفر وسفن الغوص  مسلحة ببنادق وهذه البنادق يجب أن تكون مرخصة رسميا على ورق رسمي من القنصلية البريطانية في الكويت أو من القنصلية البريطانية في كراتشي أو من بومباي في الهند.

في أوائل الخمسينيات قلت أعمال البحر وأخذ يحل محلها أعمال حفر آبار النفط في الكويت فترك أغلب رجال الكويت وشبابهم أعمال البحر و توجهوا إلى الشركات الانجليزية أي إلى شركة نفط الكويت المنقبة عن النفط، فعمل معهم صباغ مباني و صباغ بيبات فأجاد مهنته و عمل بها وكان يزور أهله فقط يومين في الأسبوع الخميس والجمعة وأما باقي الأيام فكان يقيم في الشركة في الأحمدي وكان ذلك هو أسلوب شركة النفط وأحد اشتراطاتها في التوظيف أن عمالتها يجب أن تسكن في مساكن الشركة قريبا من أعمالهم و ذلك بسبب صعوبة النقل وندرة وسائل المواصلات في الكويت في ذلك الزمان. ولظروف عائلته أضطر أن يترك العمل مع شركة نفط الكويت ليعمل موظفا في وزارة الاشغال.

لقد دربه أبوه  سلطان بورسلي منذ الصغر على حياكة ـ أي صناعة ـ  الطراريف أي خياطة شباك الأسماك التي تستخدم لصيد الأسماك الكبيرة فلازمته هذه الصنعة وصار ماهرا فيها حتى  توفاه الله. فوالده “سلطان بورسلي” عوده وعود أخوانه بأن تكون يداهم دائما مشغولة بصنع وحياكة شئ ما، فمثلا محمد يحيك الطراريف ويجيد تصليحها، وأخوه الأكبر منه متخصص في حياكة نوع آخر من الشباك تسمى “ساليات” وهي ذات عيون صغيرة تستخدم في صيد الأسماك صغيرة الحجم مثل الزبيدي ، وأما أختهم الكبيرة مريم سلطان بورسلي فتخصصت في صناعة اللبن والزبد وبيع الحليب و منتجاته ، وأما أخته دلال سلطان بورسلي فتخصصت بخياطة دشاديش الرجال و فساتين النساء وصناعة الأجار، وأما أختهم لولوة سلطان بورسلي فتخصصت بحياكة القحافي التي  تبيعها للجيران وعوائل الشرق وكذلك حياكة جوانب غتر الرجال البيضاء. فكانت تلك الصناعات يأتي منها دخول جانبية لكل منهم.

و في يوم الثلاثاء 23 محرم 1377 هجرية  الموافق 20 أغسطس 1957 باشر عملا جديدا وهو العمل  كعسكري بحري في خفر السواحل و التي كانت تابعة لوزارة الداخلية حيث و ظفوا الرجال الأقوياء الذين يعرفون بحر الخليج وأسماء مواقعه البحرية وهذا النوع من الأعمال يحتاج خبرة بالبحر وقوة في  في الأجسام فكان رحمه الله يحمل هذه الصفات. فمكث بالعمل مع خفر السواحل حتى  قدم استقالته  بتاريخ  25/10/1968.

وأما في السبعينيات عمل مراقب أغذية في مستشفى يسمى مستشفى الميدان وهذا المستشفى خاص لكبار السن فهو دار رعاية كبار السن. فعمل بهذه المهنة حتى أن تقاعد 1974،  وفي يوم الخميس 30 ربيع الأول 1374 هجرية والموافق 26/02/1954  كان يوم زواجه، ولقد رزقه الله منها البنين والبنات.

وكما لدى محمد سلطان بورسلي أخوان وخوات وهم كالآتي: مريم  –  ناصر  –  دلال   –  الشهيد / راشد   –   لولوة   –   سليمان   –   داود

هذه صورة محمد سلطان بورسلي و بجانبه داود سلطان بورسلي لابس بدلة، حيث في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات جاءت موجة للشباب يلبسون بدلات بدل الدشاديش

محمد سلطان بورسلي في أحدى رحلاته البرية و بجانبه على يمينه أخوه داود سلطان بورسلي 1958

محمد سلطان بورسلي و بجانبه على يمينه فهد حمود مبارك بورسلي أبن أخت محمد بورسلي   1958

المزيد

مبارك بن محمد بورسـلي

من مواليد 1852  وتوفـي 1963

اسمه الكامل مبارك بن محمد بن ناصر مبارك بورسلي و أخوانه نواخذة الغوص أحمد محمد ناصر بن مبارك بورسلي و صالح محمد ناصر بن مبارك بورسلي و أختهم موزة زوجة الطواش الكبير و كبير الأغنياء في سنين الغوص النوخذة على المبارك.

مبارك بن محمد بورسلي كان من مواليد 1852 ميلادية وأمه حصة بورسلي حفيدة زعيم آل بورسلي حيث أمها فاطمة بنت عثمان بورسلي فمبارك بورسلي من أب وأم بورسليين، علمه أبوه من الصغر على قراءة القرآن و تفاسير القرآن مع الكتاتيب و مطاوعة القرآن و وكما علمه الحساب حتى أن تميز بالقراءة و الحساب و الخط وقراء الكتب، حتى سن الثامن عشر كان يعمل بحار غوص مع والده النوخذة محمد ناصر بن مبارك بورسلي و مع أخوانه أحمد وصالح، ولكن بعد ذلك ترك الغوص وركز على الأسفار مع نواخذة العائلات الكويتية الأخرى وتخصص بمسك دفاتر الأسفار والحساب وكتابة الرسائل ـ كانت الرسالة في زمان الأسفار تسمى خط أي اختصار لكلمة خطاب ، وأيضا كان يقال “خط فلان الكتاب” يعني “كتب فلان الرسالة” ، وكما كان يقال “لقد وصلنا خط من فلان” يعني “وصلتنا رسالة من فلان” ، أي كلمة “خط” تعني “رسالة”،  فكان مبارك بن محمد بورسلي يسافر مع سفن الأسفار للهند واليمن وشرق أفريقيا ويكون تخصصه كتابة الخطابات وكما ذكرنا سلفا ـ فمن  مهنته هذه تعلم و تدرب أبناءه محمد وحمد وحمود وصاروا يجيدون نفس مهنته ولكن بعضهم كان يستقر في الهند للتجارة وكسب المال، وكذلك كانوا يمارسون اللغة الهندية و الانجليزية، وأما حمد كان يجيد اللغة الفارسية لأنه كان يستقر ويعمل مع سفن القطاعة لموانئ إيران.. 

في عام 1918  بعد الحرب العالمية الأولى توفى والد مبارك بن محمد بورسلي  فتوقف عن أعمال البحر نهائيا وتخصص في صناعة وتجارة و بيع دهن العداني، ومحله أي دكانه كان في أحد أحياء شرق في الميدان أي بالقرب من حسينية معرفي القديمة في الشرق  وثم انتقل إلى  دكانه الذي حتى كتابة هذه الأسطر لازال موجودا  لم يهدم وهو أول دكان على الزاوية من مجموعة دكاكين التمر في سوق الخضار. وكما اشتهر وتخصص بحفظ أمانات رجال الكويت أثناء أسفارهم للغوص و للأسفار البحرية ، و حفظ أمانات بعض أهل البادية.

وكون مبارك بورسلي كان يجيد القراءة وهواية القراءة والاطلاع كان ذو نظرة سياسية ومستقبلية وكان يجيد قص القصص والأخبار لأحفاده عن الحروب والأحداث و قصص الأنباء إلى آخره. ورث منه أبناءه وأحفاده هذه العادة والميزة.

مبارك بن محمد بورسلي كان  هادئ الطبع   قوي محترم الشخصية، ويستشار في أمور عدة من أهالي الكويت ومن أفراد الأسرة الحاكمة في الأمور السياسية عامة و الاجتماعية، وعنده كراسي ودجة إسمنتية لدكانه لجلوس ضيوفه فهو دكان وهو ديوانية مصغرة. وهذه كانت عادات الكويتيين الدكان هو أيضا ديوانية صغيرة وأبو ناشي و صبابين القهوة الآخرين بوزرتهم الحمراء يتجولون في الأسواق بين هذه الدكاكين يصبون القهوة لرواد وضيوف أصحاب الدكاكين وكما يقدمون لهم قطع الحلوى من علبة حديد مربوطة بحزام الجلد بخصره (ببطنه).

و كان يملك بيتا كبيرا بالقرب من مسجد البرومي أي بالقرب من شارع دسمان حاليا و هو يحتوي على فناء كبير وفيه بيت صغير تسمى ديوانية لضيوفه من البلدان العربية أو للبدو الرحالة إلى الكويت، وهذه كانت عادات الكويت  فدواوينهم بمثابة فنادق سكن لضيوفهم.

