• محمد بن سلطان بورسـلي
شارك

من مواليد 1921  وتوفي 2000

اسمه الكامل محمد سلطان بن راشد بن عثمان بن عبدالله بن عثمان بورسلي و هو مولود في يوم الثلاثاء من شهر جماد الأول1339 هجرية  الموافق 25 يناير 1921 أي بعد عامين من توقف الحرب العالمية الأولى حيث توقفت عام1919م ، وكان حاكم الكويت في ذلك الزمان الشيخ سالم مبارك الصباح الذي استلم الحكم في 5 فبراير 1917 أي في شدة وقسوة الحرب العالمية الأولى، وقد ولد محمد سلطان بورسلي بعد حرب الجهراء بسنة  تقريبا.

يقول الباحث بدر خالد البدر في كتابه معركة الجهراء عن حرب الجهراء و حديثه كان مطابقا لما سمعناه من شهود عيان مبارك بن محمد بورسلي وأبناءه محمد وحمد و حمود وما سمعناه من سلطان وأحمد راشد بن عثمان بورسلي  ،  كان التوتر يسود الكويت فمنذ الثامن من أكتوبر 1920 بدأ فيصل الدويش يحشد قواته على مقربة من الجهراء وكان الشيخ سالم مع جيشه هناك، فهاج سكان الكويت وهرعوا إلى بوابات السور لأخذ أماكنهم و الدفاع عنه وعن ديرتهم  مسلحين ببنادق من طراز (موزر) و (مارتين) وكانت الذخيرة متوفرة بكثرة و كان البعض يحمل السيوف والمسدسات).

تقول أخته المرحومة دلال بورسلي ” وهي تعتبر شاهدة أعيان لقد كنا بنات مع أهالينا وأهالي فرجان السيف و الرجال حاملة على أكتافها البنادق يهمون بصعود السفن للذهاب إلى الجهراء ـ حرب الجهراء ـ و تواصل الحديث  دلال بورسلي و تقول”ان والدي سلطان و عمي أحمد و آخرين من رجال وشباب  بورسلي وآخرين يصعدون بوم بورسلي الذي أطلق عليه اسم فزاع، وكان ملك راشد بن ناصر بورسلي و أخيه عبدالله بن ناصر بورسلي، فكان محمد سلطان بورسلي أمه حاملة فيه.  وكانت ولادته قبل شهر من وفاة حاكم الكويت الشيخ سالم المبارك الصباح حيث ذكر المؤرخ سيف الشملان في كتابه الصادر 1959 وفي كتب ودراسات تاريخية أخرى ـ أن  في يوم 22 فبراير 1921 توفي الشيخ سالم المبارك الصباح وفى عصر نفس اليوم اجتمع وجهاء البلد من أهل القبلة (الجبلة) والشرق (الشرك)حزنا على وفاة الشيخ سالم وفى نفس الوقت أرادوا تجديد المبايعة لآل الصباح، وأيضا لاقتراح وترشيح أسماء حكام من عائلة الصباح ليتم الاختيار منهم لتولي حكم البلاد ، فأعدت رسالة بسم أهل الكويت ـ صاغها مبارك بورسلي حيث يجيد الكتابة ـ وكلف ثمانية من الكويت القديمة حيث كان في ذلك الزمان الشرق يعتبر هو الكويت القديمة و من رجالات الكويت البارزين لتمثيلهم والتوقيع عليها نيابة عن الجميع ، وكان مبارك بن محمد بور سلي أحد رجالات الكويت الذين كلفوا بالتوقيع ورفعت رسالة المبايعة تلك إلى آل الصباح ، يوجد صورة منها في كتاب سيف مرزوق الشملان سنة 1959.

ولقد ولد محمد بورسلي  وشب وترعرع في فريج شملان وهو أحد أحياء الشرق، فعمل مع والده تبابا  ثم غيصا حيث امتهن جميع مهن البحر (مهن الغوص)، فكان والده خير معلم غوص له ولأخوته، فلازم والده في رحلات الغوص ورحلات صيد الأسماك وتجارتها، ورحلات نقل الماء من شط العرب ـ من البصرة ـ إلى الكويت، ورحلات نقل التمور من البصرة إلى الكويت.

