• مبارك بن محمد بورسـلي
شارك

من مواليد 1852  وتوفـي 1963

اسمه الكامل مبارك بن محمد بن ناصر مبارك بورسلي و أخوانه نواخذة الغوص أحمد محمد ناصر بن مبارك بورسلي و صالح محمد ناصر بن مبارك بورسلي و أختهم موزة زوجة الطواش الكبير و كبير الأغنياء في سنين الغوص النوخذة على المبارك.

مبارك بن محمد بورسلي كان من مواليد 1852 ميلادية وأمه حصة بورسلي حفيدة زعيم آل بورسلي حيث أمها فاطمة بنت عثمان بورسلي فمبارك بورسلي من أب وأم بورسليين، علمه أبوه من الصغر على قراءة القرآن و تفاسير القرآن مع الكتاتيب و مطاوعة القرآن و وكما علمه الحساب حتى أن تميز بالقراءة و الحساب و الخط وقراء الكتب، حتى سن الثامن عشر كان يعمل بحار غوص مع والده النوخذة محمد ناصر بن مبارك بورسلي و مع أخوانه أحمد وصالح، ولكن بعد ذلك ترك الغوص وركز على الأسفار مع نواخذة العائلات الكويتية الأخرى وتخصص بمسك دفاتر الأسفار والحساب وكتابة الرسائل ـ كانت الرسالة في زمان الأسفار تسمى خط أي اختصار لكلمة خطاب ، وأيضا كان يقال “خط فلان الكتاب” يعني “كتب فلان الرسالة” ، وكما كان يقال “لقد وصلنا خط من فلان” يعني “وصلتنا رسالة من فلان” ، أي كلمة “خط” تعني “رسالة”،  فكان مبارك بن محمد بورسلي يسافر مع سفن الأسفار للهند واليمن وشرق أفريقيا ويكون تخصصه كتابة الخطابات وكما ذكرنا سلفا ـ فمن  مهنته هذه تعلم و تدرب أبناءه محمد وحمد وحمود وصاروا يجيدون نفس مهنته ولكن بعضهم كان يستقر في الهند للتجارة وكسب المال، وكذلك كانوا يمارسون اللغة الهندية و الانجليزية، وأما حمد كان يجيد اللغة الفارسية لأنه كان يستقر ويعمل مع سفن القطاعة لموانئ إيران.. 

في عام 1918  بعد الحرب العالمية الأولى توفى والد مبارك بن محمد بورسلي  فتوقف عن أعمال البحر نهائيا وتخصص في صناعة وتجارة و بيع دهن العداني، ومحله أي دكانه كان في أحد أحياء شرق في الميدان أي بالقرب من حسينية معرفي القديمة في الشرق  وثم انتقل إلى  دكانه الذي حتى كتابة هذه الأسطر لازال موجودا  لم يهدم وهو أول دكان على الزاوية من مجموعة دكاكين التمر في سوق الخضار. وكما اشتهر وتخصص بحفظ أمانات رجال الكويت أثناء أسفارهم للغوص و للأسفار البحرية ، و حفظ أمانات بعض أهل البادية.

وكون مبارك بورسلي كان يجيد القراءة وهواية القراءة والاطلاع كان ذو نظرة سياسية ومستقبلية وكان يجيد قص القصص والأخبار لأحفاده عن الحروب والأحداث و قصص الأنباء إلى آخره. ورث منه أبناءه وأحفاده هذه العادة والميزة.

مبارك بن محمد بورسلي كان  هادئ الطبع   قوي محترم الشخصية، ويستشار في أمور عدة من أهالي الكويت ومن أفراد الأسرة الحاكمة في الأمور السياسية عامة و الاجتماعية، وعنده كراسي ودجة إسمنتية لدكانه لجلوس ضيوفه فهو دكان وهو ديوانية مصغرة. وهذه كانت عادات الكويتيين الدكان هو أيضا ديوانية صغيرة وأبو ناشي و صبابين القهوة الآخرين بوزرتهم الحمراء يتجولون في الأسواق بين هذه الدكاكين يصبون القهوة لرواد وضيوف أصحاب الدكاكين وكما يقدمون لهم قطع الحلوى من علبة حديد مربوطة بحزام الجلد بخصره (ببطنه).

و كان يملك بيتا كبيرا بالقرب من مسجد البرومي أي بالقرب من شارع دسمان حاليا و هو يحتوي على فناء كبير وفيه بيت صغير تسمى ديوانية لضيوفه من البلدان العربية أو للبدو الرحالة إلى الكويت، وهذه كانت عادات الكويت  فدواوينهم بمثابة فنادق سكن لضيوفهم.

يتناقل أهالي الكويت دائما/ أن الوثيقة التي وقعها عام 1921 ويزداد الحديث عن هذه الوثيقة (التي صارت من وثائق الديمقراطية الكويتية و وثيقة تاريخية رسمية)/  مع  صدور صحف الكويت في الأسبوع الثالث من كل  شهر يونيه من كل عام. وذكرها الكاتب والمؤرخ سيف الشملان في كتابه الصادر  سنة 1959 وفي كتب ودراسات تاريخية أخرى ــ وهو كالآتي  أن  في يوم 22 فبراير 1921 توفي الشيخ سالم المبارك الصباح وفى عصر نفس اليوم اجتمع وجهاء البلد من أهل القبلة (الجبلة) والشرق (الشرك)حزنا على وفاة الشيخ سالم وفى نفس الوقت أرادوا تجديد المبايعة لآل الصباح، وأيضا لاقتراح وترشيح أسماء حكام من عائلة الصباح ليتم الاختيار منهم لتولي حكم البلاد ، فأعدت رسالة بسم أهل الكويت ـ صاغها مبارك بورسلي حيث يجيد الكتابة ـ وكلف ثمانية من الكويت القديمة حيث كان في ذلك الزمان الشرق يعتبر هو الكويت القديمة و من رجالات الكويت البارزين لتمثيلهم والتوقيع عليها نيابة عن الجميع ، وكان مبارك محمد بور سلي أحد رجالات الكويت الذين كلفوا بالتوقيع ورفعت رسالة المبايعة تلك إلى آل الصباح ، يوجد صورة منها في كتاب سيف مرزوق الشملان سنة 1959.

وكما كانت هذه المذكرة في غالبية كتب تاريخ الكويت وكتب الديمقراطية ونشأة مجالس الأمة والشورى في الكويت، وكانت صفحة غلاف كتاب الديمقراطية في الكويت. للكاتب السياسي أحمد الديين.