يتناقل أهالي الكويت دائما/ أن الوثيقة التي وقعها عام 1921 ويزداد الحديث عن هذه الوثيقة (التي صارت من وثائق الديمقراطية الكويتية و وثيقة تاريخية رسمية)/  مع  صدور صحف الكويت في الأسبوع الثالث من كل  شهر يونيه من كل عام. وذكرها الكاتب والمؤرخ سيف الشملان في كتابه الصادر  سنة 1959 وفي كتب ودراسات تاريخية أخرى ــ وهو كالآتي  أن  في يوم 22 فبراير 1921 توفي الشيخ سالم المبارك الصباح وفى عصر نفس اليوم اجتمع وجهاء البلد من أهل القبلة (الجبلة) والشرق (الشرك)حزنا على وفاة الشيخ سالم وفى نفس الوقت أرادوا تجديد المبايعة لآل الصباح، وأيضا لاقتراح وترشيح أسماء حكام من عائلة الصباح ليتم الاختيار منهم لتولي حكم البلاد ، فأعدت رسالة بسم أهل الكويت ـ صاغها مبارك بورسلي حيث يجيد الكتابة ـ وكلف ثمانية من الكويت القديمة حيث كان في ذلك الزمان الشرق يعتبر هو الكويت القديمة و من رجالات الكويت البارزين لتمثيلهم والتوقيع عليها نيابة عن الجميع ، وكان مبارك محمد بور سلي أحد رجالات الكويت الذين كلفوا بالتوقيع ورفعت رسالة المبايعة تلك إلى آل الصباح ، يوجد صورة منها في كتاب سيف مرزوق الشملان سنة 1959.

وكما كانت هذه المذكرة في غالبية كتب تاريخ الكويت وكتب الديمقراطية ونشأة مجالس الأمة والشورى في الكويت، وكانت صفحة غلاف كتاب الديمقراطية في الكويت. للكاتب السياسي أحمد الديين.

المزيد

مبارك بن خليفة بورسـلي

من مواليد 1908  وتوفي  1981
مبارك بن خليفة بن حسين بورسلي هو من مواليد الشرق حيث كان معظم أسر آل بورسلي تسكن أحياء شرق،  فعمل تبابا مع والده خليفة بورسلي وثم جميع مهن الغوص من سيب إلى غواص، وكن والده نوخذة غوص ويملك  سفينة غوص من نوع جالبوت، وجاء اسم والدة في معظم كتب التاريخ التي تتحدث عن الغوص.
فمن الغوص و تجارة اللؤلؤ تكونت لديه مهارة في التجارة ففي النصف الثاني من الأربعينات فتح لنفسه محل ـ دكان ـ يبيع منه أدواة تمديد كهرباء المنازل في الكويت، وكان دكانه شبه الوحيد في الكويت، فعند انتشار و بدأ توزيع الكهرباء في الكويت كان محله ـ دكانه ـ هو المهم في الكويت وكانت معظم بضائعه الكهربائية من انجلترا و من الهند،  وكان دكانه في سوق الصناديق، وثم نمت و توسعت تجارته مع نمو دولة الكويت،  ففي الستينات تحول عمله إلى مقاولات كهرباء.
وفي عام 1949 تزوج مبارك خليفة بورسلي من بنات أحد الأسر الكويتية وهي ابنة خاله النوخذة سالم مبارك محمد المبارك. و رزق منها البنين والبنات.
ولقد توفي مبارك خليفة حسين بورسلي يوم اثنين 16 مارس 1981

المزيد

فهد بن راشـد بورسـلي

كتب فيصل العلي:
الشاعر فهد بورسلي..عبر عن هموم الإنسان الكويتي والتفت الفنانون إلى قصائده الجميلة.

يصادف اليوم ذكرى وفاة الشاعر الكويتي الكبير فهد بورسلي الذي ولد في عام 1918 وتوفي في عام 1960م.
ولقد تناول الباحث في التراث خالد سالم بكتابه «السامريات» الشاعر فهد بورسلي وقال عنه انه شاعر شعبي كبير اهتم بمشاكل الحياة الاجتماعية والمعيشية للمواطنين خاصة تلك التي تتعلق بالحياة اليومية مثل التموين والكهرباء والماء والعلاج بالاضافة إلى انتقاده للاخطاء التي يراها او يسمع عنها في بعض الدوائر الحكومية، وله في هذه المجالات اراء جريئة جسدها في بعض قصائده وهو ينتمي إلى اسرة كويتية عريقة، فوالده كان ينظم الشعر وخاله الملا علي الموسى من الشعراء الشعبيين الجيدين في الكويت.
وكان يحرص على تثقيف نفسه بمطالعته الصحف والمجلات وبعض الكتب التي يحصل عليها، إلى جانب اهتمامه بما تبثه الاذاعات العربية وغيرها من برامج، كما كانت له لقاءات ومساجلات شعرية مع عدد من الشعراء.
وبالنسبة للشاعر فهد بورسلي فقد ركب البحر مع والده، وامتهن بعض المهن البحرية شأنه شأن كل شباب الكويت في تلك الايام، كما اتيحت له عدة سفرات إلى كل من الهند والبحرين والسعودية والعراق. كما كان يتقن اللغة الهندية.
نشر مختارات من اشعاره عام 1955 وطبعها في مطبعة مقهوي، وفي عام 1974م قامت ابنته الاستاذة وسمية فهد بورسلي بجمع شعره وطبعه تحت عنوان: ديوان شاعر الكويت الشعبي فهد راشد بورسلي وراجع الديوان وقدمه المرحوم الاستاذ: احمد البشر الرومي ومن يتابع الشعر الشعبي الكويتي يدرك تماما مكانة شاعرنا اذ لم يكن شاعرا عاديا بل كان ومازال شاعرا مؤثرا رغم مرور نصف قرن على رحيله.
ولقد التفت صناع الاغنية الى قصائده وكانت هناك قصائد عدة اشهرها اغنية «يا ناس دلوني» حيث غنتها الفنانة عايشة المرطة اذ تقول:
يا ناس دلوني
درب السنع وينه
ما شوف لي مرقى
من بير الأهوالي
من صد مظنوني
وخلى بلا دينه
يجاوب الورقا
من ضيجة البالي
عزاه يا عيوني
تبجي على عينه
بوشامة زرقا
بالحب قتالي
ياوي مزيوني
والطول وازينه
على كثر فرقا
والزلف ميالي
يلي تعذلوني
فرقا الضحى شينة
خد لمع برقا
يلحق على حالي
بالعيد عزوني
وين الطرب وينه
قلبي غدا سرقا
تم الحشا خالي
وتعتبر اغنية «سلموا لي» حيث يقول:
سلموا لي على اللي سم حالي فراقه
حسبي الله على اللي حال بيني وبينه
قايد الريم تاخذني عليه الشفاقه
ليتني دب دهري حيسة في يمينه
آه واقلبي اللي راح مني سراقه
تلّ عرج المودّه وانقطع في يدينه
لي ذكرت الليالي اللي مضت والصداقة
عود القلب يرجف مثل رجف المكينه
عقب ما هو نديمي صار شوفه شفاقه
الله اقوى على اللي عشر واربع سنينه
اشتهى عشرتي وانا عشقته عشاقه
في زمان مضى واليوم ويني وينه
ومن قصائده المعروفة هي «ياهل الشرق» حيث يقول:
يا هل الشرق مروا بي على القيصرية
عضدوا لي وتلقون الأجر والثوابي
واطلبوا دختر العشاق يكشف عليه
بس يمسح على قلبي ويبرى صوابي
يا غريب لفانا من ديار مديه
الغريب الهله وانا عليّ العذابي
كود يرفي جروح بالضماير خفيه
من رفا جرح مسلم فاز يوم الحسابي
وهقوني بعرفه ناجلين الخطيّه
مثل ما وهق العطشان ضوح السرابي
في عيونه سحر هاروت دمث الشفيّه
سحروني وأنا بيني وبينه حجابي
اتحرى مراحه واتحرى مجيه
واستحيل البروق اللي بليا سحابي
ومن قصائده الجميلة التي تغنى بها الكثير من الفنانين الشعبيين اغنية جزى البارحة جفني:
جزى البارحة جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني
صبرت أمس مع قبل امس واليوم
وأشوف العشر تصفى ثماني
عذاب على العشاق مقسوم
تولعت يوم الله بلاني
يلزم على الشوق تلزوم
وأنا يوم لزمته عصاني
سجيم الهوى ما يسمع اللوم
حنين الجفا سد الاذاني
شريف على التكيات مخدوم
لا هو من الطرز الجباني
طريح عن اللذات محروم
صوابه خطير بين المحاني
ومن قصائده المتميزة قصيدة تقول ياأهل الهوى والتي منها:
شقول يااهل الهوى شقول
هذا نصيبي من الخلاني
وشفي يديني على المجمول
يرضى الضحى والعصر زعلاني
لحول يااهل الهوى لحول
تباتل الصد والهجراني
والخد مثل الفنر مشعول
ياضي على الحوش والجيراني
مضمر والشعر منسول
لي جيت احب النحر غطاني
ومن قصائده ياالله تجبر ومنها:
يالله تجبر خاطر المسكور
مابات مرتاح ولا ليله
شفت الهوى مابه فرح وسرور
حياتنا بالغى وسهى له
يابنت حكمج عذب المامور
جني على المجنون ياليله
انا كسر عيني شعاع النور
في غرته شبت جناديله
وللشاعر بعض القصائد القصيرة عن بعض المنتجات الاستهلاكية التي دخلت المجتمع الكويتي مع تطوره كما انه كتب بعض قصائد الهجاء النادرة التي مازال يرددها اهل الكويت في جلساتهم.