وبما أن “شرق” هي المدينة القديمة للكويت. ومن المتعارف عليه وتؤكده كتب التاريخ أن عائلة  بورسلي أول من استوطن  الكويت وأول من استوطن “الشرق” فمن الطبيعي أن تكون ولادة محمد سلطان بورسلي في أحد أحياء الشرق و تحديدا في بيت والده الكبير بخلف متحف وبيت ” فيوليت ديكسون ـ أم سعود ـ” و قريب من ديوانية العسعوسي الحالية. محمد سلطان راشد بورسلي عمل تبابا مع والده على سفن والده الذي كان يملك سنبوكا وشوعيا متخصصا للغوص و في الأوقات التى ليس فيها غوص كان يقوم بصيد الأسماك والمتاجرة بها . فمحمد وأخوانه تعلموا وتدربوا من والدهم ركوب البحر والغوض وصيد الأسماك فأجادوا هذه المهنة كما عمل محمد سلطان بورسلي على سفن عائلة الشملان للغوص وكذلك عمل على سفن النوخذة راشد الولايتي في تجارة القطاعة  و جلب ماء الشرب من شط العرب أي من البصرة.

كانت حياته ـ كما هي حياة رجال وشباب أهل الشرق ـ كلها أعمال بحر، ولذلك نجد كثيرا من أهل شرق قد تعرضوا إلى حوادث بحرية فمنهم من يغرق ويموت في البحر ومنهم من ينجو، ومن الحوادث التي تعرض لها محمد سلطان بورسلي وهي صورة من قساوة البحر على رجالات أهل الكويت،  أنه كان في رحلة من الرحلات لجلب الماء من شط العرب وكان على ظهر سفينة راشد الولايتي الذي صار فيما بعد زوج أخت محمد سلطان بورسلي واسمها مريم سلطان بورسلي، فتغير الجو وعصف بسفينة الماء وغرقت في شط العرب، وأما محمد بورسلي وإخوانه ناصر وراشد وبحارة آخرين، سبحوا على ألواح من الخشب حتى رأتهم سفينة كويتية فأنقذتهم فنجوا جميعهم ما عدا بحار واحد وهو من أبناء عائلة المهيني. تعرض محمد بورسلي  إلى حوادث كثيرة مشابهة وهم  يبحرون في شط العرب لجلب بعض التمور أو الماء  من البصرة.

فالبحر مثلما هو ملئ بالخيرات فهو ملئ بالأخطار حيث الحوادث تفاجئهم وقطاع الطرق يتربصون بهم، و من أحاديثه لأبنائه عن البحر أن الكويتيين عندما يطرحون سفنهم على السواحل أي يتوقفون في موانئ الخليج كانوا يقدمون الطعام للناس المحتشدة على السواحل فيتهافتون على الطعام في فوضى وبدون نظام من شدة الحاجة   وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى حيث عم  نقص الغذاء في الشرق الأوسط ككل وذلك بسبب تطبيق حظر استيراد المواد الغذائية لمحاصرة الأتراك أقتصاديا.   فيقول محمد سلطان بورسلي أنه في احدى رحلاته الخليجية طرحوا ـ أي توقفوا ـ بسفينتهم على ساحل دبي فأخذوا يقدمون الطعام من تمر وخبز وغيره لهؤلاء المحتشدين على الساحل، وإذا بامرأة مع ابنها جالسة على جنب يائسة من مزاحمة الرجال لتطول وتستلم شيئا مما تقدمه سفينتنا من طعام، فجاء محمد بورسلي بقرقور “مصيدة سمك كبيرة وأجلس بداخلها المرأة وابنها وقدم لهما الطعام ليأكلا وقام هو ببندقيته بحراستهما لأن الحشود الساحلية غالبا تكون شرهة وشرسة في طلب الطعام و يتسلل بينهم  قطاع الطرق ولذلك نجد سفن السفر وسفن الغوص  مسلحة ببنادق وهذه البنادق يجب أن تكون مرخصة رسميا على ورق رسمي من القنصلية البريطانية في الكويت أو من القنصلية البريطانية في كراتشي أو من بومباي في الهند.