جريدة الوطن (الاربعاء 25/4/2007)

الراوي : سيرة الشاعر فهد راشد بورسلي
استضاف برنامج “الراوي” على قناة دبي وليد خالد راشد بورسلي، البرنامج من إعداد وتقديم المؤرخ الإماراتي جمال بن حويرب
المزيد

عبدالله بن ناصر بورسلي

عندما يذكر اسم النوخذة/عبدالله بن ناصر بورسلي في دواوين الكويت يسود غالبية رواد الديوانية تخيل وتصور أكبر سفينة غوص في الكويت (نايف) التي كان يملكها عبدالله بن ناصر بورسلي وأخوه راشد بن ناصر بورسلي التي وشروها أي صنعوها 1920عام ، كان يتناقل عوائل أحياء الشرق من أجدادهم إلى آبائهم إلى أبنائهم عن حجم تلك سفينة الغوص الشراعية ، وكأن تلك السفينة أسطورة ـ أكبر سفينة غوص في الخليج العربي ـ لأنها كانت هي الوحيدة الكبيرة الشهيرة بحجمها وبعدد بحارتها. كانت سفن الغوص في الكويت تحمل مابين 20 إلى 80 بحار، وأما سفينة عبدالله بن ناصر بورسلي الأسطورة كما لقبها بعض الآباء تحمل 111 بحارا من “النوخذة و الغاصة و السيوب و النهامة والطباخ و الجلاسة والتبابة ” و أشهر البحارة تجدهم في البوم نايف حيث كان المرحوم عبدالله بن ناصر بورسلي رحمه الله حريص كل الحرص على اختيار البحارة المميزين وكان يدفع لهم الكثير لكي يركبوا معه،عبدالله بن ناصر بورسلي كان شخصية قوية وخاصة في البحر،  وفي الغوص كان يفضل المغاصات البعيدة على سبيل المثال مغاصات بالقرب من قطر، لقد ركب معه كثير من غاصة أهل الكويت و خاصة من أهالي الشرق و من أهالي البادية.


مدح النوخذه عبدالله بن ناصر بورسلي

النوخذة عبدالله بن ناصر بورسلي من كبار نواخذة الغوص في الكويت قديما ، وهو شخصية غنية عن التعريف في ذلك الزمان ، فهو صاحب البوم الشهير ” نايف” اكبر بوم غوص في تاريخ تاريخ الكويت واكثر عدد من البحارة بعد البتيل سعيد لأمير الغوص راشد بن أحمد الرومي رحمه الله , فقبل الدشة كان يجمع بحارته ويخطب بهم و يبين لهم فيها أمور الغوص قبل”الدشة” ،فيقول لهم أن الشيخ احمد الجابر طيب الله ثراه هو حاكم الكويت وانا عبدالله بن ناصر بورسلي الحاكم في سفينتي وهذا هو الغوص”
فقد كان رحمه الله حريص كل الحرص على وجود البحارة المميزين في سفينتة ومن المعروف قديما أن اشهر الغاصة في الكويت تجدهم مع المرحوم النوخذه عبدالله بن ناصر بورسلي فصادف أن المرحوم الشاعر عبيد بن صمعان العجمي وهو رجال البادية الذين عملوا في البحر قديما في البوم نايف حيث عمل معه غيصاً ولفترة طويلة ، فقال هذه الأبيات الجميلة في مدح النوخذة عبدالله بن ناصر بورسلي رحمه الله:

واهني الترف عيدة بالبلادي ***** في نهار العيد يلبس ثوب خاره
عيدنا بالهير تسمتنا بالأيادي ***** لبسنا الشمشول ملبوس الغياره
نواخذه سن بقروم عوادي **** وبعدوا باللي قريب من دياره
فوق سلطان الخشب بوم سنادي ****يرتكي للموج لي زجة بكاره
مع ابوناصر كما طير الهدادي **** في ديار الغرب يمشي بأ ختياره
أن خطف بالهير يمشي له بغادي **** مثل رماي التفق لي صاب شا ره
داس و زكوه صار له بلادي **** ولي يا بغي البندر ولو بالليل زاره

وبعد أن سمع النوخذة عبدالله بن ناصر بورسلي هذه الأبيات اكرم الشاعر عبيد بن صمعان العجمي وأعطاة بندقية وذلول و500 روبية .

“الموضوع من إعداد PAC3 من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net”

المزيد

داود سلطـان بورسـلي

داود سلطان راشد عثمان بورســلي وهو من مواليد 1939 ميلادية و والدته سبيكة الحداد واخوته بالتسلسل مريم وناصر ودلال ومحمد وراشد ولولوة وسلمان.

ولقد كانت دراسته الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الشرقية ودراسة الثانوية في ثانوية الشويخ وحصل على الثانوية العامة سنة 1962 ، و بعد استقلال الكويت سنة 1961 كان هناك توجه من صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم المبارك الصباح حاكم الكويت بتكويت جميع المؤسسات والمرافق الحكومية الكويتية الحساسة استعدادا لنيل ثقة الدول العربية والأجنبية حتى تتمكن الكويت من الانضمام إلى جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومن هنا بدأ النشاط الحكومي بالسعي لإرسال الكويتيين بصفة قد تكون مستعجلة في بعثات دراسية إلى الخارج ليتمكنوا بعد إتمام هذه المهام ليحلوا محل الجنسيات الغير الكويتية في مختلف مرافق الدولة الحساسة ومن هذه المرافق إدارة الطيران المدني ، حيث أذيع إعلان في الراديو موجه إلى الراغبين من الطلبة الكويتيين للالتحاق بالطيران المدني للعمل في مختلف أقسامه الفنية ، وكان هذا الإعلان خلال العطلة الصيفية عام 1962 وصار تنافس بين إدارة معارف الكويت ممثلة في ناظر مدرسة ثانوية الشويخ سليمان المطوع فى ذلك الوقت التي تنوى إرسال طلبة كويتيين إلى الدول العربية والأجنبية لتغطى حاجة الدولة المستعجلة من بين إدارات الحكومة الحساسة مثل وزارة الخارجية والطيران المدني ، فكان مدير الطيران المدني في ذلك الوقت المرحوم عبدالله السمحان ، قد وضع احتياجات الكويت للشباب الكويتي وهى مهمة وطنية من واجب كل كويتي الالتزام بها ، المهم استطاع المرحوم عبدالله السمحان أن يجمع 33 طالبا كويتيا وحدد موعد لمقابلة الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح في مكتبه في وزارة الداخلية بالشامية ، حيث كان وزير الدفاع بالإضافة إلى وزير الداخلية ، وبعد المقابلة أصدر الشيخ سعد تعليماته العاجلة لإرسالهم إلى خارج الكويت للدراسة ، فقامت إدارة الطيران المدني بتوزيعهم إلى مختلف أقسام الطيران المدني الفنية مثل قسم السلكي واللاسلكي وقسم صيانة الأجهزة الملاحية وبرج المراقبة فكان داود بورسلي أحد أول ثمانية طلبة كويتيين اختيروا كضباط مراقبة جوية .

ففي 25/6/1962 عين داود بورسلي ضابط مراقبة جوية وضابط مراقبة رادار ، وثم في 1/8/1970 صدر قرار بتعيينه رئيس شعبة العمليات وفى 9/1/1973 عين رئيس قسم العمليات وفى 13/11/1980 عين مراقب النقل الجوى ، وفى 18/10/1984 عين مدير النقل الجوي وفى 2/7/1989 عين أمين سر المجلس الأعلى للطيران المدني ، وثم تقاعد في عام 1995.

المزيد

خالـد محمـد بورسـلي

خالد محمد مبارك محمد بورسلي 1925 ــ 1999
حديث الذكريات
تاريخ الأوطان محفور في صدور أبنائها بحروف من نور تضئ الطريق أمام الأجيال المقبلة ، أن رواية شاهد عيان لما كان يجري على تراب هذا الوطن لا تقل أهمية عن شهادة يدلي بها مؤرخ ورع وأمين يستمد معطياته التاريخية من روايات هؤلاء المعاصرين .
أن الحياة بكل أنماطها الاجتماعية والسياسية وبجميع مفرداتها ما بين معاني الفرح وطقوسه و ألام الحزن وكيفية التعبير عنها وكذلك التخفيف منها … كل ذلك يرسم بصورة دقيقة عن حياة الأولين من الرعيل الأول الذين أسهموا في وضع اللبنات الأولى لصرح هذا المجتمع الذي نعيشه الآن .
ولما كانت الحروف هي الوحدة البنائية للكلمة … والكلمة هي الوحدة البنائية للجملة التي تتشكل منها التراكيب اللغوية التي نستخدمها في حياتنا اليومية ، لما كان ذلك كذلك ، فأننا نحاول أن نرسم من مشاهدات من تستضيفهم هذه الصفحة لوحة فنية بالألوان الطبيعية لحياتنا القديمة من دون رتوش ودون إملاء أو تحيز اللهم إلا ثقافة الضيف ومركزه الاجتماعي وحجم مشاركته في مجتمعه . أننا نرحب على هذه الصفحة بسائر الشخصيات التي عاصرت نهضة الكويت وانطلاقتها نحو الحداثة والمعاصرة وربط ذلك بأصالة الماضي وعراقته.
ولتكن هذه الصفحة – عزيزي القارئ – مرآة صادقة للكويت وقديمها الذي قد لا يعرفه الكثيرون من الأجيال المعاصرة .
كتب منصور الهاجرى :
ينتمي خالد محمد مبارك بورسلي إلى عائلة كبيرة وكريمة من (بني خالد) فيما كان يعمل رجال العائلة (نواخذة) على سفن الغوص ، إلا أن خالد محمد بورسلي أثر الابتعاد عن مهنة البحر فعمل في مجال البيع والشراء منذ شبابه .
بدأ خالد محمد بورسلي في بيع الفواكه والخضروات في الفريج بالقرب من بيت والده ثم تعلم قيادة السيارة فأشتغل سائقا لدى المرحوم الشيخ مبارك الحمد لفترة طويلة ثم عمل لدى المرحوم الشيخ عبدالله الأحمد .
وتحدث خالد محمد بورسلي عن حكاية “الفلقة” عندما ضربه سيد عمر عاصم في المدرسة المباركية والمواقف التي تعرض لها عندما كان يتاجر بالذهب والمواد الغذائية . لماذا سافر إلى البصرة أثناء الحرب العظمى ؟ وكيف كانت الحياة العامة في كويت الماضي ؟
ماذا قال عن المرأة وعن الشباب من الجيل الحالي ؟ هذا ما يكشفه في حديث الزكريات في بداية كلامه تحدث خالد محمد بورسلي عن ولادته قائــلا :
مكان الميلاد :
ولدت في الكويت بمنطقة الشرق (فريج بورسلي) وعائلة بورسلي من العائلات الكويتية الكبيرة التي استوطنت الكويت منذ القدم ، ولما قدمت عائلة الصباح إلى الكويت كانت عائلة البورسلي تقطن الكويت ولها مواقع على أرضها مثل (ثميلة بورسلي) وقصير بورسلي وخصوصا في بر بورسلي ونحن من (الخوالد) ولكنهم تأكلوا وتداخلت معهم بعض القبائل ، وأول مكان بنو بيوتهم فيه بالشرق (فريج الشملان حاليا ) ، ولكن بعض النواخة استولوا على بيوتهم إلى أن كونوا أنفسهم ، ونقعة بورسلي موجودة فى الشرق وبعض رجال العائلة كانوا (نواخذة غوص) وسفر ويملكون السفن الخشبية الكبيرة ، ولهم مواقف طيبة تجاه بلدهم وتركوا البحر وباعوا سفنهم مع ظهور النفط واتجاه البحارة للعمل في الحكومة.
التعليــم :
أول مدرسة تعلمت فيها في ذلك الوقت مدرسة ملا عبدالله وبعد ذلك انتقلت إلى مدرسة ملا عيسى مطر في براحة الماص ، وبعد سنة انتقلت إلى مدرسة (سيد أبو دقوع) وفى تلك المدارس تعلمت القراءة والكتابة وحفظت القرآن الكريم ، وبعد حفل الزفة الذي يقام بعد ختم القرآن ، انتقلت إلى المدرسة المباركية وكان المرحوم عبدالرحمن الدعيج يشرف على التعليم التمهيدي في (المباركية) وبعد تلك المرحلة تبدأ مرحلة التعليم الابتدائي ثلاثة فصول ويدرس فيها المرحوم سالم الحسينان وعبدالله العمر ، وبعدها ثلاثة فصول ويدرس فيها عبدالعزيز الفارس و عبدالرحمن إسماعيل وملا عثمان العثمان وسيد عمر عاصم .
أول تعليمي كان في المباركية ، حيث دخلت المرحلة التي درسني فيها عبدالعزيز الفارس ، بعد ذلك انتقلت للمرحلة التي تليها وملا عثمان درسنا الدين ، وأذكر أنه في أحدى السنوات تغيبت أيام الربيع لكنني عوقبت من قبل سيد عمر عاصم (بالفلقة) وأذكر أن عبدالرحمن الدعيج وأبن سيار مسكوا (الفلقة) وضربني سيد عمر بالعصا على (القدمين).
من الذين كانوا يدرسون في الفصل ذاته بدر السالم وصالح شهاب وهو أخر صف درست فيه وبعدها تركت المباركية وإلتحقت بمدرسة عبدالرحمن الدعيج التي افتتحها بعد ما ترك المباركية وكذلك درست في مدرسة سيد هاشم البدر وموقع المدرسة مقابل الصفاة ودرست اللغة الإنجليزية عنده .
كان بعض الطلبة يدرسون (الإنجليزية) أيضا بمدرسة إسرائيل الواقعة بالقرب من السوق الداخلي .
وبعد ذلك تركت الدراسة ، ومن الأعمال التي زاولتها كنت أبيع (الزلابيه) و(الغريبة) أيام شهر رمضان ، أما في الصيف فقد كنت أبيع العنب والرطب والتفاح الصغير ، وأذكر جدي إشترى مني (الركين) واحد عنب والثاني (رك) الرطب و(الرك) يصنع من جريد النخل على شكل هرم مقلوب ، وتوضع فيه الفواكه وفيه فتحات ، وفى أيام الربيع كنت أبيع الفقع و(الطراثيت ) وهو نبات فطري و(الأقط) .
هذا العمل كان في بداية عملي بالتجارة ، ذهبت إلى بلدية الكويت وموقعها في ساحة الصرافين بالقرب من السوق الداخلي والبلدية عبارة عن مبني صغير يسمى (الكشك) ، وكنت أنوي استخرج ترخيص لمزاولة البيع والشراء إلا أنه في الطريق قابلني جماعة من البحارة الذين كانوا يعملون عند سلطان بورسلى وعرضوا علي معهم بالسيارات فعرضت الموضوع على عمي سلطان فوافق للعمل معهم فاشتغلت (معاونا ) على السيارات ، وكنت أعمل مع خالد المالك الذي كان يعمل على نقل الخضار من الفحيحيل والقصور الى الكويت . درب واحد ينزل من القصور صباحا ويعود في المساء وكنا أيضا ننقل ركابا الى الكويت فكنت أعمل معه ثم تعلمت قيادة السيارة وكنت أحرك السيارات من مكان لآخر ، وتقدمت الى البلدية بطلب الحصول على إجازة وهى عبارة عن بطاقة ولها رقم ويسمح بها بقيادة السيارة وبعدما حزت على (الإجازة) وأول عمل لي كسائق اشتغلت في قصر نايف عند المرحوم الشيخ عبدالله الأحمد الصباح وعملي سائق بالوانيت وفيه رشاش وأذهب معه عندما يزور بعض الكويتيين ، وأذكر عندما كنت عند الشيخ عبدالله الأحمد حصلت حادثة وكنت السائق وعلى المسعد مسئولا عن الرشاش ومعه عبدالكريم ، حيث كان مجموعة من الشرطة العراقية المسلحة كسروا وأوقعوا اللوحة الموجودة بين الحدود الكويتية والعراقية وكان مكتوبا على الوجهين لها من جهة الكويت الحدود الكويتية والجهة المقابلة للعراق الحدود العراقية ، المهم ذهبنا ومعنا بالوانيت ثمانية عشر مسلحا وسيارة أخرى فيها عبدالله المسعود وخليفة بن بحوه ولوحة كبيرة واسمنت وماء والمرحوم الشيخ على الخليفة في سيارته التي يقودها سائقه الخاص واسمه على الأصمخ ، وفى المكان القديم نفسه وضعنا اللوحة الجديدة لتحديد حدود دولة الكويت فخرجت علينا السيارات العراقية المسلحة ووقفوا أمامنا وحولوا اتجاه رشاشاتهم ونزل من سيارتهم ثلاثة رجال (معاونيه) وتوجهوا إلينا سيرا على الأقدام ، وقابلوا المرحوم الشيخ على الخليفة ودعوه على الغداء ، إما رجالنا فانتشروا في البر ومعنا أسلحتنا وأعطوني بندقية (أم إحدى عشر) ، وفى ذلك الوقت لا يوجد طريق معبد ، وضعنا اللوحة وثبتناها بالأسمنت وبعد صلاة المغرب عدنا إلى الكويت .