في أوائل الخمسينيات قلت أعمال البحر وأخذ يحل محلها أعمال حفر آبار النفط في الكويت فترك أغلب رجال الكويت وشبابهم أعمال البحر و توجهوا إلى الشركات الانجليزية أي إلى شركة نفط الكويت المنقبة عن النفط، فعمل معهم صباغ مباني و صباغ بيبات فأجاد مهنته و عمل بها وكان يزور أهله فقط يومين في الأسبوع الخميس والجمعة وأما باقي الأيام فكان يقيم في الشركة في الأحمدي وكان ذلك هو أسلوب شركة النفط وأحد اشتراطاتها في التوظيف أن عمالتها يجب أن تسكن في مساكن الشركة قريبا من أعمالهم و ذلك بسبب صعوبة النقل وندرة وسائل المواصلات في الكويت في ذلك الزمان. ولظروف عائلته أضطر أن يترك العمل مع شركة نفط الكويت ليعمل موظفا في وزارة الاشغال.

لقد دربه أبوه  سلطان بورسلي منذ الصغر على حياكة ـ أي صناعة ـ  الطراريف أي خياطة شباك الأسماك التي تستخدم لصيد الأسماك الكبيرة فلازمته هذه الصنعة وصار ماهرا فيها حتى  توفاه الله. فوالده “سلطان بورسلي” عوده وعود أخوانه بأن تكون يداهم دائما مشغولة بصنع وحياكة شئ ما، فمثلا محمد يحيك الطراريف ويجيد تصليحها، وأخوه الأكبر منه متخصص في حياكة نوع آخر من الشباك تسمى “ساليات” وهي ذات عيون صغيرة تستخدم في صيد الأسماك صغيرة الحجم مثل الزبيدي ، وأما أختهم الكبيرة مريم سلطان بورسلي فتخصصت في صناعة اللبن والزبد وبيع الحليب و منتجاته ، وأما أخته دلال سلطان بورسلي فتخصصت بخياطة دشاديش الرجال و فساتين النساء وصناعة الأجار، وأما أختهم لولوة سلطان بورسلي فتخصصت بحياكة القحافي التي  تبيعها للجيران وعوائل الشرق وكذلك حياكة جوانب غتر الرجال البيضاء. فكانت تلك الصناعات يأتي منها دخول جانبية لكل منهم.

و في يوم الثلاثاء 23 محرم 1377 هجرية  الموافق 20 أغسطس 1957 باشر عملا جديدا وهو العمل  كعسكري بحري في خفر السواحل و التي كانت تابعة لوزارة الداخلية حيث و ظفوا الرجال الأقوياء الذين يعرفون بحر الخليج وأسماء مواقعه البحرية وهذا النوع من الأعمال يحتاج خبرة بالبحر وقوة في  في الأجسام فكان رحمه الله يحمل هذه الصفات. فمكث بالعمل مع خفر السواحل حتى  قدم استقالته  بتاريخ  25/10/1968.

وأما في السبعينيات عمل مراقب أغذية في مستشفى يسمى مستشفى الميدان وهذا المستشفى خاص لكبار السن فهو دار رعاية كبار السن. فعمل بهذه المهنة حتى أن تقاعد 1974،  وفي يوم الخميس 30 ربيع الأول 1374 هجرية والموافق 26/02/1954  كان يوم زواجه، ولقد رزقه الله منها البنين والبنات.

وكما لدى محمد سلطان بورسلي أخوان وخوات وهم كالآتي: مريم  –  ناصر  –  دلال   –  الشهيد / راشد   –   لولوة   –   سليمان   –   داود

هذه صورة محمد سلطان بورسلي و بجانبه داود سلطان بورسلي لابس بدلة، حيث في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات جاءت موجة للشباب يلبسون بدلات بدل الدشاديش

محمد سلطان بورسلي في أحدى رحلاته البرية و بجانبه على يمينه أخوه داود سلطان بورسلي 1958

محمد سلطان بورسلي و بجانبه على يمينه فهد حمود مبارك بورسلي أبن أخت محمد بورسلي   1958