وبعد يومين بلغونا بأن العراقيين كسروا اللوحة والقوها بالأرض فصارت مفاوضات مع العراق وخرجنا ومعنا المعتمد البريطاني ، وكنا جاهزين ومعنا قوة عسكرية وبعد الظهر حضر عندنا المرحوم الشيخ عبدالله المبارك وقد أرسل لنا قوة إضافية ومؤنا ووضعنا اللوحة في مكانها وانتظرنا حتى بعد المغرب وعدنا الى الكويت إلا أن العراقيين عادوا وكسروا اللوحة فبقيت معلقة على جهة واحدة وفى المكان قبل (صفوان) بقليل كان ذلك في عهد عبدا لإله الوصي على عرش العراق هذه نوايا الحكم في العراق منذ عهد بعيد ضد الكويت والكويتيين ولا يزالون يضمرون الشر والعدوان على دولة الكويت . أبلغت الشيخ عبدالله الأحمد بأنني مقبل على الزواج ولا أستطيع الاستمرار بالعمل فوافق واشتغلت عند الشيخ مبارك الحمد وفى غالبية الأوقات كنا نذهب إلى القنص لصيد الحبارى ومعنا محمد العزب وسيف بن حصين وفلاح العازمي وهم (صقارة) ونذهب إلى ساحة أم الرجم بالقرب من السالمي أو منطقة فليج الشمالي عند (الحفر) وهناك نضرب المخيم ، وكنا نصطاد الظباء الجميلة يوميا بحدود (خمسين ) وكذلك الحبارى و معنا صقور قوية وشديدة ، وكلما أخذنا أربعة أيام أرسلني الشيخ مبارك الحمد إلى الكويت والسيارة محملة بالطيور والظباء أوزعها على العائلات واستمررت بالقنص وأذكر أن الماء تجمد عندنا من شدة البرد .
توجهت إلى البصرة للعمل مع سعدون اليعقوب ويوسف اليعقوب وهم من ملاك النخيل وفى ذلك الوقت أيام الحرب العظمى الثانية كان بعض الناس يعملون بالتجارة اشتغلت سائقا وكنت أنقل بعض المواد التجارية إلى البصرة ومنها إلى الكويت أنقل الخضروات والفواكه .
وعمـلت على الطريق من الكويت إلى البصرة وتحمل السيارة أرقاما ( لوحات) وكنت أكتب الأرقام بالطباشير على أبواب السيارة ونوع السيارة (هلمن ) صناعتها انجليزية ولا يوجد طرق معبدة وإنما طرق صحراوية ونمر على الروضتين و(شعيب الأباطح ) و(اكراع المرو) ثم المطلاع .
أحتاج الأمر للسفر إلى الرياض وأخذنا معنا عبدالرحمن الجاسر كدليل للطريق ومعنا أيضا يوسف ابوالحسن ويوسف اليعقوب وبعد وصولنا إلى الرياض قام المرحوم يوسف اليعقوب بمقابلة سمو الأمير منصور ال سعود وذلك للتعزية بوفاة أحد أفراد العائلة ، وأعطانا الأمير هدية لكل واحد (بشتا وذبونا وغترة) وهذا شئ طبيعي .
بعد العودة من الرياض تركت العمل عند عائلة اليعقوب واشتغلت في البلدية مع بداية تعيين عبدالله العثمان مديرا للبلدية وعينت سائقا عند المدير ، وفى البلدية سيارة واحدة وسيارة (تنكر) للرش أيام الصيف ، وفى الشتاء تتحول سيارة للنقل فلا يوجد غيرها حتى أن العربات التي تجرها الحمير لنقل القمامة لها خشب فاستخرجت لهم وعملت قاعدة جديدة بواسطة (السبرنج) ، هذه خبرة من عملي بالسيارات ، أما عملي فكنت أذهب مع المدير لتخطيط الأراضي في حولي و الفروانية والدمنة(السالمية) ولكل مئة ذراع (قسيمة) .
أذكر إن البلدية لها مجلس يرأسه المغفور له الشيخ احمد الجابر أمير الكويت الراحل ومن أعضائه عبدالرحمن البحر واحمد البحر وبن سدحان و عبدالحميد الصانع ، وكنت أقوم بإيصال الرسائل للأعضاء لعقد الاجتماع ، وأمين الصندوق خالد جعفر أما الموظفون فهم جاسم السميط وجاسم الفياض وإبراهيم الفوزان ومسئول عن العربات عبدالرحمن العياف ، والمزارع محمد الرامزي .
وبعد ثلاث سنوات خدمة في البلدية تركت العمل واشتريت سيارة خاصة (موديل 1947) فورد وكانت السيارات تركب في جدة وتحضر إلى الكويت والسيارة التي اشتريتها أحضرها محمد الدويسان من جدة أثناء الحرب العالمية الثانية وسعرها ثلاثة عشر ألف روبية ولا أملك من هذا المبلغ روبية واحدة .
القصة أن صاحبي يوسف الحداد وهو صاحب (كراج في الدهلة ) وكنت أريد أن ادفع ثمانية ألاف روبية وخمسة ألاف روبية (أقساط) كل شهر ألف روبية ، فقال يوسف الحداد تذهب إلى (القضاع) وهو رجل يعطي (سلفا) و أنا الكفيل ومعروف بالسوق ، وفى الطريق قابلني المرحوم احمد المواش وسألني خالد (وين رايح) فقلت له القصة فقال : لا … لا تعـال معي لنذهب إلى السوق لندخل على المرحوم حمد المشاري ، فقال له : يا أبو عبدالعزيــز … خالد يريد أن يأخذ سلفا من (القضاع) فقال : لا ..لا : وذهبت مع المواش وحمد المشارى إلى الحاج يوسف الفليج فأخبروه بالموضوع فقال يا أحمد المواش اذهب إلى احمد البحر وأخذ منه المبلغ وأعطاه عيشا (رز) وباعه بالخارج وأرتفع سعره غير السعر الأصلي ثم أعطاني ثمانية ألاف روبية وبعد سنة سددت الديون وكتبت على نفسي سند قبض والشهود فهد النفيسى و عبدالرزاق المسعود واحمد الساير وصالح الفهد وهم أصحاب محلات لبيع قطع غيار السيارات وركبت متوجها إلى البيت وقابلني احمد الفودرى وعرض علي العمل بشركة نفط الكويت فورا … ذهبت معه وكان هناك شركة (اسبنس) تمول شركة النفط بالمواد الغذائية وتم تعييني (يوميا ستون روبية) وبدأت العمل معاهم وأصبحت اليومية مئة روبية وأدفع الأقساط المطلوبة علي وبعد شهرين أدفع لأحمد البحر المبلغ المطلوب وبعد سنة أعطاني الحاج يوسف الفليج خمسمائة روبية من أرباح الثمانية الآف المدفوعة للأقساط ، هذا دليل قاطع على النية الحسنة والخلق الكريم الذى يمتاز فيه الكويتيون …أمانة واخلاق كريمة .
باليت أن نشاهد ذلك وأتمنى أن يفعل المتعاملون كما كان الأباء والأجداد يتعاملون ، وبعد مضى سنتين عن العمل وذلك العام 1948 تقرر تصفية الشركة وإنهاء أعمالها من قبل شركة نفط الكويت إلا أن الشركة ضمت الخدمات الغذائية لها وخرجت من الشركة واشتريت سيارة أخرى نوع ” دزينو موديل 1948) من شركة الملا وبدأت أشتغل فيها قابلني فهد النفيسى وأبلغني عن عمل أقوم به وهو أن أذهب إلى مدينة الرياض فقال ، خذ معك هذين الرجلين واذهب إلى منطقة الحفر ، هناك شخصية تنتظرك وستركب معكم وتذهبون بها إلى مدينة الرياض ، فعلا هبنا إلى الحفر وقابلت أمير المنطقة وركب معنا ، أصبحنا أربعة وتوجهنا إلى فليج الشمالي ، وهناك يوجد مخيم كبير فيه عبدالله الفالح السعدون وهو الشخصية المعنية ، ركب معنا في السيارة وحراسة في سيارات نقل وتوجهنا إلى مدينة الرياض منذ الصباح وكان علينا عيد الأضحى والملك عبدالعزيز بن سعود موجود في مكة المكرمة .
أبلغني عبدالله الفالح السعدون أذا كنت أستطيع الذهاب إلى مكة فشركته ونزل بالقصر فيما عدت مع زملائي إلى الكويت وأكرمني بعطائه .
وأعطونا إكرامية سبعة جنيهات ذهبا وغترة شال وبشتا ونعالا لكل واحد ، وزهابا للطريق ، مواد غذائية .
دخلت فجرا إلى الكويت وبعد ذلك اشتريت أربع سيارات وعينت سواقين عليها يشتغلون تاكسي ، هم محمد العنيزى وصالح السبتي ويوسف صقر علي ومحمد النجدى وفى ذلك الوقت كان الكويتيون يتاجرون في الذهب من الكويت إلى الهند .
بعت جميع السيارات والأموال وبدأت أتاجر في الذهب وأسافر إلى الهند بالباخرة وأضع الذهب في قاعدة السطل (التب) أو داخل خشبة (المرقة) للخبز وكنت أبيع الذهب هناك واستورد من الهند ملابس (العباءة الكريب) والغتر والملافع للنساء .
عندما نجهز هذه البضاعة نتفق مع رئيس الباخرة على أن البضاعة نضعها عنده داخل غرفته وفى كيس واحد (الخيشة) ونعطيه مئة روبية حتى ينتهي التفتيش أيضا .
وأذكر من الذين يتاجرون بالذهب المرحوم سعود العصيمي وأبو حسن مع إبنه وداود البدر أما بالسفن الخشبية كنت أرسل الذهب مع بعض الأصدقاء ولكن التجارة فيها ربح وخسارة ، مثلا في أحدى السنوات قالوا أن السفينة احترقت وخسرنا ومسكوا بعض التجار .إلى هنا اختلفت الأمور وضعفت التجارة وشددوا في التفتيش .
العمل في وزارة الكهرباء:
بعد تجارة الذهب وما تكبدته من خسائر وما حصلت عليه من أرباح تركت العمل الحر واتجهت للعمل في الحكومة وأول وزارة عملت فيها هي الكهرباء ، تقدمت بطلب إلى الحاج مساعد البدر مدير الكهرباء ومنذ العام 1953 وحتى العام 1980 وأنا أشتغل بالكهرباء ، وأول وظيفة ، مساعد مدير العمل والعمال ، والمدير خالد العبدالجليل تسجيل العمال وبعد ذلك عينت مديرا لشئون الموظفين ثم مديرا للكراج ، بعد ذلك نقلت مديرا لمكتب الوزير ثم رئيس مكتب الكهرباء في منطقة الشرق ، ومن ثم شؤون المستهلكين وبعد ذلك تركت العمل نهائيا وكما ترى أجلس الآن في الديوان.
قديـم الكويت :
كانت العلاقات الاجتماعية والأسرية قديما في الكويت ممتازة وطيبة والنفوس صافية حلوة. بعضهم على بعض ولا توجد كراهية أو بغضاء ، لكن لكل قاعدة شواذ ولدى الناس شيمة ومروءة ومحبة وأمان ، والناس مخلصة لبعضها البعض وعلى سجيتهم والمرأة لا تركب بالسيارة بجانب زوجها وهو يقود السيارة لكن تجلس بالمقعد الخلفي ووجهها مغطى (بالبوشية) والناس تعرف بعضها البعض .
أقول أن الكويت قديما أحسن من هذا الوقت ومن جميع النواحي أيضا كنا ننام بالليل فوق السطوح والظهيرة بالعريش ونرش الماء على الأرض لكي تبرد وتنخفض درجة الحرارة و (اللاهوب) .
الشباب هذه الأيام عندهم (نعومة) و(تروفة) وبعض العائلات تصرف المال ببذخ وتشترى من دون معنى حتى السفر بالأقساط وكل المسألة تقليد للأخر .
حيــاة الوالـــد :
والدي محمد مبارك بورسلي ولد في الكويت وبدأ حياته بالأسفار والتجارة بالذهب بين الكويت والهند وكان يضع الذهب (بالزبيل) المصنوع من خوص النخل ، وبعد ذلك سافر إلى قطر وأستقر فيها ، وكان يعمل بالتجارة وبعد سنوات هاجر إلى البحرين واستقر فيها وافتتح محلا للمواد الغذائية وتطور عمله إلى أن أصبح له محلات عدة وكان يمول الكويتيين وبخاصة نواخذة الغوص ويزودهم بالسكر والعيش (الأرز) وأصبح بالمقدمة مع تجارة البحرين وبقى هناك لمدة خمسة عشر عاما يعمل بالتجارة ، وكنت أذهب عنده إلى البحرين ثم عدت إلى الكويت ومرة ثانية ذهبت عنده إلى البحرين وأخذني عنده ناصر العيسى وعثمان الجيران وتعهدا بإعادتي إلى الكويت وركبنا الباخرة وبقيت سنة بالبحرين ثم عدت إلى الكويت وبعد ذلك حصلت حوادث بالبحرين (أمور سياسية) وعندما رأى الوالد ذلك أغلق محلاته وعاد إلى الكويت وافتتح محلا بجوار الحاج يوسف الفليج ولكنه لم يوفق بالعمل لأنه أشترى كمية من السكر وخسر فيها بسبب هبوط الأسعار وأغلق محله نهائيا فتأثر نفسيا .
نفـط الكــويت :
بعدما خسر في تجارته توجه للعمل بشركة نفط الكويت وكان عمله مترجما لرئيس (المطافئ) في ذلك الوقت كنت أشتغل مع شركة المواد الغذائية التابعة لشركة نفط الكويت كما ذكرت فأخبرني أحد الأصدقاء بأن والدك يعمل بالشركة فتوجهت وسلمت عليه وأخبرته عن عملي وكان يسكن في بيوت الشركة مع أسطى عراقي ولكن بعد مدة قمت بزيارته إلا أنه لم يكن موجودا بسبب تركه العمل وافتتح له محلا بالشارع الجديد يستورد ويبيع (آسرة أطفال) وكذلك أشتغل في بيع وشراء الأراضي .
توسعت تجارته بالأثاث وتوجه إلى مصر للعمل هناك وشارك احد التجار المصريين ويشتغل ما بين مصر وإيطاليا في إستيراد (الإستوكات) وبقى حتى توفى هناك وأحضرته إلى الكويت ودفن هنا .. رحمه الله، في العام 1922، والدي تزوج أكثر من واحدة وقضى حياته بين التجارة والعمل ولم يدخل اليأس حياته إنما واصل عمله.
حياتي الاجتماعية:
تسألني عن حياتي وعن أولادي ، نعم أنا تزوجت مرتين الأولى كان عمري ثمانية عشر عاما ، وزوجتي بنت محمد المدارى والذي خطبتها الوالدة ، وكانت الزفة بالسيارات من البيت إلى بيت الزوجية بالقبلة ،وبقيت في بيت الزوجة لمدة أسبوع.
وهذه هي العادة المتبعة في ذلك الوقت بالنسبة للزواج (ليلة الزفاف) ، وفى الصباح تكون الزفة الثانية والثالثة والتحوال حيث تتحول العروس من بيت أهلها إلى بيت زوجها “والثوبلت” ، وهو زيارة أهل العروس إلى بيت الزوج لرؤية ابنتهم وتعميق أواصر النسب والقربى ، من الزوجة الأولى رزقني الله ببنت اسمها نورية ، متزوجة وعندها أولاد وتعمل موظفة ، والثانية متزوجة وتعمل موظفة ، ومساعد متقاعد ومتزوج ، وعدنان موظف متزوج وجامعي ، عادل موظف نائب مدير جامعي ومتزوج ، وطارق موظف ومتزوج ولديه أولاد .
أما الزواج من الثانية، فكان العام 1957، من سيدة عربية والأولاد ناصر مهندس متزوج، احمد طالب جامعي ـ حقوق، وثلاث بنات جامعيات متزوجات وعندهن أولاد وبنات.
وعلاقتي مع جميع أبنائي وبناتي علاقة الأب بالأبناء وهى علاقة طيبة وممتازة وجميعهم يزوروننا مع أولادهم ، وأكثر من ذلك إنهم موجودون في البيت في كل ليلة ونجلس معهم في الحديقة ، ولهم يوم خاص للزيارة جميعا لرؤية بعضهم بعضا ، هذه العلاقة وهذا الشعور الطيب يولد المحبة والتراحم والتواصل بين الأبناء والبنات وبين أولادهم ، ولا يوجد ما يعكر صفو حياتهم أو يجعلهم مختلفين ، الحمدلله الجميع فاهم وعارف محبته للآخر ، وكذلك زوجات الأبناء وأزواج البنات ، لهم عندى كل محبة وتقدير وهم كالأبناء ، وما زال الحب والتواصل يسود هذا التجمع الأسري.
حياتنا ممتازة وسهلة يسودها الاحترام والتقدير أيضا تفتح الديوانية كل ليلة للأولاد وأبناء العائلة والأصدقاء ، أما يوم الأربعاء فتكون الديوانية رسمية للجميع ويحضر الأصدقاء من كبار وصغرا ، والديوانية قديمة في الكويت وكانت تختص بكبار الشخصيات في الفريج أما بعد العصر أو بين صلاة المغرب والعشاء فيدور الحديث عن العمل وعن البحر وشؤون البحارة .
أما اليوم فقد اتخذت الديوانية للمظهر عند بعض الناس ، وكثرت الديوانيات والتي تعتبر برلمانا مصغرا تطرح فيه هموم ومشاكل المجتمع و(لعب الكوت) ، وأصحاب الديوانية قديما إذا تغيب أحد من رواد الديوانية يستفسرون عنه ويسألون عن سبب عدم حضوره في ذلك اليوم ويسألون عنه في المسجد أو يذهبون إلى بيته وكان الناس يتواصلون فيما بينهم .
اليوم أنقطع الحضور للديوانية والواحد يزور في الليلة الواحدة أكثر من ديوانية وليسأل عن الغائب إلا عند البعض إذا كان ملتزم الحضور .
على الشباب أن يعرفوا عن أبائهم وأجدادهم وكيف كانوا يعملون وعلى شباب هذا الجيل التواصل وزيارة الأهل والأقارب وترك الترف واللعب وعليهم أن يعرفوا أبناء الأسرة ويلتقوا مع بعضهم بعضا وان يؤدوا واجباتهم الدينية ولا يتركوا المسجد … والحذر الحذر من قيادة السيارة بسرعة وعدم تجاوز وكسر القانون والحذر من مصاحبة أصدقاء السوء والابتعاد عنهم وملازمة الصحبة الطيبة.

المزيد

حمود مبارك بورسلي

حمود مبارك محمد ناصر مبارك بورسلي

من مواليد 1901  وتوفي  1978

حياة حمود مبارك محمد بورسلي كانت مليئة بالأسفار إلى الهند التي تعلم منها وأجاد القراءة والكتابة والحساب و اللغة الانجليزية، فكانت حياته مليئة بالأحداث والكفاح حتى أن بعضها تحول إلى تاريخ دولة، فمثلا:

حمود مبارك بورسلي هو أحد أول مجموعة من الشرطة وعددها عشرين التي أسسها الشيخ صباح السالم الصباح سنة 1938 ، هذه المجموعة اعتبرت نواة الشرطة في مرحلة تأسيس الشرطة في الكويت ، وقد ارتدى حمود بورسلي الزي العسكري وخدم حتى عام 1943  وثم انتقل إلى مهنة التمريض في أوائل عهدها في الكويت.

حمود مبارك بورسلى أول كويتي يبعث في دورات للتمريض خارج الكويت إلى مصر و الهند.

كون حمود مبارك محمد بورسلي يجيد القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الانجليزية التي تعلمها ومارسها من كثرة  أسفاره للهند فقد أعطي دورة عامة في التمريض، ففي مارس 1944 تم تعيينه رسميا ليكون ثاني مضمد في الكويت من بعد حامد النصر الله في المستوصف السوري (أول مستوصف حكومي ) وأخذ معه أبنه الكبير فهد حمود بورسلي وكان يبلغ من العمر 15 سنة ليكون كاتب كروت مراجعات المرضى.

في عام 1949 عين رئيس لجنة الممرضين لعملية أعداد وتأثيث مستشفى جديد في منطقة الشرق وهو المستشفى الأميري ، حيث في 18 أكتوبر عام 1949 أفتتح الشيخ احمد الجابر الصباح مستشفى الأميري ، وأنتقل إلى المستشفى الأميري مع الافتتاح وبهذا يكون أول مضمد كويتي والوحيد ينتقل إلى هذا المستشفى الجديد ، قام في بناء هذا المستشفى البناي الكويتي خليفة البحوه وكان يساعده ابنه خالد خليفة البحوه ، وقد تزوج خالد البحوه أخت حمود مبارك بورسلي في أواخر الأربعينيات ، فأنجبت الدكتور بدر خالد البحوه وإخوانه ، ويذكر التاريخ أن أرض المستشفى تبرع بها حمد الصقر ، بالإضافة إلى قطعة أرض مجاورة تابعة لعائلة المسباح اشترتها الحكومة منهم فألحقتها بالمستشفى ، وقد تكلف بناء المستشفى 30 ألف روبيه حسب ما جاء بكتب التاريخ.

وقد أشتهر حمود بورسلي كأول مضمد تخصص في إعطاء الحقن للمرضى ، وكان الكويتيون يقولون إبرة حمود بورسلي “أتطيب المريض” ، وأصبح هذا مثل الدعابة والمثل بين الكويتيين في ذلك الزمان لأن الحقن كانت شئ غير دارجة في الكويت ، حيث كانوا يعتمدون على الكي والأدوية الشعبية ، فكان هو الكويتي الوحيد الذي يعطي الحقن فكان يرتاح له الكويتيون والكويتيات بجميع أعمارهم وأعمارهن ومستوياتهم و مستوياتهن .

فازدادت خبرته وثقافته بالممارسة من شرح الأطباء له ومن القراءة والإطلاع في مجلات والكتب التي يحصل عليها من الأطباء الأجانب في المستشفى، وكان الأطباء الانجليز وعلى رأسهم الدكتور بري يعطيه الدورات التخصصية، ثم عين أمين مجمع الدعية ، وثم مستوصف المقوع ، وثم نائب مدير مستشفى المصح الداخلي للأمراض الصدرية الذي أنشأ في عام 1952 الواقع في شارع السور داخل المدينة ، وثم نائب مدير مستشفى الصدري الحالي الذي أنشأ عام 1959 وأفتتحه الشيخ صباح السالم الصباح ـ كان نظام وزارة الصحة أن مدير المستشفى يجب أن يكون طبيب حامل شهادات طبية وذو خبرة طبية ـ وفى إبريل من عام 1969 تقاعد لأمور صحية، فأنشأ لنفسه ورشة نجارة ـ ورشة متقاعد ـ في المنزل يشغل نفسه بها كل صباح ليحافظ على نشاطه وصحته ، وتوفي في فبراير من عام 1978.

وأما حياته من 1915 حتى عام 1937 كان يقوم بالأسفار البحرية الكويتية الطويلة إلى الهند وشرق أفريقيا على سفن الخرافي.

لقد تزوج حمود مبارك بورسلى من دلال سلطان راشد عثمان بورسلي فأنجبت له فهد وإبراهيم وحصة وخالد وعبدالله.

من الصفات التي تميز بها حمود بورسلي ،  أنه كان منظم جدا جدا ، ودقيق المواعيد ، ويدون جميع مصروفاته اليومية ويطرحها يوميا من دخله الشهري العام ، ويجيد القراءة والكتابة ويحب الاطلاع ، ويتابع الأخبار المحلية والعالمية بدقة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ويحللها ، ودائما كان ينبه أبناءه ليكونوا خير المخططين ونبهين لأنفسهم، ودائما يقول لأبنائه والآخرين من الأصدقاء والأهل أن أساليب السياسة في المنطقة والتعامل مع العالم الخارجي لا يبشران بخير ، إلا إذا أعطيت شعوب المنطقة حرياتها ، وكان طويل القامة وقوى البنية ويقوم بجميع تصليحات البيت بنفسه من كهرباء ومواسير ماء ونجارة وحداده.

هذه الصورة صارت جزء من تاريخ تأسيس الشرطة الكويتية وحمود بورسلي ثالث شخص على اليمين في الطابور الذي على اليسار أخذت هذه الصورة في عام 1938 تقريبا

حمود مبارك بورسلى أول كويتي يبعث في دورات للتمريض خارج الكويت إلى مصر و الهند

هذه صورة من الصور التاريخية في متحف الكويت وفي الصورة مضمدين من الجاليات اللبنانية والعراقية المتخصصين في التمريض، مع رئيسهم حمود مبارك محمد بورسلي وهو ثالث شخص على اليمين “لا بس على رأسه قحفية”، أخذت هذه الصورة في المستشفى الأميري عام 1953

هذه صورة من الصور التاريخية في متحف الكويت، وفي الصورة مضمدين من الجاليات اللبنانية والعراقية المتخصصين في التمريض، مع رئيسهم حمود مبارك محمد بورسلي وهو ثاني شخص على اليسار “لا بس على رأسه قحفية”، أخذت هذه الصورة في المستشفى الأميري عام 1953

المزيد

بـدر بن ناصـر بورسـلي

بـدر بن ناصـر بن أحمـد بورسـلي
جريدة الشرق الأوسط ( الجمعـة 18 محـرم 1427 هـ 17 فبراير 2006 )
كتب عبدالستار ناجي:
بدر بورسلي.. تحول لمقدم برامج تلفزيونية «فشفرت» المفردة الكويتية
استطاع الشاعر الغنائي الكويتي بدر بورسلي أن يحتل موقعه البارز على خريطة الأغنية الكويتية والخليجية، في مرحلة مبكرة من الستينات وقد اقترنت قصائده بعدد مرموق من نجوم الأغنية الكويتية والخليجية على حد سواء ومنهم على سبيل المثال لا الحصر كل من عبد الكريم عبد القادر وغريد الشاطئ ومحمد عبده ومصطفى أحمد وعبد الله الرويشد ونبيل شعيل ونوال وغيرهم، وهو يؤكد دائماً، بأنه لو لم يكتب أي شيء سوى ـ وطن النهار ـ لكان ذلك يكفيه، وهي الأغنية التي شدى بها الفنان الكويتي عبد الكريم عبد القادر فور تحرير الكويت لترددها الكويت من بعده، وتطرز في ذاكرة ووجدان الأجيال، وقد استطاع بدر بورسلي، الذي ينتمي إلى عائلة عريقة، قدمت للكويت الكثير من الشعراء الكبار، ومنهم الراحل فهد بورسلي، نقول استطاع بدر أن يشرق في سماء الأغنية، وقد اقترن حضوره مع الكبار المؤسسين في الفن الخليجي، واليوم حينما تذكر الاغنية الكويتية والخليجية، يذكر بدر ـ كترسانة ـ للمفردة الشذية، فأصبحت المفردة الكويتية الشعبية سهلة عند المتذوق العربي، ابرزها «رحلتي تركتيني شماتة.. وحشي في لسان البشر».. وهي منذ انطلاقها قبل عشرين عاما واصبحت تردد الى الان باصوات عربية، وهي التي كانت اولى بوابة شهرة الفنان الكويتي عبد الله الرويشد.

ويعترف بورسلى الذي عاش بين حي المرقاب وحي القبلة، احدى احياء الكويت الشهيرة، بأن أفراد أسرته الذين لم يكونوا ليتوقعوا ان تتفجر موهبته الشعرية بهذا الشكل اللافت للانتباة. لقد كان ذلك في بواكير الستينات.

ومن معينه الذي لا ينضب، دعونا نتعرف على شيء من ابداعاته، فمن رصيده، تأتي أغنيات «اعترفلج» و«باختصار» التي تغنى بها رفيق دربه عبد الكريم عبد القادر ومسموح ومن شكالي حاله واعتب عليه ومحتاج لها وكلك نظر وحبيبي الوطن وكم آخر من الأعمال التي لا تزال ترددها الأجيال. لقد قدم مجموعة من التجارب الشعرية في الستينات ومع عدد من الكبار اعتبارا من الفنان سعود الراشد الى نجوم جيل تلك المرحلة حتى جاءت تجربته في مطلع السبعينات حينما دفع بقصيدته ـ غريب ـ الى الملحن الدكتور عبد الرب ادريس ليضع بها كل احاسيسه الجياشة ويقدمها الى الفنان عبد الكريم عبد القادر الذي بدوره وجد ضالته المنشودة لتدفع تلك الاغنية باسم بدر بورسلى الى فضاءات ابعد. ولم ينحصر دور بورسلي عن الكلمة العاطفية، بل كان حبه العميق لوطنه يشفع له بأن يترك بصمته في احتلال الكويت في 1991 حين قدم قصيدته الشهيرة «وطن النهار» مع عبد الكريم عبد القادر واستمر في ورشة عمل مع عبد الكريم لعامين متتاليين حيث قدما ايضا «حبيبي الوطن». وفي الستينات احتك مع الكبار من الشعراء والملحنين امثال الشاعر الكبير احمد العدواني والملحنين احمد باقر وسعود الراشد وعبد الرحمن البعيجان. وفي السبعينات راح يحلق مع عبد الكريم وغريد وعبده وطلال، ومن الملحنين كان هناك كل من د عبد الرب ادريس ويوسف المهنا.

ولا يمكن بأي حال من الاحوال تجاوز ـ مسموح ـ مع الراحل غريد الشاطئ انه نبع للكلمة هادر بالعطاء والتفرد. في الثمانينات جاء دور عبد الله الرويشد ونبيل شعيل ونوال وكم اخر من النجوم الشباب يومها وعلى صعيد الالحان تألق بالتعاون مع الراحل راشد الخضر. ويكفى ان نشير الى ـ رحلتي ـ مع عبد الله الرويشد وـ سكة سفر ـ مع نبيل شعيل. كل تلك الانجازت تشكلت مع الراحل راشد الخضر الذي عرف بغزارة انتاجه وكأنه رحمه الله يسابق الزمن. واليوم بعد هذا المشوار الطويل، كلما ذكر اسم عبد الكريم عبد القادر أو غريد الشاطئ أو محمد عبده أو عبد الرب ادريس أو يوسف المهنا أو غيرهم من المبدعين الكبار، كان لا بد من التوقف، وبكثير من الاحترام أمام اسم الشاعر بدر بورسلي، الذي تأتي كلماته شذية بالصور، عميقة بالمفردات، ثرية بالمعاني، مترعة بالدلالات، عبقة بشذى القيم الحقيقية للوطن والعشق والمعاناة. لقد استطاع هذا الشاعر الكبير، أن يجول بنا، في فضاءات الكلمة، يرحل إلى فضاءات، كلما بلغنا أحدها، ادهشتنا ودفعنا للتحليق إلى فضاء أبعد وأشمل، وهو لا يتردد عبر مشواره في أن يتعاون مع الأجيال، بمختلف اتجاهاتهم واحتياجاتهم. لم ينغلق على نفسه وعلى مفرداته، فكان أن شكل تعاونياته، سواء على الملحنين أو المطربين، كما شكل المضامين التي قدمها، والتي تظل دائماً مقرونة بالثراء والعمق والقيمة. ومثل ذلك النهج، كان بمثابة المدخل لأن يطرز اسمه بحروف ناصعة في ذاكرة ووجدان المستمع الخليجي والعربي على حد سواء، متجاوزا أن يكون شعره مجرد «حرفة» إلى عشق وهوى وابداع.

بدر بورسلي يبرر لـ«الشرق الأوسط» أسباب غيابه فيقول: «بأنني توقفت لفترة، وهذا لا يعني بأنني في حالة جفاء مع الشعر، أو أن الشعر جفاني، فأنا أعيش دائماً حالة شعرية، ولكن لا يوجد حالياً ما يدعونني، ويستفز قدراتي للعطاء، وهذه الحالة ليست دائمة، فقد تلقيت دعوة رائعة من الصديق الدكتور عبد الرب ادريس واحضر لتجربة جديدة، مختلفة شكلاً ومضموناً.. ولطالما خضت معه كما من التجارب التي تتطلب التأني في الكتابة والتحليل العميق في التلحين والتحليق في الأداء، وعندها تكتمل المعادلة، هكذا أفكر وهكذا أعمل».. وهكذا يكون بدر بورسلي، وبدون تلك المعطيات تجدني أفضل أن اكون بعيداً، احافظ على القيم التي تربيت عليها، احتراماً للمستمع ولتاريخي. وعن الطقوس الخاصة بالكتابة أكد بدر قائلا: «أنا اكتب في أي وقت، وفي أحيان كثيرة تأتي الفكرة في السيارة، وسرعان ما أسجلها حتى لا تذهب ادراج الرياح، خصوصاً في ظل ارتباطاتي المتعددة، كمعد ومخرج وإعلامي وشاعر ومدير لمكتب أوربت في الكويت. وعرف بورسلي في الفترة الاخيرة بتقديمه لبرنامج حواري في احدى قنوات أوربت المشفرة.

وحول اختيار المطرب، عندما تشرع بالكتابة يحدثنا قائلا: كلا، مثل هذا الأمر يحدده الملحن، إلا إذا كنت أقوم باعداد شيء مشترك يجمع الملحن والمطرب سوياً، كالتجارب والجلسات التي كنا نلتقي بها، أنا والدكتور عبد الرب ادريس والفنان عبد الكريم عبد القادر، عندها يكون الاتفاق على الفكرة ثم تتشكل المضامين وهكذا تتطور التجربة، وهي تجارب نادرة وذات قيمة خالدة.

انه بدر الانسان والشاعر الإعلامي والذي يدهشك ببساطته.. وعفويته ورصانته وأيضاً بسخاء الأحاسيس التي يطل بها، وتطل بها أغانيه الخالدة.. وهكذا هو شأن المبدعين الكبار.

المزيد